الموضوع
:
اعظم 100 كتاب في التاريخ: ما سر هذه العظمة؟- دراسة بحثية
عرض مشاركة واحدة
01-15-2013, 03:57 PM
المشاركة
263
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
رواية بيدرو بارامو , لـِ خوان رولفو
ليستْ مُجزأة الى فصولْ , كما قال الكاتبْ , لم تكنْ لتحتاجَ الى ذلكْ
,
رولفو يفردْ عضلة المخيلة التي يملكْ , وَ يسوقنا بعيداً عن رواياته
الواقعية الاخرى
,
وَ رواية من تحتِ الارضْ , تُنكثْ لـِ
تخضعنا لهذا التجاوبْ والاتصالْ بينَ الارواحْ
,
لاتنتهي حياة الميتْ
,
فقدْ بيقيّ الكثيرْ ليقالْ , وان سدّت الحياة اذنيها
,
:
ان يجيئكَ كاتبْ , فيقولْ أكتب لاني هاوٍ , ليسَ الاَّ , فبإمكانه ان
يلزمكَ في منتصفْ
سرده , ويتوقفْ , لان الهامه نفدْ , هوَ ذا
رولفو قناعاته فوق الاشياءْ , ذكيّ
,
ويدخلكْ الى تلكَ العوالمْ
دونَ توجّسْ
,
يبحثْ عن الميت بيدرو بارامو , في مكاولا , مدينة القبورْ , مدينةٌ نُسجت من
الامواتْ
,
الاصواتْ , اللغة , السكونْ , والريحْ
,
وجميع الادوات التي توحي بالتعلق بين البعث والهلاك
يستخدمها خوان لينتزع
القارئْ منْ مكانه الى تلكَ الأحياءْ الهامدة الحيّة
,
من اول الحضور في بداية هذه الرواية وانا اشعر بأن الهواءْ اسفنجة سخيّة
,
تمتصْ وَ تزفرْ
ربما القارئْ التقليديّ يرغب بأن يندمج بها
استدراجياً , حيثُ تبدأ من المدينة او المكان التي اتى منه , الى
تلك المدينة الضائعة الساكنة , لكني شعرت لحشدْ الاجواءْ والافكار في ذهن
الكاتب فانه توغَّل بيّ
سريعاً الى بطنِ الجحيمْ , من اولها اتى
بالابيضْ العاري المُتَّسخْ
,
للحظاتْ شعرتُ انَّ مُصطلح " التناقضْ " في وفاقٍتامْ وَ تكوينة الحياة
,
حينَ قالَ في مقطعْ
,
-
مالذي
تفعله كل هذا الوقت في المرحاض ايها الصبي ؟
-
لاشئْ
يااماه
-
اذا مابقيت في الداخل ستخرج افعى
وتلدغكْ
-
حاضر يااماه
,
ويليها بالتواليّ , يقولْ
,
"
عندما كنا
نطيّر طيارات ورقيّة
,
في موسم الرياحْ , ونسمعُ همس القرية النابضْ بالحياة
..
الخْ
"
المكانْ , الاسودْ , يوحيّ
بالظلالْ الروحانية
,
ذلكَ الرجلْ يعشقْ تأملْ الاشياءْ , تأملَ
المطرْ , فيقولْ
:
"
مغفرة الذنوب , وبعثَ الجسدْ , آمينْ
"
,
وكأنَ جُلَّ الحدثْ , في التخلصْ منْ الخطاياْ
,
علّنا نعودُ تائبينْ
,
لوانلنا فكرة خوان الى انفسنا , ومنحنا التركيزْ قليلٌ منا , لوجدنا انه
يستخدمْ شخصية واحدة
في عدَّة أمورْ , لم تكن تقنيته تقليدية
,
في الواقعْ استخدامه شيّقٌ ورشيقٌ , جداً
,
ابونديو , وقد يكونَ
البغّال ذاته هو ذاته في النطاطْ وهي وصف اكثر مما تكونْ استخدامْ , ايضاً مروّضاً
للمهورْ , وَ مُهيّجاً للأحلامْ
,
ربما يكونُ ايضاً دجالاً حينَ قال لامه انْ
لآتُضاجعْ تلك الليلة احداً , لان القمر هائجْ
,
في حين انها كانت ليلة
زفافها من بيدرو بارامو , / فأبدلت نفسها بصديقتها الحميمية , حيثُ كانتْ
هي ذاتها واقعة في غرامِ بارامو , لكنها لم تكن هي امه
,
فقدْ انجبتهُ امّهُ ذات الحدوسْ , او كما تُسمّيها العناتْ , وهي بعيدة عن
بيدرو بارامو , هجرته لتذهب عند
اختها التي تُحبها أكثرْ , لذا بعد السنة
اوصتْ ابنها ان يبحثْ عن ابيه الذي لم يره
,
حتى يأخذ منه غالياً ثمن
الهجران الذي تركهم له
,
للحظاتْ اعيد قرائتي لنفس الكاتبْ , حتى أصبت بالتوهمْ
,
-
لقد قتلوا اباك
-
وانتِ , من الذي
قتلك يااماه ؟
رد مع الإقتباس