الموضوع
:
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية
عرض مشاركة واحدة
01-15-2013, 03:58 PM
المشاركة
264
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
شخصية الابْ , ذكرتني بقصيدة
ذاتُ اللسعة لرخصْ الفكر
,
وضحالة النفسْ فيهمْ , ودناءة الرغبة فيه
,
حتى يقول الكاتبْ
:
"
ومالذي يعرفه هو عن الفردوس
والجحيمْ
!
"
,
ولتصويرْ قذارة هذا الابْ
,
حين كان يتأملْ وضعه ككاهنْ , يقولْ
"
انني استعرضْ صفّاً من القديسينْ , كما لو كنت أرى ماعزاً
تقفزْ
"
وتجئُ اُخرى تنتزعْ من الحياة اثماً آخرْ , فتقولْ
:
"
اتركوا لي على
الاقل حقّ تخبط الساقينْ الذي يتمتع بهِ المحكومون بالشنقْ
",
الالفاظ المُستخدمة , الاشخاصْ , الادوارْ
,
الاحداثْ , والمشاكلْ جميعها تُناسبْ ماتحتَ التُرابْ
,
قضيّة الخطيئة وَ التمثيلْ بها , جميعها لعبتْ هذا الدورْ , هذا الموقفْ
,
او بالاحرى , الشخصية التي تعالجها واقعية , وان اتتْ جُلَّ الفكرة من وحيّ
البرزخْ
,
حينَ اقولْ عن الميتْ انهُ ينتهدْ , على
طريقة خوان رولفو ,فهي
:
"
كل تنهيدة هي مثل جرعة من الحياة تخرج من المرءْ
"
,
لحظة , اسمعُ نُباحَ الكلابْ , - لن يأتي
مقطعاً دونَ جلبة الامواتْ وَ ثرثرة اصواتهمْ / اصدائهمْ - وجرِّ الجحيمْ حتى
مكانيّ , هواءٌ منهكْ , حارْ
!
نعمْ سؤددُ النارْ الـ تلّظلتْ بهؤلاءْ
الامواتْ , ودللَ عليها حينَ قالْ
:
"
انه هو , ضعي وجهَ
النفاقْ
"
,
لازال الميتْ يمارسْ آثامه
,
ليعذّبهُ الله جهراً
,
-
لقد شدّني الوهمْ
-
الوهم! هذا يكلف
غالياً , فقد كلفني ان اعيشْ اكثر من اللازمْ
,
هذا الاقتباسْ يختصر " دوروتيا " التي حلمت بحُلمينْ
,
احدهما " المباركْ " والاخرْ " اللعينْ
"
كما اسمهتمْ , / الاول حين
حلمت ان لديها ابنْ , وآمنتْ بذلكْ , حتى فقدته فجأه , حين
حلمتْ
ان السماءْ اخطاءتْ , حين اعطتها قل ام
,
ورحم امراة عادية , حتى ماتتْ بالوهمِ وهماً
,
من
الاقتباساتْ الرَّطِبة حقيقة , والتي تكسرْ روتينْ القارئْ , في السردْ الاسودْ
الذي يُملِيهِ القارئْ
,
من عالمْ الى اخرْ , من غرفة الى اخرى , من
ميت الى الاخرْ , من حشرجة الى حشرجة , ومن صوتِ الى صوتْ , آه , لذا قال
:
"
تعالي ايتها المياه
اللذيذة , تعاليّ , اهطليّ حتى تتعبيّ , وبعد ذلكْ , اجرِ الى هنا , تذكري اننا
شققنا الارضَ
بالعملْ , من
أجلْ ان تستريحيّ وحسبْ
"
/
فأطلقَ ضحكة
,
هذا المشهد الوحيدْ , الذي يجربْ فيه تلقائية الطبيعة بعيداً , عنْ فحيحِ
الاختناقْ
,
اشعر احياناً , كان الكاتبْ يحاول ان يهز
الشخصيات من كتفيها ان كفاكم بؤساً , وان اتتْ هذهِ
حكاية
من رؤيته , لكنْ المجال الذي ينفضه بين
الفينة والاخرى هو كلمة " بزوغ الفجرْ " التي لاينفكْ يرددها
,
هناك املْ , حتى للدار الاخرة , لاشئَ ينقضيّ , رُبمَا فلسفتهمْ تُعينهمْ
,
لكنْ على الاقلْ
ايجاؤه بالاملْ في ظلْ هذهِ الرواية
الترابية هوَ محضْ اتزانْ من الكاتبْ
,
تُتركْ عدالة الانفسْ
نفسها في ختامِ حديثه , حيثُ اصلاً تشعرْ انهُ بقيّ عليكْ ايها
القارئْ
الدور الاهمْ , في انصاف بيدرو بارامو , هل
تُشرعْ له الفراديسْ ابوابها , ام
تأكلهُ الجحيمْ يتلظّى
,
افسحوا لانفسكم مجالْ النقيضْ الصحْ , حتى تثبتوا انكم مرةً على السطحْ
,
ومارتٍ أُخرْ
انتمْ تحت انقاضِ الارضْ
,
اعادة نظرْ لحقيقة ان الامواتْ يموتونَ ثانية
رد مع الإقتباس