عرض مشاركة واحدة
قديم 01-15-2013, 03:58 PM
المشاركة 264
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
شخصية الابْ , ذكرتني بقصيدة
ذاتُ اللسعة لرخصْ الفكر , وضحالة النفسْ فيهمْ , ودناءة الرغبة فيه ,
حتى يقول الكاتبْ : "ومالذي يعرفه هو عن الفردوسوالجحيمْ !" , ولتصويرْ قذارة هذا الابْ ,
حين كان يتأملْ وضعه ككاهنْ , يقولْ"انني استعرضْ صفّاً من القديسينْ , كما لو كنت أرى ماعزاًتقفزْ"

وتجئُ اُخرى تنتزعْ من الحياة اثماً آخرْ , فتقولْ :
"اتركوا لي علىالاقل حقّ تخبط الساقينْ الذي يتمتع بهِ المحكومون بالشنقْ",
الالفاظ المُستخدمة , الاشخاصْ , الادوارْ , الاحداثْ , والمشاكلْ جميعها تُناسبْ ماتحتَ التُرابْ ,
قضيّة الخطيئة وَ التمثيلْ بها , جميعها لعبتْ هذا الدورْ , هذا الموقفْ ,
او بالاحرى , الشخصية التي تعالجها واقعية , وان اتتْ جُلَّ الفكرة من وحيّالبرزخْ ,
حينَ اقولْ عن الميتْ انهُ ينتهدْ , علىطريقة خوان رولفو ,فهي :
"كل تنهيدة هي مثل جرعة من الحياة تخرج من المرءْ" ,
لحظة , اسمعُ نُباحَ الكلابْ , - لن يأتيمقطعاً دونَ جلبة الامواتْ وَ ثرثرة اصواتهمْ / اصدائهمْ - وجرِّ الجحيمْ حتىمكانيّ , هواءٌ منهكْ , حارْ !
نعمْ سؤددُ النارْ الـ تلّظلتْ بهؤلاءْالامواتْ , ودللَ عليها حينَ قالْ :
"انه هو , ضعي وجهَالنفاقْ" , لازال الميتْ يمارسْ آثامه , ليعذّبهُ الله جهراً ,

-لقد شدّني الوهمْ
-الوهم! هذا يكلفغالياً , فقد كلفني ان اعيشْ اكثر من اللازمْ ,
هذا الاقتباسْ يختصر " دوروتيا " التي حلمت بحُلمينْ , احدهما " المباركْ " والاخرْ " اللعينْ "
كما اسمهتمْ , / الاول حينحلمت ان لديها ابنْ , وآمنتْ بذلكْ , حتى فقدته فجأه , حينحلمتْ
ان السماءْ اخطاءتْ , حين اعطتها قل ام , ورحم امراة عادية , حتى ماتتْ بالوهمِ وهماً ,

منالاقتباساتْ الرَّطِبة حقيقة , والتي تكسرْ روتينْ القارئْ , في السردْ الاسودْالذي يُملِيهِ القارئْ ,
من عالمْ الى اخرْ , من غرفة الى اخرى , منميت الى الاخرْ , من حشرجة الى حشرجة , ومن صوتِ الى صوتْ , آه , لذا قال :
"تعالي ايتها المياهاللذيذة , تعاليّ , اهطليّ حتى تتعبيّ , وبعد ذلكْ , اجرِ الى هنا , تذكري انناشققنا الارضَ
بالعملْ , منأجلْ ان تستريحيّ وحسبْ" / فأطلقَ ضحكة ,
هذا المشهد الوحيدْ , الذي يجربْ فيه تلقائية الطبيعة بعيداً , عنْ فحيحِالاختناقْ ,
اشعر احياناً , كان الكاتبْ يحاول ان يهزالشخصيات من كتفيها ان كفاكم بؤساً , وان اتتْ هذهِحكاية
من رؤيته , لكنْ المجال الذي ينفضه بينالفينة والاخرى هو كلمة " بزوغ الفجرْ " التي لاينفكْ يرددها ,
هناك املْ , حتى للدار الاخرة , لاشئَ ينقضيّ , رُبمَا فلسفتهمْ تُعينهمْ , لكنْ على الاقلْ
ايجاؤه بالاملْ في ظلْ هذهِ الروايةالترابية هوَ محضْ اتزانْ من الكاتبْ ,
تُتركْ عدالة الانفسْنفسها في ختامِ حديثه , حيثُ اصلاً تشعرْ انهُ بقيّ عليكْ ايهاالقارئْ
الدور الاهمْ , في انصاف بيدرو بارامو , هلتُشرعْ له الفراديسْ ابوابها , ام
تأكلهُ الجحيمْ يتلظّى ,

افسحوا لانفسكم مجالْ النقيضْ الصحْ , حتى تثبتوا انكم مرةً على السطحْ , ومارتٍ أُخرْ
انتمْ تحت انقاضِ الارضْ ,
اعادة نظرْ لحقيقة ان الامواتْ يموتونَ ثانية