الموضوع: وارث النايات
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
8

المشاهدات
3074
 
مختار الكمالي
من قبيلة آل شِعـر

مختار الكمالي is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
42

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Jul 2009

الاقامة
سوريا - البوكمال ; مقيم في دمشق موقتاً.

رقم العضوية
7332
12-10-2012, 07:49 AM
المشاركة 1
12-10-2012, 07:49 AM
المشاركة 1
افتراضي وارث النايات
وارثُ النَّاياتِ
شعر : مختار الكمالي


على شاطئِ الأحلامِ .. ما خُضْتُها بَعْدُ
شِراعي و مجدافي التَّحَمُّلُ و الكَدُّ


أُعَلِّلُ فُلْكَ العُمْرِ بالـمَوجِ عالياً
فَلا الـمَوجُ أعلاها و لا فَعَلَ الـمَدُّ


و لي شِبْرُ أفراحٍ تَوَعَّدَني فتًى
فَيا شيبَ أعوامي أَلَمْ يَحِنِ الوَعْدُ ؟!


لَئِنْ كُنتُ أعدو خَلْفَ فَجري فَإنَّني
تَتَبَّعْتُهُ دهراً و ها هوَ ذا يعدو !


و ألقيتُ نَرْدَ الحُبِّ في رُقْعَةِ الورى
فَخابَتْ رِهاناتي و ضاعَ الهوى النَّرْدُ !


فَيا رُكْبَةَ الغيمِ التي بَلَّلَ النَّدى
تنانيرَها حتَّى تمثَّلَها الوَرْدُ


و يا رِعشَةَ القنديلِ في كَفِّ عاشِقٍ
عَناوينُهُ الـموَّالُ و اللَّيلُ و الوَجْدُ


هُوَ الظَّمَأُ الكَونِيُّ أبْدَعَ وَحشَتي
معي كُلُّ أهلِ الأرضِ لكنَّني فَرْدُ !


تَبَخَّرتُ مُرتابَ الـمشاعرِ غاضِباً
فَمِنْ رِيْبَتي بَرْقٌ و مِنْ غَضَبي رَعْدُ !


أُفَتِّشُ عَنْ وَجْهٍ بريءٍ فَلا أرى
-عداكِ- عَدَا وَجْهٍ يُقَنِّعُهُ الوِدُّ


و خَلْفَ قِناعِ الوِدِّ ألفُ عداوةٍ
و بغضاءَ أنماها و أَكْبَرَها الحِقْدُ


فَهَلْ تُرْجِعُ الأيَّامُ ما كانَ بينَنا ؟
إذ اللَّيلُ بالنَّجوى يطولُ و يمتَدُّ


و إذْ قُلتِ لي : إنِّي عَجِبْتُ منَ الهوى
فَبيداؤُهُ نَهْرٌ و حنظَلُهُ شَهْدُ


يرانيَ أترابي بنارٍ و حُرْقَةٍ
منَ الشَّوقِ آهاتي تروحُ و تَرْتَدُّ


أُقَلِّبُ طَرْفَ القَلْبِ بينَ عواطِفي
فَألقى هُياماً فيكَ ليسَ لهُ حَدُّ


كَأَنْ نارَ إبراهيمَ أَشْعَلْتَ في دَمِي
فَحَرَّى أُرَى مِنْها و لَكِنَّها البَرْدُ !


*


و وادٍ مِنَ الذِّكرى مَرَرْتُ بهِ على
مَمَالِكِ نَمْلٍ لا يُحَطِّمُهُ الجُنْدُ !


وقفتُ بهِ حيناً مِنَ الحُلْمِ ذاهِلاً
أراقِبُني شَمْعَاً يُذَوِّبُهُ الفَقْدُ


"وقوفاً بهِ صَحْبي عَليَّ مَطِيُّهُمْ
يقولونَ : لا تَهْلِكْ !".. و ها طالَ بي عَهْدُ


أنا وارِثُ النَّاياتِ , جَدِّي هُنَا بَكَى
فَأنْبَتَني الدَّمْعُ الذي ذَرَفَ الجَدُّ


أَرُشُّ على عينِ الخَلِيِّينَ حَفْنَةً
مِنَ الضَّوءِ كي تُشْفَى بها الأعيُنُ الرُّمْدُ


و عمَّا قليلٍ لي حَفيدٌ مُؤَجَّلٌ
إلى دَمْعَةٍ حمراءَ ما ذُرِفَتْ بَعْدُ


و لي نَجْمَةٌ تاهَتْ منَ الخُلْدِ عُمْرَهُ
لِأَمنَحَها عُمري فَعُمري هُوَ الخُلْدُ
***

البوكمال 2011


هوامش :
1- هذه القصيدة من مجموعة (في غيابة الحبِّ) الصادرة عن دائرة الثقافة و الإعلام بالشارقة - 2012م.
2- في عجز البيت التاسع إشارة إلى قصيدة د.وليد الصرّاف (ذاكرة الملك المخلوع).