عرض مشاركة واحدة
قديم 12-11-2012, 01:30 AM
المشاركة 24
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الأخ الفاضل د. نبيل أكبر ..
كنت أتمنى فى الواقع لو أنك التزمت بالمنهج المحدد فى النقاش ــ والتى عرضته فى البداية ــ لأن تشعيب الحوار لا يخدم الموضوع ,
لهذا سأحاول بقدر طاقتى حصر نقاط النقاش مرة أخرى لا يتبلبل منا القارئ ..
واسمح لى ..
فقد بحثت فى كل هذا الإطناب والتطويل عن إجابات محددة لما طرحته عليكم من أسئلة , فلم أجد إجابة معينة تفيد على أى سؤال ..
بل فى الواقع رأيت عددا من التناقضات سأبينها فى موضعها إن شاء الله ..

أحب فقط أن ألفت نظركم إلى نقطتين هامتين أراك تصر عليهما رغم أنى أوضحتهما أكثر من ثلاث مرات حتى الآن ..
فإنى أراك تعيد الطرح والدفاع فى غير الموطن الذى طلبناه , وهاتان النقطتان هما :
أولا : أنك تصر على أنى أطالبك بالإلتزام بأقوال السلف فى التفسير !! , رغم أنى فى الردود السابقة أوضحت لك مرارا أننى لم أطلب ذلك بل طلبت منك الإلتزام بالقواعد العلمية بالتفسير ولك مخالفة تفاسير السلف قاطبة لو أنك امتلكت الدليل والبرهان الواضح على ما تقول ..
وضربت لك أمثل فى الرد السابق على استنباطات الشعراوى و تفسيرات الكبيسي والسامرائي ومكتشفات الزندانى وزغلول النجار
وكل هؤلاء خالفوا تفسيرات السلف فى آيات الإعجاز العلمى واللغوى , وقبلنا منهم هذه التفسيرات لأنها كانت مبنية على العلم والدليل والبرهان ..
ورغم أنى قلت هذا صراحة إلا أنك دافعت فى صفحتين كاملتين من ردك على إتهام أنا لم أوجهه لك أصلا , والتزام لم أطلبه منك .. وإنما طلبت منك إلتزام المنهج العلمى بالتفسير وليس الإعتماد على الرأى المجرد .. ولم أطلب منك الإلتزام بآحاد المفسرين بل بالسنة المنقولة عن النبي عليه السلام وعن الصحابة , فهذه هى التى لا ينبغي مخالفتها ..

ثانيا : كل ما دافعت به فى ردك الأخير عن حرية استخدام العقل فى استنباط التفسيرات الجديدة , كان دفاعا بغير قضية , لأنى وكما أكرر دائما لم أنف ولم أحجب التفكر فى آيات الله !
وكيف أمنعها ونحن مأمورون بها , وإنما كان المنع كما أسلفت مرارا هو الإعتماد على الرأى فى المطلق , أو القول بتفسير جديد فى شأن آية محكمة قطعية الدلالة ورد تفسيرها بالسنة أو أقوال الصحابة الموقوفة التى تعامل معاملة المرفوع أو إجماع أهل التفسير بالأثر ..
وهذا ما يقرره كافة علماء التفسير .. كقاعدة علمية ثابتة ..
فتأتى أنت وبدلا من أن تدافع عن وجهة نظرك فى إلتزام المنهج العقلي المجرد من أى إثبات علمى , تأتى لتدافع عن حرية الإجتهاد فى تفسير القرآن الكريم !!
وهذاما منعناه ولا تكلمنا فيه ..

وهناك ملحوظة لاحظتها فى ردودك الأخيرة أتمنى أن تترفع عنها .. لأنها من مناهج أصحاب البدع وأنا أربأ بك متابعتهم فى ذلك ..
إذا لاحظت أن تكثر من القول والطعن فى علمائنا السابقين , وفى ردك الأخير أوردت ما رأيته وأردت أن يراه القارئ على أنها مآخذ تنتقص من مقدار هؤلاء العلماء , فاعلم ــ إن لم تكن تعلم ـــ أننا لو طعنا فى جهود علماء الأمة فى التفسير والحديث والفقه وعلوم اللغة لما بقيت لنا حضارة أصلا , فهؤلاء هم مصدرها ..
أما تعمدك تتبع السقطات لهؤلاء العلماء للتدليل على وجهة نظرك فهذا كما قلت لك لا ينتهجه واحد من أهل السنة , كما أنه ليس من الضرورى لإثبات وجهة نظرك أن تنتقص أقدار السابقين , فالعلماء متتابعون فى ركب الحضارة يضيف بعضهم إلى إنجاز بعض , ويعرفون الفضل فيما بينهم ..

نأتى الآن للنقاط الجديدة التى أوردتها فى ردك الأخير ..

فلو قال كل منا "بعصمة رأيه" المبني على "عصمة سلفه هو" لصعب إيجاد فريق واحد يتفق حتى في المواضيع "العقدية" ذلك أن الأسلاف كثير والآراء في أي مسألة كثيرة بحيث يجد فيها كل منا ما تهوى نفسه فيتشبث برأيه متعللا بنفس منطقك أن أسلافه لا ينازعون وأن الأمة لا تجتمع على باطل، وكل هذا ما هو إلا كلام عائم لا يستند إلى دليل قرآني أو إلى حديث موثق ولا إلى الواقع المرير الذي تعيشه الأمة هذه الأيام، وهو واقع بطبيعة الحال لم ينزل عليها من السماء، بل كل منا ورثه من سلفه

