عرض مشاركة واحدة
قديم 12-24-2012, 07:19 PM
المشاركة 82
أمل محمد
مشرفة سابقة من آل منابر ثقافية

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
وفاته

قبل وفاة الشافعي ظهر فيه مرض البواسير وهو في مصر، وكان يظن أن هذا المرض إنما نشأ بسبب استعماله اللبان الذي كان يستعمله للحفظ، يقول الشافعي: "استعملت اللبان للحفظ فأعقبني صب الدم سنة". وبسبب هذا المرض ما انقطع عنه النزيف، وربما ركب فسال الدم من عقبيه، وكان لا يبرح الطست تحته وفيه لبدة محشوة، وما لقي أحد من السقم مالقي، فال نزيف أنهكه وأعنته. وقد ترك الشافعي في مدة مرضه هذه (أربع سنوات) ما يملا آلاف الورق من العلم، مع وصلة الدروس والابحاث والمناظرات والمطالعات في الليل والنهار. قال الربيع بن سليمان: أقال الشافعي ها هنا أربع سنين، فأملى ألفا وخمسمائة ورقة، وخرج "الأم" ألفي ورقه و"السنين" وأشياء كثيرة، كلها في أربع سنين.

توفّي الشافعي وقت صلاة العشاء ليلة الجمعة بعد أن صلى المغرب، ودفن بعد العصر يوم الجمعة 30 رجب سنة 204 هـ[9]، وقبره في مصر. ولما توفي، حمل على الأعناق من القاهرة في مصر حتى مقبرة بني زهرة، وتُعرف أيضاً بتربة ابن عبد الحكم. وفي معجم الأدباء، دفن غربي الخندق في مقابر قريش، وحوله جماعة من بني زهرة، ومن ولد عبد الرحمن بن عوف الزهري وغيرهم. وقبره مشهور هناك، مجمع عى صحته ينقل الخلف عن السلف في كل عصر إلى وقتنا هذا، وهو البحري من القبور الثلاثة التي تجمعها مصطبة واحدة، غربي الخندق، وبينه وبين المشهد والقبران الآخران اللذان إلى جنب قبر الشافعي، قبر عبد الله بن الحكم المتوفي سنة 214 هـ وقبر ولده عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم المتوفي سنة 257 هـ، ويقول النووي عن قبره:"وقبره بمصر عليه من الجلال، وله من الاحترام ما هو لائق بمنصب ذلك الإمام". وقد أمر صلاح الدين الأيوبي بعمل تابوت خشبي لقبر الشافعي مزخرف مؤرخ عليه سنة 574 هـ واسم الصانع "عبيد أبو المعالي"[16]. كما وقد بُني على قبره قبة جددّها صلاح الدين الأيوبي كُتب عليها[16]:




الشـافعـي إمــام النــاس كلـهـم

في العلم والحلم والعلياء والباس


لـه الإمـامـة في الدنـيـا مسلمة

كـمـا الخـلافــة في أولاد عبــاس


أصحابه خير أصحاب ومذهبه

خير المـذاهب عـنـد الله والنــاس


~ ويبقى الأمل ...