الموضوع
:
دمشق في عيون عاشقتها
عرض مشاركة واحدة
08-27-2010, 03:15 PM
المشاركة
9
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 5
تاريخ الإنضمام :
Jan 2007
رقم العضوية :
2765
المشاركات:
4,272
شتاء دمشق
شتاء دمشق
لن ندخل الأحياء الحديثة فهذه لا علاقة لها بتاريخ دمشق أبراج سكنية و إدارية و تجارية ترتفع في الجزء الحديث من دمشق فهي إذا لا تمت بصلة إلى حديثنا
من أجمل فصول السنة اقتطف هنا فصل الطهور و الروعة فصل الشتاء فلتحدق في سماء دمشق.. رمادية ، ليست كآبة و لكنها حبلى ..غيوم في لحظة المخاض ..لحظة الالم الكبير الذي تعلن بعده الولادة
السماء هنا كما الشام أنثى في لحظة توهجها تحمل على كتفيها حقائب البكاء و تتزيا بتنورة فضفاضة بتدرجات من حلكة الاسود و حتى نصاعة الابيض
يأزف الوقت الآن، أوان القطاف، الولادة ، صرخات صاخبة معلنة قدوم الموكب الامبراطوري ،موكب المطر ..ذرات تتسابق إلى الأرض في فوضى عجيبة تذكرني بأطفال في غمرة فرحهم صباح العيد.
و دمشق ..آه من دمشق تحتفي بكل طقوسه ابتداء من الحمام و انتهاء بموكب العرس
تغتسل اليوم و تجلو عن حواريها و أزقتها و شوارعها و قاسيونها و فلها و ياسمينها بعض مما عراها في موسم الصيف من غبار و تعب و عناء
تمشي في قنواتها وقد اغتسلت بيوتها و مشربياتها بالمطر...فاحت رائحة التراب و اختلطت برائحة الهيل و البن المحمص في أزقتها
تسمع قرع المطر على طرقات حاراتها المرصوفة و ليس أجمل من السير في حي القنوات العريق تحت المطر و برودة لذيذة تغسل جوانحك
قال لي أحد الأصدقاء الذين زاروا دمشق أن البرد الدمشقي لذيذ جدا و لايشبه أي برد في أي مكان آخر.
و بما أننا في هذه الحارات العتيقة فلنمسك سقاطة بيت عربي قديم و نهزها ،تفتح لنا صاحبته لتقول: أهلا و سهلا. و تقودنا إلى المربع الذي يقع على طرف الليوان
هناك اشتعل أوار المدفأة و صفت عليها أباريق نحاسية من قهوة مرة و شاي و هنا يستمر الحديث و ستحكي لنا شاميتنا عن طقوس الولادة في الشام العريقة فتابعونا
رد مع الإقتباس