الموضوع
:
مارسيل بروست – د. زياد الحكيم
عرض مشاركة واحدة
12-25-2012, 01:16 PM
المشاركة
2
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
مرحبا د. زياد الحكيم
كما هي عادتي ابحث في كل سيرة عن السبب الذي دفع دماغ المبدع الى السمو والابداع وفي حالة بروست يمكنني الاشارة الى
- مرض الربو.
- عزلته وانقطاعه عن الناس بسبب المرض حيث اعتبر ان تلك دفعته لرؤية الامور بمنظار مكبر مثل نوح الذي انعزل في سفينته .
- حالة الضياع التي يبدو انه عاشها فدونها في رواية " البحث عن الزمن الضائع".
- وفاة ابيه عام 1903.
- وفاة امه عام 1905 .
يتضح ذلك مما كتبه الى صديقه حيث قال "ان وفاتهم تمثل صدمة كبيرة وقال "لقد اضاعت حياتي من الان هدفها وعذوبتها وحبها الاوحد. لقد فقدت تلك التي كانت رعايتها المتصلة تمنحني في امن وحنان شهد الحياة.
- غريب الاطوار.
- يبدو ان حياته كانت عبارة عن صراع مع الموت الذي انتصر عليه بالفن كما تقول هنا في سيرته وربما ان ذكره لعمته في مذكراتاته وقطعة الحلوى تلك يشير الى حالة فقد مبكرة هي التي شكلت في ذهنه تلك الطاقة البوزيترونية التي جعلته مبدعا.
اعتقد ان تلك كانت اسباب كافية تجعل عقله يسمو ويبدع.
وقد اعجبني اكتشافه هذا "
ان الواقع مختزن في اعمال الذاكرة اللاشعوية للانسان, حيث يحتفظ هناك بالواقع بمعزل عن الزمن
". وذلك يعني بأن العقل الباطن يحتوي على التجارب التي يمر فيها الانسان لكن بدون الاطار الزمني الذي وقعت فيه وبدون الاطار المكاني ايضا.
- وهذا يعني ان العقل الباطن ينتمى الى عالم اللاماده التي لا تخضع لقوانين الزمان والمكان، ولذك تتجمع كل التجارب الواقعية للشخص وكأنها في لحظة واحدة وتتجمع كل الامكنه وكأنها في نقطة واحدة، ومن هنا يمكن فهم لحظة الوجد، ولحظة ولادة العمل الابداعي، والقدرة على الحلم الذي يبدو وكأنه مجموعة احداث من ازمان متعددة ماضية ومستقبلية، وفي ذلك ما يشير الى أن الاعمال الابداعية تأتي من العقل الباطن فيندهش العقل الواعي المحدود بقوانين الزمان والمكان لذلك، ويعجب من تلك القدرة التي ولدت العمل الفني او الابداعي، ويظن ان جني من وادي عبقر يسكن في داخل الدماغ.
لكنني ارى بأن العقل الباطن لا يسجل تلك التجارب كما حصلت فقط وكأنه كاميرا فيديو بل هو يقوم بدور اساسي في عملية خلط تلك المكونات، ويضيف اليها من عنده، فتخرج الاعمال الابداعية على سمة مبهرة فيها اضافة عن الواقع وليست صورة منعكسه عنه.
حيث يبدو ان العقل الباطن يعمل مثل الطباخ الذي يـأتي بالمكونات فرادا فيدمجها مع بعضها ويطبخها ، فنحصل على طبخة ذات صورة ومذاق وطعم مختلف وتركيبة جديدة مبهرة.
ويبدو ايضا ان بروست كان من الناس الذين تمكنوا من فهم سر العملية الابداعية ومن اين يأتي الابداع.
ومن هنا نأتي على فهم اضافي للطريقة التي تؤثر فيها التجارب الصعبة في حياة الانسان
Traumatic experiences
حيث يبدو بأن الطاقة البوزيترونية المتولدة عن تلك التجارب تجعل العقل الباطن يعمل بطريقة استثنائية وفوق عادية فيكون مثل طباخ ماهر، قادر على تجميع التجارب الواقعية وخلطها بالمكونات الشعورية فتولد الاعمال الابداعية المهولة.
ومن هنا ايضا يمكن فهم
القدرة على الاستشراف
التي تشتمل عليها اعمال الفنانينن وتلك اللغة الكودية التي تحمل على معاني مستقبلية، والسر في ذلك هو نشاط حاد لذلك الجزء من الدماغ الذي يولد الاعمال الابداعية، وحيث انه المكان الذي تلتغي فيه قوانيين الزمان والمكان فأنه قادر حتما على ذلك لان الازمنة كلها تكون هناك في لحظة واحدة والامكنة كلها في نقطة واحدة. فلا عجب اذا ان يكون الفنان قادر على الاستشراف والرؤيا المستقبلية.
شكرا د. زياد على اتاحة هذه الفرصة لنتعرف على هذا الكاتب الذي يبدو انه سبق جيله بأجيال.
رد مع الإقتباس