عرض مشاركة واحدة
قديم 01-14-2013, 01:37 PM
المشاركة 255
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
سعدي الشيرازي بلسان عربي جميل
السبت, 09 فبراير, 2008



أبدع سعدي الشيرازي (1219م- 1294م) روائع لازال الأدب الفارسي يحتفى بها، أخرج إلى الناس أجمل النصوص الأدبية التي تمزج بين الفائدة والمتعة، وجعلها قمة بلاغية، سهلة ممتنعة، سهلة حين تقترب منها، لكنها ممتنعة حين تتجرأ على مجاراتها، فأضحى سعدي مدرسة أدبية قائمة بذاتها، إذ اعتبر أب النثر الفارسي، استطاع كذلك أن يمزج بين خلاصات تجاربه، بعد ثلاثة عقود تنقل فيها بين الكثير من البلدان والثقافات، لذلك تأهل ليكون رمز المحبة الإنسانية، واستحق أن يزين مدخل مقر الأمم المتحدة في نيويورك بأبياته الشهيرة: ( أبناء آدم بعضهم من بعض، في أصلهم خلقوا من جوهر واحد


إن أصاب الدهر أحد الأعضاء بألم، استجابت له باقي الأعضاء بالاضطراب،


إن كنت لا تبالي بمحن الآخرين، فأنت لا تستحق أن تسمى آدمي).
عرف سعدي الشيرازي بآثاره الفارسية أكثر من غيرها، إلا أنه نادرا ما تذكر نصوصه الشعرية والنثرية التي أبدعها بلسان عربي جميل، عبر فيها عن وسعة أفقه ورهافة حسه الإنساني، بالإضافة إلى أن هذه النصوص تؤكد الانتماء الحضاري المنفتح والممتد لشاعر قضى أكثر عمره في السير والحكمة..يقول سعدي في إحدى مواعظه العربية:

عيب علي وعدوان على الناس
إذا وعظت وقلبي جلمد قاس
رب اعف عني وهب لي مابكيت أسى
إني على فرط أيام مضت آس
مر الصبا وأبيض ناصيتي
شيبا، فحتى متى يسود كراسي
يالهف عصر شباب مر لاهية
لالهو بعد اشتعال الشيب في راسي

ولما اشتد به ألم العشق، أنشد سعدي يقول:

تعذر صمت الواجدين فصاحوا
ومن صاح وجدا ماعليه جناح
أسروا حديث العشق ما أمكن التقى
وإن غلب الشوق الشديد فباحوا
سرى طيف من يجلو بطلعته الدجى
وسائر ليل المقبلين صباح
يطاف عليهم والخليون نوم
ويسقون من كأس المدامع راح

ولما طغى عليه حال المحبة، أنشد:

أصبحت مفتونا بأعين أهيفا
لاأستطيع الصبر عنه تعففا
والستر في دين المحبة بدعة
أهوى وإن غضب الرقيب وعفا
وطريق مسلوب الفؤاد تحمل
من قال اوه من الجفاء فقد جفا
دع ترمني بسهام لحظ فاتك
من رام قوس الحاجبين تهدفا
صياد قلب فوق حبة خاله
شرك يصيد الزاهد المتقشفا


وعندما سقطت بغداد في مخالب هولاكو، وبعد قتل الخليفة العباسي المسعتصم بالله، فاضت مدامعه، فقال:

حبست بجفني المدامع لا تجري
فلما طغى الماء استطال على السكر
نسيم صبا بغداد بعد خرابها
تمنيت لو كانت تمر على قبري
لأن هلاك النفس عند أولي النهى
أحب لهم من عيش منقبض الصدر
زجرت طبيبا جس نبضي مداويا
إليك، فما شكواي من مرض يبري
لزمت اصطبارا حيث كنت مفارقا
وهذا فراق لا يعالج بالصبر

هذه هي زفرات سعدي العربية، موعظة ورثاء وغزل، نستطيع أن نسميها عربية القلب والوجدان، وهذا هو سعدي في جلبابه العربي، يؤكد انسجام الشعوب الإسلامية في إحدى مراحلها التاريخية، انسجام رواه الشعر كما خلدته أعمال ومكرمات لازلنا نذكرها.

رشيد يلوح
صحيفة العرب القطرية 27 /1/ 2008
=
الطفل اليتيم من پوستان (سعدى شيرازي)

أتوقع أن أغلى شيئين يملكه الفرد في حياته هما والداه فهما سر سعادة الفرد أو سر تحمله لمشقة الحياة وأعبائها فماذا لو فقد هذا الفرد أباه او أمه وبالأخص إذا كان طفلاً هذا شيء مؤلم للغاية فلاأحديستطيع تخيل هذا العذاب الذي يعيشه الطفل الصغير اليتيم الذي يكون بحاجة أكثر من ماسة لحنان أمه أو لعطف أباه . أتصور أنه لاأحد فينا يستطيع تخيل هذا لألم إلا من كان قد عاش طفولة ميتمة.


أقدم لكم هذه الأبيات التي تبين بؤس حالة الطفل اليتيم من ( بوستان سعدي ) للشاعر العظيم (سعدي شيرازي)




پدر مرده را سايه بر سر فكن غبارش بيافشان وخارش بكن





ندانى چو بودش فرو مانده سخت بوده تازه بى بيخ هرگز درخت




چو بينى يتيم سر كشته پيش مده بوسه بر روى فرزند خويش




يتيم ار بگيرد كه نازش خريد اگر خشم گيرد كه بازش برد




بر رحمت بكن آبش از ديده پاك بشفقت بيفشاش از چهره خاك




اگر سايهء برفت از سرش تو در سايهء خويشتن پرورش




من آنكه سر تاجور داشتم كه سر در كنار پدر داشتم




اگر بر وجودم نشست مگس پريشان شد خاطر چند كس




اكنون دشمنان برندم اسير نباشد كس از دوستانم نصير




مرا باشد از درد طفلان خبر كه در طفلى از سر برفتم پدر





الترجمة:






ظلل راس اليتيم الذي فقد أباه واطح عنه الغبار واقلع الشوك من جسمه



إنك لا تدري ما كان به أنه عاجزجداً إنه كشجرة مقلوعة من جذرها



إذا رأيت يتيماً قد أطرأ برأسه فلا تقبل ولدك أمامه



إذا بكى اليتيم من يبالي به وإذا غضب فمن يداريه



ارحم دموعه الطاهرة وامسح عن جبينه الغبار بكل شفقة



إذا فقد الظل الذي ]اوي إليه فخذه إليك وارعه بظلك



أنا صاحب التاج بسبب حياة والدي وكنت رافعاً رأسي بوجوده



فلو حطت علي ذبابة لاهتم بي عدة أشخاص



والآن لو أسرني الأعداء فلا نصير لي من الأصدقاء



إني أعلم من ألم الاطفال الأشياء الكثيرة فقد فقدت أبي وأنا طفل



منقولة عن الأخ جمشيد