الموضوع
:
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
عرض مشاركة واحدة
01-12-2013, 03:36 PM
المشاركة
885
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
تابع ...سر روعة رواية " البحث عن وليد مسعود":
-
اغنى ادبه بتجاربه الضخصية من طفولته على وجه الخصوص فه كان يدرك أن الأصول الحقيقية للأشياء تعود إلى
التجارب الأولى من حياة المرء
"
،
(9).
وأكّد على ذلك مراراً مركّزاً
على لفظ "البئر" ومدلولها: "طفولتي ما زالت هي ينبوعي الأغزر. إنها البئر والعين
التي تمدّني بالكثير من النسغ لما يتنامى في ذهني من بنت الخيال، وأرجو أنها ستستمر
في منع الجفاف والعطش".
-
رأى في (البئر) ما يرمز إلى حياة الناس
الواقعية، والدينية: أما الواقعية فهي مستمدّة من حياة الناس في عشرينيات القرن
الماضي.
-
تتحقق أطروحة جبرا ابراهيم جبرا القائلة ان «كل رواية عظيمة يجب ان تعمل على
مستويين: واقعي واسطوري, وان مدى نجاح الكاتب يمكن قياسه بمدى قدرته على دمج
المستويين معا بصورة مقنعة» في مجمل ابداعه الروائي الذي يتسم بعمله على هذين
المستويين, معا, وبقدرة جبرا نفسه على دمجهما معا في عالم تخييلي تتداخل فيه
الحدود, وتكاد تمحي أحيانا, بين ما هو واقعي وما هو أسطوري
.
-
تعد شخصية بطل
روايته «البحث عن وليد مسعود»(1) اكثر تجليات هذا التداخل بين المستويين في تجربته
الروائية بعامة, إذ ما أن تجد هذه الشخصية نفسها مغلولة الى عالمي الواقع, حتى تبدي
انزياحا عنه, يحاول الروائي, عبره ومن خلاله, صياغة عالم أسطوري يتناسل داخل
الرواية بوصفه معارضة للعالم الاول وليس الغاء له, يجد المتلقي نفسه في مواجهة
شخصية روائية فائرة بشبكة تكاد تكون لا متناهية من المجازات والرموز
والدلالات
.
-
وهذا الانتقال من الانساني الى الاسطوري يتبدى
على نحو أشد وضوحا في تلك الطاقة الجسدية الخارقة التي كانت لوليد أيضا, او في
«
عزيمة الكبش» التي جعلت مريم الصفار «منجذبة» اليه, بل «مهووسة به» لانه كثيرا ما
كان يتركها وهي «منهكة بلذاذة الجنس»(ص147)
-
كما يبدو اختفاء وليد تعبيرا عن رغبته
بمواجهته الموت بالموت يبدو في الوقت نفسه تعبيرا عن برمه بالواقع السياسي العربي
الذي قاد الى النكبة الفلسطينية, ثم الى الهزيمة الحزيرانية, والذي كانت تصوغه
سلطات سياسية مولعة بإنتاج شعارات خرساء لا رصيد لها في هذا الواقع: «ما من حكومة
عربية إلا وتصرخ بالوحدة وتضع في الوقت نفسه ألف حاجز بين قطرها والقطر العربي
الآخر»(ص110
).
-
تقيم الرواية "البحث عن وليد مسعود" اكثر من صلة مع إنجازات الرواية الحديثة, وهي لا تفعل ذلك من خلال توزيع مادتها
الحكائية على اثني عشر فصلا, يحمل كل منها عنوانا ذا حمولة شعرية واضحة, ومعبرة
,
على نحو كنائي, عن جوهر الحدث الذي يتضمنه كل فصل, فحسب, بل من خلال انتاجها سردا
مو ارا بمختلف تقنيات السرد الحداثي, بدءا من تيار الوعي, الى الوصف الخلاق الذي
«
ينزع الى ابتعاث معنى»(12), ويؤدي وظيفة رمزية داخل النص الى الاستفادة من تقنيات
الفنون, ولا سيما الموسيقى, الى التداخل بين نمطي السرد الاساسيين, السرد والعرض
,
وبين انماطهما الفرعية, الى الاتكاء على تقنية «التواتر
» (Frequence),
التي من
أشكالها الأربعة الأساسية, كما صنفها «ج.جنيت
» (G.Genette) ,
رواية ما وقع مرة
واحدة مرات عدة(13), إذ تقوم كل شخصية من الشخصيات التي عرفت وليد مسعود عن قرب
برواية حدث اختفائه, ثم بتعليل بواعث هذا الاختفاء من وجهات نظر مختلفة يلقي كل
منها المزيد من الضوء على شخصية وليد, كما يلقي المزيد من الضوء على الواقع الذي
دفع «وليد» نفسه الى اختيار ذلك الاختفاء, والى ترك سيارته على قارعة الطريق
الصحراوي الذاهب الى سوريا, مخلفا وراءه شريط تسجيل فحسب «قال فيه أشياء كثيرة, ولم
يقل الشيء الوحيد الذي تحرق الجميع الى معرفته: إلى أين ذهب»(ص16
).
-
تعد الرواية أغزر نتاج جبرا الروائي
وأكثره امتلاء بـ«الخلاصات» و؛الحذوف» معا, بسبب صدور المحكي فيها عن اكثر من راو
/
شخصية, ينتج كل منها الايقاع الزمني الذي يكاد يكون مغايرا تماما لسواه من
الايقاعات الزمنية التي تنتجها الشخصيات الاخرى. فالدكتور جواد حسني, على سبيل
المثال, الذي يسهم في انتاج المحكي الروائي, يختزل خمس عشرة سنة من حياة وليد مسعود
في اقل من سطر, مكتفيا بالإشارة الى عمل وليد في البنك العربي خلالها.
-
تشتمل رواياته على الصراع بين
الشر الواضح والخير الأكثر وضوحاً، والبطل الذي ينصر الخير وينصره الخير الذي تجسّد
فيه المستقبل كزمن للخلاص، أو كزمن خلاصي، يأخذ بيد الإنسان إلى موقع مشرق موعود
.
يتبع،،سر الروعة في رواية شرف لصنع الله ابراهيم.
انتظروني هنا
.
رد مع الإقتباس