عرض مشاركة واحدة
قديم 12-09-2012, 07:03 PM
المشاركة 16
د نبيل أكبر
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي

أولا: الادعاء بأنني لآ أقيم وزنا لتفسير القرآن بالقرآن وزنا!


أخي تفضلت بقولك أنني لا أقيم وزنا لتفسير القرآن بالقرآن، عجبا؟
البينة على المدعي وأنا أدعي أنني أكثر من يفسر القرآن بالقرآن سلفا كان أم خلفا. فلك أن تبحث في كلام من سلف وخلف وتقارن ذلك بكلامي لتجدنني أكثرهم استعمالا للقرآن الكريم.


أحد البراهين لقولي هي أنني في جميع تأويلاتي ومقالاتي لم استشهد أبدا بكلام الناس والرواة بل استشهد دوما بكلامه تعالى وأمجد بعضه ببعض (ولعل هذا ما يغضب الكثير).

بمعنى أنه في الوقت الذي أقول "قال تعالى في الآية الفلانية كذا تأكيدا لكلامي هنا" يقول المفسرون "قال فلان عن فلان عن ... في الآية الفلانية كذا". فمن الذي يفسر القرآن بالقرآن ومن الذي يفسره بكلام أناس مثله؟



وسأضرب مثالين هنا:

أولا: ربط قصص إبراهيم في القرآن ببعضها.
ثانيا: ربط سور الصافات والنازعات والمرسلات والذاريات وأياتها ببعضها البعض.




أولا: ربط قصص إبراهيم في القرآن ببعضها


قمت في مقالات منفصلة بتأويل الآيات الخاصة بإبراهيم عليه السلام وبينت (من القرآن واللغة وحسب) أنها جميعا تتحدث عن أمر واحد وهو وعد الله تعالى لإبراهيم باستخلاف ذريته الأرض.


قد تقول بأنها جميعا تأويلات باطلة. لكني الآن هنا لا أتكلم عن صحة تأويلاتي بل عن أنني أفسر القرآن بالقرآن. أما لو اعتقدت بأنها تأويلات خاطئة فعليك أن تذهب للمقالات وتثبت ذلك، أما هنا فالنقطة التي أثبتها أنني أفسر القرآن بالقرآن وحسب.


وستجد أن أقوالي في الآيات المختلفة تتجه جميعا باتجاه واحد وهو وعده تعالى لإبراهيم باستخلاف ذريته الأرض الذي جاء في سورة البقرة:


وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين (البقرة:124)



ففي قصة إبراهيم والطير قلت أن الطيور الأربعة هي أربعة أنبياء من ذرية إبراهيم:



وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل على كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم (البقرة:260)

http://www.alraqeem3.net/index.php/a...05-25-18-51-00


السبب كما وضعته في المقال أن إبراهيم سأل ربه تعالى أن ((يريه)) ولكنه تعالى فعل عكس ذلك ولم ((يريه)) كيفية إحياء الطائر الميت إذ أمره بوضع الطير بعيدا عنه على رؤوس الجبال.
فإن لم يرق لك تأويلي ولويت معنى كلمة "صرهن" لتوافق تأويلك وأصررت بلا مبرر لغوي على أن معناها هو "قتلهن" أولا ثم جمعهن كقطع لحم مفروم أو ما شابه" فلك ذلك ولكل منا رأيه وحسابنا جميعا على الله تعالى.



[COLOR="rgb(0, 100, 0)"]وفي قصة "عبادة إبراهيم للكوكب والقمر والشمس":



http://www.alraqeem3.net/index.php/a...05-25-19-35-49


فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين (76) فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين (77) فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال يا قوم إني بريء مما تشركون (الأنعام:78)


فقد بينت كذلك أنها رؤيا نبوية منامية مبشرة بنفس الأمر ونزهت إبراهيم من الشرك وهو أبو الحنيفية وأكثر من جاء ذكره في القرآن منزها من الشرك.


