عرض مشاركة واحدة
قديم 12-09-2012, 07:11 PM
المشاركة 17
د نبيل أكبر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي


ثانيا: القول أن المفسرين يعتمدون "ضوابطا للتفسير". وسأبين بالأمثلة أن هذه الضوابط نظرية غير قابلة للتطبيق وأنها من سعتها تسع السموات والأرض، بل وتسع الانقاص من عظمة كلامه تعالى وأنبيائه.


أخي الكريم عرفت عظمته تعالى من كتاب الخلق المبين وعرفت قلة قيمتي أمامه تعالى فكيف لي أن أضع قيودا وضوابطا على كلامه العزيز المجيد؟ لا بل وأفرض هذه القيود على الناس؟ من أنا؟


هل ندرك حقا معنى أن القرآن حي مجيد؟ هل لنا أن نضع ضوابط على شيء بمكانة مجد القرآن الكريم وحياته؟


أخبرتك أخي من قبل أنني أرجو ألا أكون ممن قال تعالى فيهم: { وهم ينهون عنه وينأون عنه وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون{الأنعام:26}


أي من الذين ينهون الناس عن البحث في القرآن بأي شكل من أشكاله، وفي نفس الوقت هم لا يجرؤون وينئون عن ذلك بأنفسهم، فهم يهلكون أنفسهم وما يشعرون.


نعم هم لا يشعرون إذ إن الذين يفعلون ذلك لا يمنعون الناس بالقوة المباشرة كما قد يعتقد، ولكنهم يضعون مبرارت ومبرارات. يضعون أطرا وحواجز ونظم وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا بينما هم المقصودون، (وما يشعرون).


لكني في الحقيقة أفترض افتراضا ولا أجرؤ على الاشتراط على كلامه تعالى شيئاً. أفترض العقل السليم والعلم فيمن يخوض في كلامه تعالى. إذ بدون عقل لا أجدنا نختلف عن الكائنات الحية من حولنا.


أما عن علم المفسر أو إيمانه فما من وسيلة عندي لقياسه (ميزان قياس العلم، مثلا). ولذا يبقى فقط أن أنظر في الأدلة المطروحة بموضوعية بغض النظر عن قائلها، ثم حسابنا جميعا عنده تعالى.


فالعلم عندي هو ما ورد في كلامه تعالى:

نبئوني بعلم إن كنتم صادقين (الأنعام:143)

هذا العلم هنا لا علاقة له بالتخصصات ولا بالشيوخ والألقاب والمراكز. لا علاقة له بسلف أو خلف أو نسب. العلم هنا هو الحجة والبرهان على طاولة الحوار يوضعان لا يهم من قال به، كائنا من كان.


إن وجود "ضوابط" لأمر لا يجعله مضبوطا بمجرد وضع هذه "الضوابط". فكل الأنظمة المستبدة والفاسدة مثلا لها ضوابط ودساتير من يقرأها لا يقول إلا ما شاء الله تبارك الله على الدقة والشمولية. لكن العبرة هي في امكانية تطبيق هذه الضوابط، وصلاحيتها ووضوحها، لا في وجودها.



بالعكس. فكثيرا ما تستغل هذه الضوابط والدساتير من قبل المستبدين فكريا أو ماديا أو عسكريا وتفسر بما يبرر لهم ما يشاؤون.


ومثال واضح نعيشه. هل القرآن الكريم هو منهجنا؟ نعم لا شك. ولكن هل نطبق هذا المنهج؟ فلو كنا نختلف في كل آية من كلامه تعالى وهو منهجنا باتفاق، فما حال تمسكنا بالمنهج المسمى بضوابط التفسير؟


وأضرب مثالا بسيطا من حياتنا اليومية ثم أنتقل إلى أمثلة من التفاسبر.


