الموضوع
:
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
عرض مشاركة واحدة
01-11-2013, 02:43 PM
المشاركة
884
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
سر الروعة في رواية البحث عن وليد مسعود لجبرا إبراهيم جبرا؟
-
شكل جبرا في روايته صورة عجيبة لشخصية وليد مسعود متطرقا لأسرار حياته العاطفية وطفولته في فلسطين ومواقفه الدينية والسياسية.
-
تعددت الزوايا بعدد أشخاص الرواية فكان وليد مسعود تركيبة من جميع عناصر الإنسان العربي الذي يعيش حياته الخاصة متقاطعا مع تفاصيل عصره.
-
حملت الرواية سمات للحداثة الروائية في العالم العربي.
-
الرواية في تنسيقها فريدة من نوعها إلى اليوم وتعد نقطة التقاء بين خصوصيات الكتابة العربية والرواية العالمية.
تختزل الرواية مسيرة جبرا إبراهيم جبرا الروائية.
-
الرواية متشبعة، معقدة، بارعة التركيب هندسيا وزمانيا.
-
تمكن جبرا إبراهيم جبرا من خلق عدد كبير من الشخصيات التي يجد القارئ أنها تفرض نفسها على ذهنه فيعايشها من الداخل ولا يستطيع نسيانها.
-
تمكن في روايته من تصوير مأساة شعبه بعمق.
-
يقدم جبرا إبراهيم جبرا من خلال هذا العمل وليد مسعود الفلسطيني الجنسية المثقف المثقل بالأسئلة الفلسفية والذي حقق نجاحات اجتماعية و مادية لم تكن كافية لإخماد نار السؤال الأكبر : سؤال الوطن.
-
اتسم أدبه بقدر من
الكوزموبوليتية.
-
يمتلئ عالمه بالإحالات والصور المحلية.
-
كأنه يكتب سيرة حياته. فلا شك في أن لطفولته وصباه في بيت لحم والقدس أثراً
حاسماً في ادبه.
-
في إنتاجه الشعري والسردي، نجد ذلك التشبّث بمتعلقات المكان الفلسطيني. وهو
ما تلخّصه جملة وضعها في مطلع أعماله الشعرية: «فلتكن هذه فروع زيتونة أخرى في جبل
الزيتون، زرع بذرتها في زمن مضى/ فتى كان كثير الرؤى ولم يملك في حياته سوى الحب
والكلمات.
-
البحث عن وليد مسعود اسبه بحالة البحث عن
التوازن، ذلك النوع من التوازن الذي يخلخل المشي، ومن ثم الارتباك فالسقوط، ثم
البحث عن توازن مرة أخرى.
-
يمثل وليد مسعود حالة «جبراوية» نموذجية راقبناها في جلّ أعمال
صاحب «يوميات سراب عفان». وغالباً ما استندت هذه الحالة إلى مطارحة مفهوم الاغتراب
من كلّ مكان وفي كل موضع، وهي حالة تقترحها سرديات جبرا، منطلقةً من التجربة
الجمعية أولاً إلى الفردية ثانياً، على عكس من الاغتراب كما كتبه فرانز فانون في
«
بشرة سوداء، أقنعة بيضاء».
-
جبرا الفلسطيني التلحمي المولد، الذي غادر بلاده بعد
النكبة، ثم استقرّ في بغداد، ينطلق من وجود القضية في حياة الفلسطيني كمحرّك أساسي
للأحداث.
-
هو لا يستخدم الكليشيهات، ولا نلمح في أعماله عين الحنين المتهافتة، ولا
هو بكاتب للتاريخ الفلسطيني.
-
وجد جبرا الفلسطيني نفسه خارج المكان، على رأي إدوار
سعيد، فحياته كلها خارجية الهوى، وخارج التجربة الجمعية الأصيلة. ليكون الاغتراب
على مستويين فردي (النفي عن المكان تعطيل لترعرع الفرد في حاضنته الجغرافية
وبالتالي الثقافية) وجمعي (تعطيل بلوغ الثقافة المحلية وصيرورتها). وما كان يفعله
جبرا روائياً وشاعراً وتشكيلياً هو التعامل مع هذين المستويين ومقاومة ذلك
التعطيل
.