وقلت أن الكوكب والقمر والشمس إنما ترمز للملوك والخلفاء والأنبياء من نسل إبراهيم. ومن المعلوم عند مفسري الرؤا أن هذه الأجرام السماوية تعنى الأنبياء والعظماء. وهم دعوة إبراهيم المستجابة المذكورة في الآية 124 من سورة البقرة. فهذه الرؤيا إنما هي بشرى لإبراهيم عليه السلام بِسطوع الدين وظهورِ نوره في العالمين على يد نسله محمد صلى الله تعالى عليه وسلم ...



وفي قصة ولادة إمرأة إبراهيم وهي عقيم:


http://www.alraqeem3.net/index.php/a...05-26-18-18-05


قَالَتْ يَاوَيْلتَى ءَألِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَـذَا بَعْلِى شَيْخاً، إِنَّ هَـذَا لَشَىْءٌ عَجِيبٌ {72}
قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ الله، رَحْمَتُ الله وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ {73}
فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى يُجَادِلنَا فِى قَوْمِ لُوطٍ {74}
إِنَّ إبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أوَّهٌ مُّنِيبٌ {هود:75}


أيضا فسرتها من منظور "أمر الله" الذي ورد في سورة النحل وهو منظور خروج الشيء من ضده الذي استنتجته وأثبته من القرآن ومن الأكوان. فقلت إنَّه الأمرُ الموعود باستخلافِ ذريَّةِ سيِّدِنا إبراهيمَ الأرضَ.


وقلت أن الإعجاز والبشرى ليس ببساطةٍ أنْ تَلِدَ امرأةُ إبراهيمَ بعدَ عُقْمٍ، بل هو أوسعُ من ذلك وأشملُ. لأنَّه لو كان الحالُ كذلك فسيكونُ السؤالُ لِمَ وقعتْ هذه المُعجِزَةُ لها من دونِ غيرِها من النساءِ؟


فزوجةُ إبراهيمَ اختيرت لهذا الإعجاز لتكونَ أمَّاً للأنبياءِ والخُلفاءِ وللذُرِيَّةِ المُباركَةِ الحَيَّةِ، ولأنَّ بطنها سوفَ يُخرِجُ هذه الذُرِيَّةَ المُباركَة الحَيَّةَ، وَجَبَ أنْ يكونَ عَقيماً كي تَتِمَّ السُنَّةُ الكونيَّةُ الأزليَّةُ بإخراجِ الشيءِ من ضِدِّه ...


مما يشير إلى صِحَة ما ذهبنا إليه هو أنَّ اللهُ تبارك وتعالى أسْمَى ابنَ زكريا "يَحْيَى":


يا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغلام اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيّاً {مريم: 7}

وهو اسمٌ يدلُّ على الحياةِ وذلك لِكون امرأةُ زكريا "عاقِراً" ... فالحياةُ تخرجُ من رَحَمِ المعاناة ومن رجلٍ وهنَ منهُ العظمُ واشتعلَ الرأسُ منه شيباً ...


نلحظ أنَّ ولادة العقيم وردت بحق امرأتين فقط في المصحف الشريف، وفي كلتا الحالتين كانت الإشارة إلى خروج الشيء من ضده ... ففي حالة امرأة إبراهيم العقيمة جاءت ذرية الأنبياء ... والأنبياء إنَّما بعثوا لإحياء الأمم الميتة ... وفي حالة امرأة زكريا العاقر جاء نبيٌ أسماه تعالى الحكيم الخبير "يحيى" بأمر منه تعالى ...



ثم في قصة ذبح إسماعيل:



http://www.alraqeem3.net/index.php/articles/158-7777


فقد خضت في المقال بالتفصيل حولَ قضيَّة الإتيان بإسماعيل إلى مكةَ لتعليمِ الناس أصولَ اللغة العربيَّة وأصولَ التوحيدِ وتعليمُهُما لقبيلةِ جُرْهُم القادمةِ من اليمنِ بعد انهيارِ سدِّ العَرِم. وتكلمت عن الأمرُ الإلهيُّ لإبراهيمَ بتركِ ذُريَّته في هذا المكان النائي وربطت تأويلنا مرة أخرى بتأويل الآية 124 من البقرة أعلاه.


