الموضوع
:
نوافذ دمشقية ..تأريخ شخصي لمدينة لا تموت
عرض مشاركة واحدة
11-30-2012, 09:15 AM
المشاركة
11
ريم بدر الدين
عضو مجلس الإدارة سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 5
تاريخ الإنضمام :
Jan 2007
رقم العضوية :
2765
المشاركات:
4,272
منجنيق أطفال
في ذلك الوقت لم نكن نعرف ماذا يعني المنجنيق لكن الأداة التي كنا نستخدمها كسلاح خفيف ضد القادمين من الحارة الأخرى تشبه المنجنيق في حالته البدائية و الصغرى و تسمى في الدارجة الدمشقية " نقيفة" و لعلها تشبه في شكلها سماعة الطبيب كما قال عنها الفنان دريد لحام في مسرحية " غربة " : يا بو نظمي الدكتور معه نقيفة"!! ..
و هي عبارة عن شعب منتزع من غصن شجرة قاس نوعا ما و يتصل فرعيه بخيطين من المطاط يتوسطها قطعة مستديرة من الجلد يوضع فيها الحجر لقذفه بقوة و إصابة الهدف البعيد.
و كان أبرع من يصنع هذا السلاح هو رضوان ابن الجيران و أكبرنا سنا و كان يصنعها لنا مقابل حفنة من الملبس" حلوى دمشقية" أو غطاء علبة شوكولاته فارغ عليه رسم جميل لمنظر طبيعي أو كرات زجاجية ملونة تستخدم لما يشبه لعبة البلياردو ..
و كان الصبيان عادة يصيدون بهذا السلاح بعض العصافير عندما تغيب رقابة جارتنا أم حمدان عن جنينتها الصغيرة و أحيانا ليتشاجروا مع "المشاغبين" من الحارة الأخرى .. و لعل أولاد الحارة المجاورة في ذات الوقت كانوا ينعتوننا بالمشاغبين !.. و ينتهي الأمر غالبا بإصابات طفيفة من الطرفين و تنتهي بجلسة صلح تعقدها الأمهات بحيث يطعمن الضارب و المضروب طبقا مشتركا من البيض المقلي..
لكن الأمر لا يسلم من بعض الضربات الطائشة و في ذات شغب أتى الحجر في نافذة العم أبو صياح فكانت العقوبة علقة ساخنة للصبيان و حرمان من مغادرة المنزل للبنات.
وطـن في حقيبة القلب
رد مع الإقتباس