عرض مشاركة واحدة
قديم 11-18-2012, 11:43 PM
المشاركة 2
فجرالوائلي
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
تحية طيبة لأخينا أحمد ..وسلام من الله وبعد :
ياأخ أحمد برأيي اختلاف البشر ليس في المادي والمعنوي وإنما في المعايير التي يستند عليها كل منا في الحكم على الآخرين ,..
فكل واحد منا ينظرللأمر من زاويته وبناء على معاييره , والمعايير معقدة تحضر متى ماحضرت المشكلات ,,فهناك معايير دينية ومعايير أخلاقية ومعايير دولية ومعايير في الحياة الزوجية ...الخ
وسوف أقدم لك مثالين للتوضيح :
الأول بين معايير حيوانية ومعايير إنسانية
والثاني مابين معايير الزوج والزوجة

والبداية مع مشهدين :
نمريفترس إنسان ويمزقه أمام الكاميرا والدماء تسيل:
والمشهد الآخر :
إنسان يتعارك مع نمرويستطيع طعنه والدماء تسيل من النمر!

عند الحكم على المشهدين لاشك أن أغلب الآراء تنصب مع معايير الجنس البشري ..
في المشهد الأول يعتبرون قتل النمر للإنسان جريمة ولربما تتعالى الأصوات لتصل إلى شتم المصور وعدم تدخله .

أما الحكم على المشهد الثاني فيعتبرونه بطولة تنسب للجنس البشري وخلونا نآخذ مع البطل الوائلي صورة !!

وكلا الحكمين بمعايير عاطفية بشرية !!

ولوأن النمرنطق لقال :
عجباً لكم بني البشر تهاجمونني في عقرداري ,والغابة مسرح الجريمة إن قتلتكم دفاعاً عن النفس اعتبرتموني مجرماً ,
وإن قتلتموني اعتبرتم أنفسكم أبطالاً هذه معاييركم أيها البشر وليست معايير العدالة !!


عندها نتفاجأ _ نحن البشر_ من كلامه , وماذا يقصد ؟!
كأنه يقول أن هناك معايير حيوانية تجاهلناها ,ولو أنا وضعانا في الاعتبار لتغيرت الأحكام :
وبما أن البشر هم المعتدين على النمر في أرضه وتجاهلوا قوانينه,
و بالتالي قتله لنا بطولة ,
وقتلنا له جريمة..
هكذا هي معاييرالعدالة (المعايير العقلانية المتزنة ) لن يدركها إلا الفكرالراقي المستنير..

معاييرالزوج ومعاييرالزوجة :
الزوجة الليلة معزومة على حفل زفاف صديقتها واستعدادات للحفل من يمكن شهر ..

الزوج يتفاجأ باتصال لصديق قادم من دولة أو مدينة بعيدة وأكثر من 5سنوات عنه ..
ولا توجد خيارات إلا في التضحية إما بالزفاف أو باستقبال الضيف ..وكلاهما صعب ..
والسؤال هل ياترى الزوجة تفكر بما يفكر به الزوج والعكس صحيح ؟!
فالزوجة لاتفكر سوى في موقف صديقتها منها والحفلة والاستعدات كلها تروح بسبب ضيف ولسان حالها ياأخي صرفه , خله ينام بالفندق أي شيء المهم الحفلة لاتروح ...والحل لازم يتصرف .

الزوج لسان حاله وتفكيره يقول :
ليش ماتعتذرلها ,وأصلاً ماهي فاضية لها وبكرة تمر عليها وتعتذر , المهم صعب إني أصرفه ..
صديق عزيز علي وسنوات ..
ماهي زينه بحقي , وما أنسى موقفه لما زرته كيف فرحته فيني وذبائح مستحيل أتجاهله ؟
الحل تترك الحفلة اعتذري من صديقتك وبكرة تباركين وتعتذرين ورايح تلتمس العذر ..

هذا حالنا في المشكلات لانفكربما يفكر به الآخر ,
نفكر بمعاييرنا العاطفية ومن زاوية ضيقة ,
ولو أنا فكرنا بالمعاييرالعقلانية ..لاتضحت الأمور وأيهما الأولى (حسب معايير العدالة )
ولابد من التنازلات وإذا هالمرة ضحت الزوجة في المستقبل الزوج وهكذا .. ولكم القياس في كل الخلافات والتصادمات والحروب والمشكلات وغيرها ...
إذن المشكلة في المعايير التي نزن فيها الأمور ,, ومن يضع معايير الآخر أمام عينه قبل الحكم على الآخرين ..سوف يرى الأمور بوضوح ..
الحياة إتزان لاإفراط ولا تفريط ولا تختل المعايير ..
تقبل مروري ولك خالص تحياتي

لكل أذن كلمة..
ولعل أذنك ليست لكلماتي..
فلاتتهمني بالغموض