وقلت أنَّ إبراهيمَ دعا ربَّه أنْ يستخلفَ ذُريَّتَه كما هو في الآية 124 من سورة البقرة. فابتلاهُ ربُّه في نفسِ شأنِ موضوعِ الدعوةِ أي الذُريَّةِ وكان الابتلاءُ تركُ إسماعيلَ وهاجرَ في مكةَ بلا مُعِينٍ، ومن ثَمَّ الأمر بذبح إسماعيلَ. فنجحَ إبراهيمُ في الابتلاءِ وصبرَ على أوامرِ {كلماتِ} الله تعالى بتركِ ذُريَّته في وادٍ غيرِ ذي زرعٍ وبذبح ابنِهِ طاعةً لله تعالى . فكان من اللهِ تعالى أنْ جعلَ النُبُوَّةَ واستخلافَ الأرض على يدِ ذُريَّتِه عليهِ السلام. وهذا هو تفْسيرُ الآيةِ 124 من البقرة ...



[COLOR="rgb(0, 100, 0)"]وعن الحِكْمةِ من أمرِهِ سُبحانَهُ لإبراهيمَ بذبحِ إسماعيلَ وفِديَته بكبشٍ في اللحظةِ الأخيرةِ وعلاقة هذا الأمر بسورة النور:



http://www.alraqeem3.net/index.php/a...05-24-19-15-06


بهذا فقد ربطت جميع الآيات القرآنية أعلاه بمعنى واحد عظيم وهو استخلاف ذرية إبراهيم الأرض. فمن الذي يفسر القرآن بالقرآن هنا؟




ثانيا: ربط سور سور الصافات والنازعات والمرسلات والذاريات وأياتها ببعضها البعض.

من الذي فسر سور الصافات والنازعات والمرسلات والذاريات وأوّل عبارات القسم الإلهي في مطالعها بنعمة إلهية كريمة هي يد الإنسان التي هي أداة الاستخلاف؟

http://www.alraqeem3.net/index.php/a...05-24-19-44-07

لمشاهدة أفلام المقالات:

الصافات:

النازعات:

المرسلات:

الذاريات:


فبينما جمعت أنا بين معاني آيات هذه السور من جهة وبين السور ككل من جهة أخرى في معنى عظيم واحد وهو اليد وهي النعمة المغبون فيها كثير من الناس، نجد أن كتب التفسير التي لا يجرؤا الناس عن نقدها تعطي عشرات المعاني المتناقضة الغير مترابطة لكل عبارة من عبارات القسم في السور.


إن من المهم النظر في ترابط معاني مفردات القرآن مع بعضها البعض ومع السياق العام. إذ لا ينبغي تفسير الآيات كل على حدة فنحن أمام كلام رب العالمين سبحانه وتعالى الذي لا ينبغي إلا أن يكون محكما مترابطا من أول كلمة إلى آخر كلمة، ليس على مستوى السور وحسب، بل على مستوى القرآن الكريم كله، من أوله إلى آخره.


فلو أردنا سرد الأشياء التي تحقق مواد القسم في مطالع السور الكريمة (الصافات، الزاجرات، النازعات، المرسلات، ...) لما وسعت المجلدات ذكر أسمائها. فالأشياء المصفوفة مثلا تبدأ من الذرات والجزيئات إلى التراكيب الصخرية، إلى الكتب والأوراق والكلمات والأحرف إلى الجينات والخلايا وما إلى ذلك مما لا يحصى ولا يعد.


فليس الإشكال هو البحث السطحي عن معاني هذه المفردات القرآنية، بل ما تعنيه وما تحققه من كمال إعجازه تعالى وبيان تمام نعمه علينا وجلاله وإكرامه.


هذا كان تأويلي، ولكن لنبحث في التفاسير "المضبوطة" عما جاء فيها من أقوال.


