الموضوع
:
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية
عرض مشاركة واحدة
01-17-2013, 12:30 PM
المشاركة
290
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
الشياطين : روح دستويفسكي الساخرة
" الخاطئ الكبير "
لو لم يحضر شقيق زوجة دستويفسكي "سنيتكين" إلى
دردسن, ولو لم يحمل معه تفاصيل الحادثة التي فتحت أبواب الشياطين لدستويفسكي, لكان
بالإمكان الآن أن نتحدث عن رواية: الخاطئ الكبير". أكبر عمل روائي كان مقدراً له أن
يرى النور, وتفرق لعدة أعمال في السنوات اللاحقة لدستويفسكي
.
بعد أن ظهرت
رواية الحرب والسلم لتولستوي بكامل مجلداتها تلقفها القراء والنقاد بكل حماس ولهفة
.
دستويفسكي أصابته روح المنافسه القائمة آنذاك, فهو يشعر بأن الجمهور لم يستقبل عمله
"
الأبلة" بمثل مااستقبلت به "الجريمة والعقاب", كبريائه وكرامته معرضتان للخطر
,
ويجب أن يجذب الإنتباه إليه من جديد. بعد أن شاهد نجاح عمل تولستوي الملحمي, أراد
أن يكتب على غرار الحرب والسلم, رواية مؤلفة من خمس مجلدات تقريباً تتناول مسالة
الخالق والخطيئة, والأهم : وجود الله وتقديم البراهين على ذلك
.
هذا العمل
لا يستطيع أن يكتبه إلا متشكك كبير مر بتجربة روحية هائلة. من غير دستويفسكي يستطيع
أن يكتب مثلها! هذا العمل مستسقى من تجربته العاصفه. حياة الغربة أيقظت فيه المشاعر
المسيحية العميقة والأفكار الدينية الصافية وخلصته من التعنت والمكابرة فجعلته أكثر
طيبة وتسامحاً واستسلاماً، الأمر الذي تجلى بأفضل تعبير فى مؤلفاته. بطل القصة
سيكون طوال حياته تارة ملحداً, وتارة مؤمنا, ومتعصباً, ومتزمتاً, ثم يعود للإلحاد
مرة أخرى, وفي الأخير سيختار الإيمان بالله والأرض الروسية
.
فكرة العمل
تقوم على خمس مستويات, القصة الأولى مقدمة عن الفكر الثقافي الروسي بشكل عام
,
وطفولة ومراهقة البطل, ثم اشتراكة باقتراف جريمة من جرائم الحق العام. القصة
الثانية تدرو في أحد الأديرة المسيحية حيث يقيم الأسقف تيخون زادونسكي, ويذهب البطل
إلى هذا الدير بضغط من الأهل لطلب العلم والتربية, ثم يسقط هذا الفتى المثقل
بالأفكار تحت نيران رجل الدين. فيتعرف على بوشكين وبيلنسكي وعلى أفكار الشبيبة
الروسية. القصة الثالثة تحكي فتوة البطل, وسنوات دارسته واهتمامه بالفلسفة
والإلحاد, وهو يظهر الغطرسة والإحتقار العميق للبشرية. تبلغ الطبيعة الإجرامية في
هذا العمل حدها الأقصى. صورة هذا البطل مشابه بشكل كبير لشخصية بتشورين بطل رواية
ليرمنتوف بطل من هذا الزمان, الكسيح أخلاقياً والكاره للبشر. القصة الرابعة مخصصه
للبحث عن أزمة البطل العميقة, ووصف حالة الترحال للبحث عن أجوبة لما يعتمر في عقله
من أفكار. والجزء الأخير يتم الإعلان عن ولادة الآثم: متشكك روسي يختار بعد تردد
طويل بين المدارس الدينية الإيمان بالله والأرض الروسية, ويصبح ودوداً ومحباً
للجميع , ويعترف بجريمته
.
بقيت هذه الأفكار مجرد خطوط رئيسية لعمل لا يمكن
كتابته في الخارج لسبب واحد. تستلزم كتابة هذا العمل قراءة مكتبة كاملة حول الكتاب
الملحدين, والكتاب الكاثوليك والأرثوذكس, ويجب من أجل كتابة هذه الرواية أن يرجع
دستويفسكي إلى الوطن, إلى روسيا. يجب عليه أن أن لا يرى الدير وحسب, بل أن يقيم فيه
لبعض الوقت
.
عند رسم دستويفسكي الخطوط العريضة لهذه الأفكار حدث الحادث الذي
أجهز على الخاطئ, وحول هذا العمل إلى عدة أعمال نشرت في الشياطين, والمراهق
,
والأخوة كارامازوف. هذا الحادث هو الذي أشعل دستويفسكي ليكتب إحدى خوالده الخمس
:
الشياطين
رد مع الإقتباس