كلنا يعلم جيدا أن لكل دولة أنظمة وضوابط ومقاييس ومعايير واضحة ومكتوبة لنوعية ومواصفات البضائع المستوردة مثلا.
لكننا نجد أن الأسواق، وخاصة في الأنظمة الفاسدة، مليئة ببضائع أبعد ما تكون عن "المواصفات المثالية" المكتوبة المعلنة. لذا يصبح وجود هذه "القوانين" كعدمه، اللهم إلا من شيء واحد أكثر إجراما وخطرا وهو أن بعض الموظفين الذين بيدهم تنفيذ "الضوابط" سيمنعون دخول أي بضاعة مهما كانت مستوفية للأنظمة إلا بعد العبارة الشهيرة: "ارشي تمشي".


والأدهى، أنهم يسمحون بمرور البضائع الفاسدة ولكن "برشوة أكبر". وهكذا يتلاعب أصحاب وحماة الأنظمة بالأسواق وحياة الناس مستمدين قوتهم ونفوذهم من هذه "الضوابط الورقية".


هذا مثال واحد، والأمثلة أكثر من أن تحصى من حياتنا اليومية. فكتابة الضوابط ليست حجة في شيء ما لم تثبت إمكانية حصولها على الواقع.


والآن أضرب لحضرتك أمثلة من كتب التفاسير وأرجو أن تثبت أن هذه الأمثلة "مضبوطة" وتتوافق مع "ضوابط التفسير التي تؤمن حضرتك بها.


وسأقسم هذه الأمثلة إلى ثلاثة "ضوابط":
أولا: ضوابط إيمانية وأدبية
ثانيا: ضوابط عقلية
ثالثا: ضوابط لغوية




الضابط الأول: الضوابط الإيمانية والأدبية.


وهي وجوب معرفة الله تعالى حق معرفته واحترام القرآن الكريم وعدم العبث والاستهزاء بمعاني كلماته وآياته. كما إنه من المهم على أقل أقل تقدير أن لا يقول المفسر في حق آياته تعالى ما لا يجرؤ المفسر نفسه على قوله لحاكمه في الأرض خوفا أو والده مثلا إحتراما.



مثال:

تقول التفاسير إن المراد بـ {الأسْمَاء} التي علمها تعالى لآدم هو أسماء الموجودات والمخلوقات على اختلافها. هذا جبل وهذا حصان وهذا زيد وهذا عبيد. هذا قول، ولكننا نجد في نفس السياق قول المفسرين ((علمَه حتى الفَسْوة والفُسَيَّة))، وهذا كلام لا يقال عن معلم يعلم تلميذاً فكيف يقال عن ربّ العالمينَ عزّ وجلّ يعلم أبا البشر؟



أوَ يرضى أصحاب دور النشر التي تنشر مثل هذا القول أن يضرب المثل عليهم بأسمائهم وأسماءِ أبنائهم في الكتب التي يطبعونها وينشرونها بين الناس؟ ... فـ : ما لكم لا ترجون لله وقارا {نوح: 13}؟


أوَ يَرضى أحدكم أن يضرب المثل عليه وهو يعلم ابنه أو تلميذه؟ أم:


ويجعلون لله البنات سبحانه ولهم ما يشتهون (57) وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم (58) يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون (59) للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم (النحل:60)


أم:

وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم (الزخرف:17)


هل هذا الكلام وأمثاله من الأدب مع كلامه تعالى في شيء؟ أوَ يُنقلُ هذا الكلام في حقه تعالى في الكُتبِ عبر العصور ولا يجدُ من يجْرؤ على نقدِه!؟ هل يستطيع المنكرون لي أن يضربوا هذا المثل وجها لوجه مع ملوكهم وسلاطينهم أو حتى مع رؤسائهم في العمل؟


لا تقل لي يأخي لا حياء في الدين، فما هذه الأقوال "وأمثالها" والتي يستحي المرء من ذكرها أمام الناس العاديين ليقولها عن رب العالمين؟ لا حياء في الدين نعم ولكن ذلك عندما يكون الموضوع مرتبطا بالطهارة أو ما شابه، أما أن نقلل من أدبنا معه تعالى فلا، وألف ألف لا.


وسؤال لحضرتك لو سمحت لي: هل تقبل أنت أن ينشر هذا الكلام عنك على جميع مواقع التواصل الاجتماعي والصحف وأنت تعلم ابنك؟


فإن قلت نعم، فلك ذلك والله تعالى عليم بذات الصدور وهو حسيبنا. وإن قلت نعم إن كان ذلك في سبيل الله تعالى فعليك أخي التمييز بين الدعوة في سبيله تعالى وهذه الكلمات التي هي أبعد ما تكون عن ذلك.