أضرب أنموذجا من التفاسير حول ما جاء في كتاب تفسير واحد ثمانية من الأقوال في النازعات فقط:
النازعات: الموت ينـزع النفوس، الْمَلَائِكَة تَنْزِع نُفُوس بَنِي آدَم مِنْ تَحْت كُلّ شَعْرَة , وَمِنْ تَحْت الْأَظَافِير وَأُصُول الْقَدَمَيْنِ نَزْعًا ، هي النجوم تنـزع من أفق إلى أفق، هي القسيّ تنـزع بالسهم كما يغرق النازع في القوس، أَنْفُس الْكُفَّار يَنْزِعهَا مَلَك الْمَوْت مِنْ أَجْسَادهمْ , ؟؟؟!!! يَرَى الْكَافِر نَفْسه فِي وَقْت النَّزْع كَأَنَّهَا تَغْرَق، هِيَ النُّفُوس حِين تَغْرَق فِي الصُّدُور، الْمَوْت يَنْزِع النُّفُوس، النُّجُوم تُنْزَع مِنْ أُفُق إِلَى أُفُق، الْقِسِيّ تَنْزِع بِالسِّهَامِ، الْوَحْش تَنْزِع مِنْ الْكَلَأ وَتَنْفِر ...


في كل من هذه الأقوال لا نجد أي إسناد صحيح أو حسن أو ضعيف أو حتى موضوع للرسول الكريم عليه وعلى آله وصحبه الصلاة والسلام. فرسولنا الكريم لم يفسر القرآن كما هو معلوم. لأنه لو فسره فما هو تفسير (كهيعص أو طسم ...)، أو الاستواء على العرش، وما إلى ذلك؟ حتى إن تفسير الصحابة كان اجتهادا منهم ولم يكن في معظمه مرويا عن النبي الكريم.


فهل من ضوابط عقلية أو كتابية تستطيع أن تجمع ما بين الملائكة الكرام وما تحت "الأظافير" والسهام، الوحوش، والموت، والنفس تغرق في الصدور، وأنفس الكفار ... لا بل وصلنا إلى حد النجوم؟ نجمع كل هذا تحت ضابط واحد؟ اللهم إلا إن كان هذا "الضابط" يسع السموات والأرض!


فلو قالت التفاسير أن النازعات هي ما سبق ذكره أعلاه، وأن هذه الأقوال غير مسندة للرسول الكريم، فلماذا لا نقبل رأيا جديدا على أنها "يد الإنسان" كما فصلناه في مقالاتنا؟ ... فهل الوحوش أو القسي أو النجوم أو حتى الملائكة الكرام أعز عند الله تعالى من الإنسان الخليفة؟


وأخيرا يكفيني دليلا واحد عن كل ما سبق هو أن تشاهد يديك وتحرك أصابعك بكل خفة ودقة ولطف بما يأمرك به العقل وأن تشاهد وتتأمل أصابعك تتحرك وأنت تقرأ الآية الكريمة:


سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق
أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد (فصلت:53)


أفلا تجد أن الآيات التي في أنفسنا هي الأولى من غيرها؟


فالتعليمُ النازلُ (القرآن) من عنده تعالى ذو نفعٍ عظيم للناس وبه يتعلمون ويتقدمون، ولكن بالعكسِ تماماً نجدُ الكثيرَ من النتائجِ السَيِّئةِ على الأُمَّة من الجمود الحاصل الآن. إذ أصبحَ من المفاهيم الرَّاسخةِ عندَ الشعوبِ الإسلاميَّةِ أنَّ كُلَّ شيءٍ من حولِنا من عملِ وترتيبِ الملائكةِ. فهي تُرسلُ الرَّياحَ والعَواصِفَ، وتَذُّرُ البُذورَ في الأرضِ، وتُنزلُ الأمطارَ، وتسقِي الأرضَ، وتُنتُجُ المحاصيلَ، وتُعالِجُ المرضى، وتَشُقُ الأنهارَ، وتقوم بالدفاع عنا ...


وفي هذا المفهوم لا توجدُ قوانينٌ طبيعيَّةٌ تَحْكُمُ الكونَ، بل أعدادٌ لا تُحْصى من الملائكةِ تذهبُ وتَجيءُ لخدمةِ هذا الإنسانِ المُسلم الذي يتمرغُ في رضى الله تعالى! فليس عليهِ الاعتمادُ على النفس في البناءِ والزراعةِ والطِّبِ وكَشْفِ أسرارِ الكونِ، وليس عليه تطويرُ نفسه والرقي بها والدفاع عن نفسه ... فالملائكةُ تقومُ بعملِها على أكملِ وجه!؟ أمَّا هو فعليهِ أنْ يسألَ الله تعالى بما يُريد ويشتهي، فيستجيبَ اللهُ له، ويأمر الملائكةَ فيقوموا بما يلزم! هذا هو الفكر الاتكالي المستنتج من القرآن ...


