عرض مشاركة واحدة
قديم 01-15-2013, 04:04 PM
المشاركة 268
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
مخطئ تماماً إن ظننت أنه يمكنك قراءة هذه الرواية كأي رواية أخرى، استلزم الأمر مني قراءتين متواليتين حتى أقدر هذه الرواية، وأمنحها النجوم الخمسة التي تستحقها.
يأخذنا الراوي إلى كومالا، حيث يذهب بحثاً عن والده (بيدرو بارامو) الذي منح الرواية اسمها، في كومالا الحارة جداً والتي يوصف حرها بأن موتاها يعودون حالما يصلون إلى الجحيم طلباً للحافهم، هذه الكومالا مدينة غرائبية يلتقي فيها الموتى والأحياء، بحيث لا يمكنك أن تعرف هل من يحدثك حي أم ميت، ولكن هذا غير مهم، فهنا غرس بيدرو بارامو نفسه، وفرض قوانينه، وأنجب ابنه، بل أبنائه، فبارامو كعادة السادة الإقطاعيين ينزو على كل النساء في القرية، ويخلف أطفالاً لن تدري بهم، حتى يقول لك أحدهم “أنا ابن بيدرو بارامو”، فلماذا إذن يذهب الراوي إلى كومالا؟ إن ما يدفعه إلى هناك وعد قطعه لوالدته وهي تحتضر بأن يذهب للقاء والده، وأن يطالبه بحقوقهم التي أهملها.
الرواية مكتوبة بطريقة مذهلة، يختلط فيها الماضي بالحاضر، ولا تدري أحياناً من يتحدث، ولا أي حوار يدور، ولكنك تستمتع وتشعر بذكاء بيدرو وشخصيته الرهيبة، تراقب كيف يعامل رجاله ونسائه، حتى تصل إلى اللحظة الأخيرة ونهاية الرواية القصيرة.