-
ايضا اكتسبت رواياته طابعاً إنسانياً مثلما هي حال الأعمال العظيمة. فقد وضع شخوصه
في مآزق إنسانية وأخلاقية وفلسفية كما في «السفينة» و«الغرف الأخرى».
-
-
بنية حركة العمل هي من الانكسار الجمعي إلى الفردي، إلى المقاومة الجمعية مرة
أخرى، لكن المهم هنا أنها مقاومة تحدث داخل الذات
.
-
لقد كان جبرا مثقفاً شاملاً بحق.
-
حياة جبرا لم تخل من الفجائع الشخصية، إحداها موت شقيقته الذي ترك في نفسه
أثراً بالغاً. حتى إنه اعتبر أن المأساة هي سبب الفن، بل كل
أسبابه
.
...فعبقريته اذا ناتجه عن تجربته مع صدمة الموت في سن مبكرة ولو ان الموت كان لاخته كما حصل مع نزار قباتي.
-
السيرة الذاتية لجبرا تعدّ إضاءة (بانورامية) تضيء الذات
المبدعة من الداخل والخارج على السواء، لأن الأديب يقف على أحداث متعددة، ووجوه
متنوّعة، وعلى تجارب ومعاناة وثقافات أسّست العلاقة معه، أو أثّرت في مكوّناته
المعرفية، فاستمدّ منها نسع الإبداع، وعبّر عنها بالكلمة الموحية، والعبارة الدالّة
التي سجّلها بقلمه الخصب، على دفاتره الخاصة، التي وصلت إلينا، لنطالع فيها وجهيه
اللذين يبدوان ـ في النهاية ـ ناصعين، على الرغم مما هبّ عليهما من نسائم
وعواصف.
-
أدبه انعكاس لحياته التي وصفها البعض على انه عاش حياةً مبعثرة.
-
أن قليلاً من الكتاب من يفرد
لطفولته كتاباً خاصاً، بل إن معظمهم يميلون إلى تجنّب ذلك أو إهماله.. وقد جرت عادتهم
إذا ركّزوا على أحداث طفولتهم أن ينظروا إليها بعين النضج الذي أدركوه مع تقدّم
السن..".(3). ولم يكن "جبرا" كذلك، وإنما ترك طفولته تأخذ مجراها، وغالباً ما نظر
إليها بعيني طفلٍ، وتعامل معها بعقلية البراءة..
-
لقد هيأ لنا "جبرا
"
بأسلوب الأديب أن نستشفّ من سيرته الآثار التي تركت بصماتها على فنّه وفكره، فسفح
أمام أعيننا صور الأحلام التي دارت في مخيّلته، وفي هذا مصدرٌ هام يلقي مزيداً من
الضوء على سيرته الأدبية، ونتاجه الفكري، واهتماماته المتعدّدة
المتنوعة.
-
جبرا عمد إلى الإيحاء والترميز، في سيرته نظراً
لما للبئر من موقع حسّاس في النفس، ينمّ عن معايير معيّنة في اختياره لتركيب وصفي،
جمالي ودلالي معاً، يوحي بالانخفاض والعوز والعمق والسجن والرطوبة والدونية
والتحتية والرهبة، وقد كان يؤكّد على هذه الدلالة كلما استعاد في طفولته شيئاً من
خوفٍ أو حزنٍ، فحين هزَّ زلزالٌ فلسطين، وصفه الأديب الكبير بعيّني طفلٍ صغيرٍ، في
رواية "البحث عن وليد مسعود" حيث قال " شهدت الزلزال وأنا طفل في السادسة، لقد خضّ الأرض كما
لو خضّتها ريح غريبة رهيبة، كنت جالساً على الأرض مع غيري من الأطفال في المدرسة
الصغيرة، فحسبت الريح الهادرة هزّت البنيان القديم هزّاً عنيفاً، ولمّا انطلق
الصبية مذعورين إلى الخارج، انطلقت معهم، ورأيت الحجارة تتساقط كتلاً من أعلى
المبنى العتيق المقابل، وتتكوّم أمام عيني في ركام أبيض مريع، واتجهتْ أبصارنا من
الخرابة التي نحن فيها نحو كنيسة المهد نستنجد الله لإنقاذنا.
-
رد مع الإقتباس