وإن قلت لا أقبل، فسؤالي لماذا لم تغضب غيرة على كلامه تعالى وتبدي اعتراضك على هذه الجملة وأشباهها من قبل؟


وقد تقول لا فقد رد الكثير على هذه الأقوال، فأقول من الواضح إذن أن النقد لم يكن وافيا وإلا لما وصلت لنا هذه التأويلات التي لا يقبلها إنسان على نفسه.


ألا يتراجع الناس لو أخطئوا؟ بمعنى لو أن هذا الكلام بحق الله تعالى قيل في حق سلطان أو مسؤول ألا يتراجع من قاله ويمحوه ويعتذر ؟


أما أنا فلا أقبله على الله تعالى، بل وعلى أي إنسان آخر وأسغفر الله العظيم وتعالى سبحانه عما نقول علوا كبيرا.



نعم، يجبُ إعطاءُ الصحابةِ الكرام ومن تلاهم من الأخيار فضلَهم لصحبتِهم وقربِهم من سيِّدِ الخلق، ليس إلَّا. فَدِينُ الله تبارك وتعالى نورٌ له فضل على الناسِ ولا فضل لأحد على دِين الله، لا في نَشرِه ولا في حفظه ولا في تطبيق شرائعه، فَكَفى متاجرة بالدين!


فلا ينبغي لمخلوق أنْ يَمنَّ على الله تعالى بشيء، وخصوصاً في أمر الدين ونشره وتطبيقه والعمل به! فإن كنّا لا نقبل التباهي بأعمال الخير من الأفراد ونعتبره رياءً، فلم نقبله من الشعوب والجماعات الإسلامية التي تباهي الآخرين بما تدّعيه من تطبيق الشريعة الإسلامية وما إلى ذلك من تزكية للنفس ومُزايدةٍ على الآخرين بدين الله تعالى؟


وإعطاء الفَضل لمن قرُب من سيِّدنا محمد لا يستوجب إعطائه العلم إلا أن يكون قولا وعلماً موثقاً لسيِّدنا رسول الله أو حجَّةً راجحة. أما التمجيد بعمومه وإعطاء الفضل في كل شيء للسلف، فإنَّه يفَرق الناس، ويُكرِسُّ العنصريةَ، ويعمي البصائر، ويجمد العقول، ويقتل الطموح، وهذا حال الأمة ...




الضابط الثاني: الضوابط العقلية

يقول تعالى:


أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا (الكهف:9)

بالرغمِ من كونِ الرقيم آيات عجيبة لأُمَّةِ سيِّدنا محمد يقول بعض المفسرين:

الرقيمُ لوحٌ حجريٌ (أو رصاصي أو حديدي أو ذهبي!) رُقِّمَت فيه أسماءُ أصحابِ الكهفِ وأخبارهم.
واد بـين عُسْفـان وأَيـلة دون فلسطين، وهو قريب من أيـلة.
مدينة، قرية، غار، كتاب تبيانهم، الكتاب،
اسم جبل الكهف "بنـجلوس" واسم الكهف "حيزم".
تابوت فى فم الكهف، وقيل وضع تحت جدار اليتيمين، وقيل: فى سور المدينة،
رُفع ذلك اللوح فـي خزانة الـملك. وقال بعضهم: بل جُعل علـى بـاب كهفهم. وقال بعضهم: بل كان ذلك مـحفوظاً عند بعض أهل بلدهم. وإنـما الرقم: فعيـل. أصله: مرقوم، ثم صُرف إلـى فعيـل، كما قـيـل للـمـجروح: جريح، وللـمقتول: قتـيـل، يقال منه: رقمت كذا وكذا: إذا كتبته، ومنه قـيـل للرقم فـي الثوب رقم، لأنه الـخطّ الذي يعرف به ثمنه. ومن ذلك قـيـل للـحيَّة: أرقم، لـما فـيه من الآثار والعرب تقول: علـيك بـالرقمة، ودع الضفة: بـمعنى علـيك برقمة الوادي حيث الـماء، ودع الضفة الـجانبة. والضفتان: جانبـا الوادي. وأحسب أن الذي قال الرقـيـم: الوادي، ذهب به إلـى هذا، أعنـي به إلـى رقمة الوادي.
وقيل: فى ذلك اللوح دين عيسى، لأنهم من الروم أخذوا بدينه.
قيل: دراهمهم التى معهم، وقيل: اسم كلبهم.