لهذا السبب – ولأمثاله – فأمَّةُ الإسلام ترزحُ تحت فكر التبعية والاتكالية على الغير في جميع شؤونها ...



ومثال آخر:

قيل في الصافات: الطير، أقدام المصلين المصفوفة وقت الصلوات، جماعة من المؤمنين يقومون مصطفين في الصلاة وفي الجهاد، المحقين الذين يدعون إلى دين الله تعالى، آيات القرآن، الملائكة في السماء يصفون كصفوف الخلق في الدنيا للصلاة، الملائكة تصف أجنحتها في الهواء،

الزاجرات: كل ما زجر عن معاصي الله. الملائكة تزجر الخلق عن المعاصي زجراً، إشارة إلى رفع الصوت بالقراءة كأنه يزجر الشيطان بواسطة رفع الصوت، رفع الصوت بزجر الخيل، الآيات الزاجرة عن الأفعال المنكرة، نفوس قواد الغزاة في سبيل الله التي تصف الصفوف وتزجر الخيل للجهاد، الملائكة الموكلة بالسحاب تزجرها وتسوقها عن الجبائي،


التاليات: الملائكة يتلون ذكر الله عز وجل، كل من تلا كتاب الله، آيات الله والدراسات والشرائع، كل نفس تتلو الذكر، اشتغال الغزاة وقت شروعهم في محاربة العدو بقراءة القرآن، الآيات الدالة على وجوب الإقدام على أعمال البر والخير، كل ما يتلى من كتاب الله، مخلوقات الله إما جسمانية وإما روحانية، أما الجسمانية فإنها مرتبة على طبقات ودرجات لا تتغير ألبتة، فالأرض وسط العالم وهي محفوفة بكرة الماء والماء محفوف بالهواء، والهواء محفوف بالنار، ثم هذه الأربعة محفوفة بكرات الأفلاك إلى آخر العالم الجسماني فهذه الأجسام كأنها صفوف واقفة على عتبة جلال الله تعالى،


فهل يعجبك القول في النازعات أنها البهائم تنزع الكلأ من الأرض؟ فإن راق لك هذا التأويل فذلك رأيك، وإن لم تجده مناسبا فلماذا لم ترد أنت أو غيرك على هذه الأقوال طيلة هذه القرون؟
قد تقول لا أتفق مع هذه الأقوال ولكن أصحابها في ذمة الله فكيف أحاورهم؟ فأقول وأنا كذلك لا أحاور أمواتا ولكننا هنا ننقد الفكر لا الناس فحسابنا جميعا على الله تعالى.


وقد تقول لا فقد رد الكثير على هذه الأقوال، فأقول من الواضح إذن أن النقد لم يكن وافيا وإلا لما وصلت لنا هذه التأويلات المتناقضة.


فمن الذي يفسر القرآن بالقرآن هنا أخي الكريم؟ وهل تجد في كلامي غير استدلالات من القرآن الكريم؟


فما أجمل أن يتفكر الإنسان دوما بآياته تعالى وهو ينظر يديه وأصابعه ويحركها وكأنه يحمل القرآن الكريم فيهما. ما أجمل أن نوحد معاني الآيات بل والسور بدل أن نفرق. ما أجمل أن نحيي العقل والإيمان بدلا من أن نميتهما. ما أحسن أن نعتمد على أيدينا ونجعل القرآن سبيلا لذلك بدلا من أن نأتي بتأويلات بعيدة عنا وعن حياتنا. ما أجمل من أن نجعل القرآن الكريم ليس في صدورنا وعقولنا وحسب، بل في أيدينا وأجسادنا وأعمالنا ومصانعنا مصداقا لقوله تعالى:


سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق، أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد (فصلت:53)




يتبع ....


[/COLOR][/COLOR]