كانتْ لهُ أوتارهُ
والدّندناتُ تشدُّ أوتار القلوبِ فتنحني ثمرا
والنّهرُ يرقصُ لابساً وجهَ الصّباحِ
مزركشاً بالنّورِ يسرقني ويمضي
نحو أوردةِ الأصيلِ,أمدّني شغفاً
أقبّلُ وجهها في الأفْقِ دافئةِ الغناءِ ,يهزّني
الشّفقُ
أحتاجُها,وأذوبُ لو غرُبتْ
أُعلّقُ ناظري بخيوطها الملساءِ أتبعُها
وأذرفُ دمعةً حرّى ويهتفُ همِّيَ البردانُ
يا امّي
فتطبقُ سِحرَ عينيها,وتهدي للمدى قمراً
فينهض مرّةً أُخرى
يغازلُ طيفها الفضيّ,يفتحُ قلب نوتتهِ
ويشعلُ باقة المنثورِ صوفيّاً
ينادمُ نجمةَ الأسحارِ
يرجعُ في الصّدى وترا
ما ثمّ غيركِ في شروقِ الحرفِ صاحيةٌ
وشاهدةٌ على الأوجاعِ فانفلتي,حتّى يظلّ العشقُ يهطلُ
والمدى عبقًُ
اللّيلُ ذات اللّيل فينا سابحٌ
والذّكرياتُ تلّفُ شجونها الحُرقُ
كفّي غيابكِ عن مواجعنا,وعودي في الشّروقِ ندى
ومدّي للطّيورِ يدا
فما في الوقتِ متّسعٌ
وكفُّ الرّيحِ تجلُدني وتكسرُ صحوَ بوصلتي
وكادَ الوشمُ يحترقُ
وحدي أُساهرُ أنّةَ الجرحِ العتيقِ
إذا يفيقُ الملحُ في كبدِ الشّواطئ
أمتطي سُحبي,وأروي ملحَها مطرا
ذكرى على صدإِ النّوافذ لم تمتْ
وخيالُ أنثى يشتهي هزَّ الأصيصِ
عسى يفيقُ ويهمسُ الحَبقٌ
ما ثمّ غيركِ بلسم الدّاء الشّفيفِ
إذا هميتِ يطيبُ عزفٌ فارجعي
ما ثمَّ غيركِ في القداسةِ مطلعي
فهبي ضياءكِ للضّلوعِ المتعباتِ من المسيرْ
يا أنتِ يا خبزَ الفقيرْ
شدّي لهُ وترَ الحياةِ على ضلوعِ النّهرِ
كادَ اللّحنُ يختنقُ