وأقوال لا يتسع المقام لسردها. سؤالي ببساطة كيف يكونُ لوحٌ حجريٌ آيةً عجيبةً؟ أم إننا لم نرى له مثيلاً من قَبل؟ أم إنَّه من خوارقِ الطبيعةِ؟

وهل سيكونُ أكثرَ عجباً لو كان خشباً؟ ثُمَّ هل رأتْ أُمَّةُ سيِّدنا محمدٍ (أو أحدٌ منها) هذا اللوحَ الذي قال عنه خالقُ العجائبِ كلِّها بأنَّه آيةٌ عجيبةٌ؟

طبعاً لا ... ولكن بالرغم من ذلك كُلِّهِ ينبغي احترامُ هذه الآراءِ وتقديرُها ونقلُها عبر الأجيال كما لو كانت قرآناً ... لأنَّها من السَلَفِ!



تفضل بالنظر في الأقوال التي جاءت في قصة كلام النملة والهدهد مع سليمن. تذكر أن أيا من هذه الأقوال لا يعود للنبي الكريم لا من قريب أو بعيد. واسأل نفسك عن مصدر هذه الأخبار العجيبة المتناقضة. ثم اسأل بموضوعية وعقلية كيف يمكن لنا وضع كل هذه المعلومات المتناقضة في سلة واحدة؟


ثم لا شك في أن كلام النملة آية عظيمة غريبة، لكنَّ هل تفكر المفسرون في الرسائل والحكم من القصة وسألوا أنفسهم:

لماذا ذَكَرَ جلّ جلاله النملَةَ وسماع سليمن لقولها من دونِ غيرها من الخلق؟

ما الحكمةُ من اختيار النمل؟ لِمَ كانت نملةً وليست جراداً أو خُنفُساً أو عقرباً أو عنكبوتاً أو سِحليةً أو قملةً ، .... الخ؟

ولِمَ قالتِ النملةُ تحديداً: يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون ؟
لماذا اختارَ تعالى كلامَهَا هذا دونَ غيرِه من الكلام لِيُخبرنا به؟




فهل تجد في جميع التفاسير أيا من هذه الأسئلة المهمة؟ فضلا عن الجواب عليها؟


ولكن للأسفِ الشديدِ فبدلاً من البحث عن الحِكِم البالغةِ في القصص، استنفذَ الناس طاقاتَهُم في أخبار لا طائِلَ منها ولا جدوى ولا دليل. فهل" اسم النملة "طافية" أو مُنذِرة أو "خومي" أو "لافية" يفتح لنا بابا من أبواب العلم والتقدم مثلا!


وقيلَ أنَّ قبيلة هذه النملة هي "بنو الشيصان" تحديداً! ثمَّ وجدوا أنَّها عرجاءَ. طبعاً لم ينسوا ذِكر حجمها! فقيل كالضأن وقيل كالذئِب وذهبت بعض الرواياتِ إلى أنها بحجم الديك! كما قالوا إنَّه كانت مع هذه النملة أربعون ألف نملةٍ من النقباءِ، ومع كل نقيبٍ أربعونَ ألفَ نملة من المحاربين!


ومع كلِّ رأيً من هذه الآراء يسردُ لنا المفسرُ سلسلة طويلةً من الرواة فيقول حدثنا فلان عن فلان ... عن فلان ... عن أبيه عن جدِّه ... إلى أنْ يقولَ : كان اسم النملة كذا!