مقالتك بأننى أقدس الأسلاف أو أقول بعصمتهم , هى مقولة من لم يطالع ردودى السابقة أخى الكريم !!
فلو أنك طالعتها لوجدتنى أحفظ لعلماء السلف قدرهم وفى نفس الوقت لا أقول بعصمتهم بدليل أننى ضربت من الأمثلة ما يكفي على خطأ بعض تفسيراتهم فى القرآن الكريم والتى خالفها بعض علمائنا المعاصرين وكان الصواب إلى جانب المعاصرين لا القدامى ..
وأشهر هذه الأمثلة هى تفسيرات آيات الإعجاز العلمى بالعلم الكسبي المعاصر الذى كان يفتقده السلف ..
فمن أين أتيت بأنى أقول بعصمة السلف ؟!!
هذه واحدة ..
الثانية أننى عندما طالبتك بالدليل من أقوال السلف على ما تقول , فهذا ليس راجعا إلى أنى ألزمك بقول السلف فى المطلق ..
بل يعود إلى أنك تعرضت لآيات محكمة قطعية الدلالة لا يجوز فيها الإجتهاد إما لورود تفسيرها بالقرآن الكريم نفسه أو بالسنة أو بأقوال الصحابة ,
وأنت تخالف ذلك وتزعم أن كافة آيات القرآن مفتوحة للتفسير ــ وفق ما هو ظاهر من قولك ــ وهذا يخالف أبسط منطق لأن أقسام السنة النبوية منها سنة مفسرة للقرآن ومفصلة لإجماله , وبالتالى فقول السنة النبوية المشرفة هو المعتمد ولا مال هناك إطلاقا لأى تفسيرات أخرى ..

ثم تقول ..
وهذا ما يؤدي آخر المطاف إلى الإقصاء والتكفير والسيادية والدموية، الداء الذي ينزف جسد الأمة هذه الأيام . فالشباب الذين "يستمعون" إلى شيخ تكفيري واحد يجلس خلف مذياعه يكفر ويخطئ كل من خالفه، هؤلاء الشباب يجدون الأسباب والشرعية لما يقومون به، والسبب هو أنهم لا يتحملون فكرا آخر، فإما معي وسلفي وإما عدو مبين حق عليه العذاب المهين

ولست أدرى فى الواقع ما هى علاقة موضوعنا بأصحاب المنهج التكفيري أو المتشدد ؟!
أليس هذا إقحاما غير مناسب فى الموضوع وترهيب لمحاورك فى الرد عليك ؟!
وهل يعنى التصدى للتكفير أن ندع كتاب الله تعالى لكل من قال فيه برأى دون رد ؟!

ثم تقول :
والدليل والبرهان في جميع كلامي هو: العقل السليم (إذ بدونه لن نختلف نحن عن الكائنات الحية من حولنا)، والاستدلال بالقرآن الكريم ثم بالأحاديث النبوية الموثقة.
وهذه أول التناقضات !!
تقول إن المنهج السليم هو العقل ثم الإستدلال بالقرآن والسنة النبوية المطهرة الموثقة !!
عجبا !
لو كان هذا منهجكم أيها الأخ الفاضل لما كان بيننا أى خلاف من أى نوع , لأنى ــ على خلاف ما قلت أنت ــ لم أطالبك برأى السلف وحده قط ,
بل طالبتك بالقرآن والسنة الثابتة ,
فلو كان القرآن الكريم وتفسيره الظاهر القطعى الدلالة من منهجك فمن أين أتيت بالله عليك بأقوالك العجيبة فى آية الشك ؟!
ألم تقل هناك أن المقصود بالطيور هى مجموعة من الطيور رباها إبراهيم عليه السلام ثم تآلفت معه , ثم خرجت بعيدا عنه وناداها فأتت إليه !!
وهذا كما يلاحظه أى قارئ للآية الكريمة يخالف ظاهر منطوق الآية مخالفة صريحة وواضحة , فضلا على أنه لا يمل أدنى معجزة فى ذاته ...
وتقول إن السنة النبوة الموثقة من منهجك ..
فكيف تكون السنة من منهجك وأنت تنكر أن فى القرآن متشابه غير قابل للتفسير ومحكم قابل للتفسير وهذا ظاهر القرآن وسياقه ,
كما تقول بعدم وجود النسخ !!
وهذا كله ثابت بالسنة النبوية الصحيحة المتواترة !!
وأكرر هذا ثابت بالتواتر عن النبي عليه الصلاة والسلام فأين هو إلتزامك بالسنة !

ثم أتيت توضح ما أطلقت عليه أننى أتهمك به وهو ليس اتهاما أخى الفاضل , بل هو تقرير للكلام الذى تحدثت به , وتسميته بالإتهامات يخرج به إلى نطاق شخصي أفضل أن نبتعد عنه ..
أولا : قلت فى دفاعك أنك تلتزم بتفسير القرآن للقرآن , والواقع أننى لم أجد جديدا فى دفاعك عن تفسيرك لآية شك إبراهيم , لأننى سبق أن بينت لك وللقارئ الكريم مخالفة ما قلته وجئت به لصريح منطوق الآية ..
والغريب أنك تدلل على أنك تفسر القرآن بالقرآن ثم تأتى بمثال آية شك إبراهيم !
فمن أين وجدت هذا التفسير الذى ذهبت إليه بين آيات القرآن على أن الطير المقصود لم يُــقطّع ولم يدعه إبراهيم على رءوس الجبال بل هى طيور رباها إبراهيم عليه السلام وتآلفت معه وأن ما حدث لم يكن فيه إحياء للطيور المذبوحة والتى لم تُذبح أصلا ..
فمن أين لك بمعرفة هذا من غير بيان من القرآن نفسه ولا من السنة ؟!