عرض مشاركة واحدة
قديم 01-14-2013, 01:39 PM
المشاركة 258
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
سعدي شيرازي
في سماء الادب الايراني لمع نجم الشاعر الشهير سعدي الشيرازي، فمن هو هذا الشاعر يا ترى؟ هنا نقدم لكم نبذة عن حياته:
انه ابو محمد مشرف الدين او شرف الدين مصلح بن عبدالله بن شرف الدين الشيرازي وقد لقب بملك الكلام وافصح المتكلمين ولا شك ان الشاعر سعدي الشيرازي هو احد اكبر شعراء ايران، وهو من بعد الحكيم ابي القاسم الفردوسي صاحب ملحمة الشاهنامة الخالدة ثاني نجم لا مع ينير سماء الادب الفارسي، وعلى الرغم من انقضاء زمن طويل نسبياً اي سبعة قرون من عمر الزمان
لايزال لمعان نجم سعدي براقاً يبهر العيون، لكن لا العيون الظاهرية بل عيون عشاق الشعر والادب اينما كانوا وليس في ايران فحسب.ومن المؤسف ان التاريخ لا يحدثنا عن بدايات حياة الشاعر سعدي الشيرازي، لكن الذي لا يرقى اليه الشك ان سعدي قد عكف منذ طفولته على دراسة وتعلم علوم زمانه ونفون عصره، وان هذا الشاعر قد فتح عينيه على الحياة في حدود عام 606 للهجرة في اسرة كان كل اعظاؤها من علماء الدين ومسقط رأسه مدينة شيراز مدينة الادب والشعر كانت ومازالت كذلك.وتعلّم سعدي مقدمات العلوم الادبية والشرعية في شيراز وفي سنة 620 هجري قمري هاجر الى بغداد لاكمال دراسته فيها.وفي بغداد نزل سعدي في المدرسة النظامية التي اسسها نظام الملك وزير الدولة السلجوقية واستزاد من علوم اساتذتها لكن المقام لم يطل بسعدي في مدينة السلام فغادرها الى الحجاز ومن ثم الى الشام ولبنان ومن هناك الى بلاد الروم. وسعدي شاعر طاف العالم، انه كان سائحاً وسالكاً حيث الاماكن البعيدة.وكان غريباً عن موطنه وصاحب تجار التوابل والبضائع المختلفة وزوار الاماكن المقدسة ولازم الملوك وسمع منهم الحكايات والقصص وكان يحسن المداراة مع من يلتقي منهم.ولم تكن اسفار سعدي بحثاً عن التنوع وتغيير الاجواء، لقد كان فيها يطلب العلم والمعرفة ومختلف الثقافات، لابل ان كل سفرة من اسفار هذا الشاعر كانت تجربة معنوية بالنسبة له.واغدت اسفار سعدي عليه تجارة معنوية واخرى مادية، فجمع خلالها كما هائلاً من الروايات والقصص والمشاهدات ذات الجذور الصفارية في ارض الواقع، كل حكاية من حكايات کلستان تفتح نافذة على الحياة وكل عبارة منها تحمل آلاف التجارب والاختبارات تبان وتوضح باسلوب اليقين. ولك ان تقول ان كل حكاية من حكايات ادبيات سعدي هي محصول دنيا التجارب العملية قبل ان تكون مرتبطة بعالم الخيال.ولعل من اهم اسباب اقبال العوام والخواص واقول بجرأة في كل مكان وزمان على حكايات سعدي ذات الطابع النصائحي هو انها تعكس عين الحقيقة وتنساب الى اذان السامع باسلوب جميل وتظهر امام عينيه بحلة زاهيه. هذا البيان الفني الرائع كان له دور مهم في خلود هذا النمط الادبي بين ادبيات سعدي واذا كان سعدي شاعراً فقد كان ناثراً كذلك وانه هو الذي اوصل الشعر والنثر الفارسي الى كماله ومن بين نتاجاته المنظومة ‌فضلاً عن الغزليات والقصائد مثنويه المشهور برسالة سعدي او بوستان سعدي، وهذه المنظومة هي في الاخلاق والتربية والوعظ وقد نظمت في عشرة ابواب هي 1-العدل 2-الاحسان 3-العشق 4-التواضع 5-الرضا 6-الذكر 7-التربية 8-الشكر 9- التوبه 10-المناجاة وختم الكتاب.واهم نتاجات سعدي الادبية في النثر كتاب کلستان وتسميه الكتابات العربية بحديقة الورد ويتكون الکتاب من مقدمة‌ وثمانية ابواب هي:
اولاً- احواله الملكوك
ثانياً- اخلاق الدراويش
ثالثاً -الفضيلة والقناعة
رابعاً- فوائد الصمت
خامساً- العشق والشباب
سادساً- الضعف والشيخوخة
سابعاً- تأثير التربية
ثامناً- آداب الكلام
ووافت المنية سعدي واختلفت مصادر التاريخ والادب في سنة وفاته فقيل عام 694 وذكر عام 695 وقيد عام 690 ومنهم من قال ان وفاة هذا الشاعر الشهير كانت في عام 691 للهجرة، ومهما كان فأن سعدي قد عاش لاكثر من ثمانية عقود وذرف على الثمانين.ومرقد الشيخ مشرف الدين بن مصلح الدين سعدي الشيرازي يقع على مسافة 4 كيلومترات الى الشمال الشرقي من مدينة شيراز عاصمة محافظة فارس الايرانية وهذا المرقد يقع في سهل جبل في نهاية طريق البوستان والى جوار حديقة غناء، وكان مرقد سعدي في البداية تكية للشيخ كان يقضي فيها اواخر عمره حتى مات ودفن فيها ومنذ 300 عام.
تعرّف المستشرقون الاوروبيون على‌ آداب الشرق واشهرها الادبان الفارسي والعربي وبشوق وافر اقدم بعض المستشرقين على ترجمة النصوص الادبية الشرقية الى اللغات الغربية والاوروبية، ومن بين هذه النصوص كتاب کلستان للشاعر والاديب الايراني الشهير سعدي الشيرازي وهو كما قدمنا نتاج ادبي منثور واهم نثر خلفه سعدي من ورائه ليأخذ مكانه في جنائن الادب.وعن الشاعر سعدي شيرازي يقول المستشرق الغربي غارسين دناسي ان سعدي هو من اهم الكتاب الايرانيين وانه لمشهور ومعروف عند عموم الناس في اوروبا.ومن الضروري ان نذكر هنا ان الكاتب الفرنسي الشهير فكتور هوغو صاحب كتاب البؤساء المعروف قد تأثر في كتاباته بقصص سعدي الثي اوردها في مؤلفاته واما سعدي في الادب العربي وعند ادباء العرب لا سيما المعاصرون منهم فهو موضوع غني عن البيان والتعريف، ولعل القاريء يشاركنا هذا الرأي لاسيما وان بعض الدراسات الاكاديمية قد تناولت سعدي الشيرازي حياة وشعراً وادباً وتاريخاً.


سعدي شيرازي
يتيم الاب وهو رضيع.