ناوليني قدحاً من الرف اليتيم
يكادُ قلبي يسقطُ من حافةِ الظمأ
إلى الليلِ الطويلِ جداً بلا نبأ
إلى الحدائقُ المُتهمَّةِ بلا نَسيم
ناولينيَ ما رُكِنَ على جانبِ الخَريطةِ
وبسملي بربّ جمالكِ واقصفي الندى
واقرأي مابينَ الفلقِ والليل إذا سجى
إنني أعيش الآن مُتعةَ السماءِ بالأديم
وناوليني
إنني لا أعلمُ من أنا !
أأنا ذاكَ الفتى لا يفضّلُ هوايةً سواكِ
أأنا ذاكَ الرجلُ المفقودُ في عيناكِ
أم أنا أنتِ حينما أتوهُ في الرَقيم
وأتوه ..
فتاةَ النهرِ صُبّي على أقداري الحظَ
وتعالَي إلى قبلةَ البحرَينِ خفيةً
إني خشيتُ أن يراكِ اليأسَ عنوةً
وارقبيني انبلجُ إليكِ من العَتيم
ثم ارقبيني ..
فيوماً ما سأزرعُ على جيدكِ الياسمَين
يوماً سأمتطي صهوةَ الليلِ الجَحود
سأنطلقُ من اللاوجودِ إلى الوجود
سأشعلُ قبائلَ الشمعِ والشعرِ الحَميم
ثمَّ أغنّي ..
أغنيةً عربيةً ولدَت على أعينِ الكَمان
ولدَت كي تحلّقَ بنورٍ لم تمسسهُ نار
فتارةً تحلّقُ يميناً وتارةً تحلّقُ يَسار
حتى تصل إلى اللامنتهى ولا تَهيم
ولا تَهيم ..
ها أنا ذا أموتُ كل عامٍ مرةً
يتجدّدُ كل شئٍ فيَّ إلا أنا
تستيقظُ كل الأشياء حولي إلا أنا
وسيجارة البابِ
والشمع المُذاب
والصوت الرَخيم
فُرادى فُرادى ..
صوتٌ بعيدٌ مِن داخلِ القصيده
يُنادي القوافي الحالماتِ الجَديده
فُرادى هلّموا إلى
قصيدةِ التوتِ في الشتاء
إلى التاريخِ القَديم
واصطفوا ..
كما علّمتكم الأبجديةَ اصطفّوا ..
كما علّمكم حزني سلطنوا
واجعلوا الأفق يشتعل ثورةً وسلطنوا
ورتّلوا حرفاً حرفاً
كما لو تؤنبكم ضمائركم
لشاعرٍ عظيم ..
ثم قفوا
حين يتلاقيا المطلع والخاتمة .. قفوا
لا تستغرقوا في الشبَقِ فتغرقوا
لا تبحثوا الجمالَ عنوةً فتُرهَقوا
سلامٌ عليكم بها طبتم
و سلامٌ عليها
إلى السَديم