كيف لنا أن نعرف كل هذه التفاصيل العجيبة بينما لا نعرف أين دفن الكثير من الأنبياء وكيف ماتوا؟ فهل النملة أعز من سليمن والأنبياء؟ وهل نسيت الأجيال توثيق أخبار الأنبياء وسليمن وداود ولم تنس توثيق تفاصيل النملة؟


فإنْ كان ما بين عهدِ سيدنا رسول الله وعهد سليمن ما يُقاربُ 1500 سنةٍ، فهل يعرفُ المفسرون أسماءَ قبائِلهم هُمْ وأسماءَ أجدادِهم هُمْ وأوطانِهم هُمْ في ذلك الزمان الغابر، ليعرفوا اسم نملةٍ تحت حجرةٍ، تحت ظِلِّ شجرةٍ في وادٍ ما، عند جبلٍ ما، في بُقعةٍ ما من هذا العالم الفسيح؟ وإنْ كانوا لا يعلمون أين ومتى دُفنَ نبيّ الله سليمنَ بنفسه، فهل يعرفون حجم النملةِ وعددِ من معها من النمل؟


ما الحكمة والعِبرة التي ترتجى من هكذا أقوال؟ ثم هل يدخل موضوع "تجلي وتعظيم وتوقير وإجلال الله تعالى وإظهار إبداعه وجماله وأنواره وجماله ونعمته" ضمن هذه التفاسير؟ أي هل نجد في التفاسير أن التأويل كذا يظهر عظمة الله تبارك وتعالى ونعمته وإبداعه أكثر من التأويل كذا؟ أو أننا نجد أن القول كذا أقوى إسنادا من القول كذا؟ ونضرب بعرض الحائط الأمور الأخرى؟


فالفرقُ بين تأويلٍ لآخر عند المفسرين هو ببساطة هل المقصودُ قولُ زيد أم قولُ عبيد! هذا تمجيد للناس على حساب الخالق سبحانه! أمَّا أيٌّ من التفاسير يُظهرُ عظمةَ الخالق وحكمته وجماله وما إلى ذلك من أسمائه الحسنى، تبارك وتعالى، فلا أجد أنَّنا بذلنا أيَّ جهدٍ فيه.


ولأننا متدينون بالفطرة، كان علينا أن نقرأ هذه التفاسير كما لو كانت قرءانا وننقلها جيلا بعد آخر، ولأن هذه التفاسير مجموعة من التناقضات المختلفة حول أمور سطحية، ولأن عقولنا وفكرنا ونهجنا وطريقة حياتنا مبنية على القرآن، أصبح التناقض والخلاف والسطحية أهم ما يميز الشعوب الإسلامية. لهذا السبب – ولأمثاله – فأمة الإسلام ترزح تبعية واتكالية على الغير في جميع شؤونها ...




الضابط الثالث: الضوابط اللغوية.


مثال:

هل تصدق أخي الكريم أن الله تعالى يقول "أربعة من الطير" ثم يأتي إنسان مفسر ((لا ينازعه أحد)) ليقول ربما "سبعة من الطير" ؟؟؟ وتنقل هذه الجراءة عبر القرون ثم لا ينقدها أحد؟؟؟


لا أدري إن كان هذا الرأي يحقق "ضوابطك" للتفسير؟

فهل يحقق هذا الرأي ضابط الأدب مع كلامه تعالى وعدم المزايدة عليه؟

هل تجد في هذا القول "تكذيب أو تشكيك" في كلامه عز وجل؟

أم هل يحقق ضابط اللغة بمعنى أن العدد " أربعة" قد يعني العدد "سبعة" في حالة كون المعدود طيرا؟


أرجو منك الإجابة والدفاع عن رأي "السبعة" طيور.

وإن كنت لا تتفق معه، فهل لي أن أسأل لماذا لم ترد عليه من قبل؟ أم لأن الرجل من السلف؟


الناس تحارب كل جديد وتمجد أسلافها لسببين الأول هو الغيرة من الأحياء إذ لا غيرة ممن في القبور والسبب الثاني أن تمجيد الناس لإسلافها إنما هو تقديس للناس أنفسهم من حيث لا يشعرون. ولقد أفردت لهذا مقالا مفصلا:


http://www.alraqeem3.net/index.php/a...05-24-16-53-00


يتبع ....