عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
11

المشاهدات
5628
 
أشرف حشيش
من آل منابر ثقافية

أشرف حشيش is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
540

+التقييم
0.10

تاريخ التسجيل
Feb 2011

الاقامة

رقم العضوية
9700
11-16-2012, 03:46 PM
المشاركة 1
11-16-2012, 03:46 PM
المشاركة 1
افتراضي برُؤى الشّبابِ قدِ انتشلتُ بصيرتي
كنّا نرى ماءَ الحياةِ سرابا// والبيدُ نبصرُ رملَها أعنابا

كنّا نرى الخذلانَ خيرَ وسيلةٍ // ونرى لِقمّةِ عارنا أسبابا

ونهيمُ في وحلِ التخبّطِ إذْ بدا // ونشدُّ في طلبِ الهوانِ ركابا

ونخضُّ ساعات الزمان بلهونا // ونعبُّ من سُمّ الفراغِ شرابا

بلذيذِ غفوتِنا نغازلُ شعبَنا//ومن الرمادِ نُكحّلُ الأهدابا

ونعودُ نغنمُ بالكآبة كلما // ظنُّ ابتسامتِنا بنا قد خابا

فسل المنامَ فإنه ميدنُنا // وسل النعاس تجدْ لديه جوابا

من مقلة الفشل الذريع حياتُنا // تبدو لناظرها الكئيبِ خرابا

و نرى الحوارَ تخلّفا ورذيلةً // ونرى الفضيلةَ منطقاً كذّابا

ونشقّ صفّ لقائنا بخلافنا//ونباعدُ الخلان والأنسابا

بدوافع البغضاء لا بمحبةٍ // رحنا نؤسسُ بيننا أحزابا

ونرى الأحبّةَ مثلما أعداؤنا // والغاصبون غدوا لنا أحبابا

ونرى البلادَ تمزّقت أطرافُها // والبغض سنّ لأهلها الأنيابا

والتين والزيتون ينكر بعضُهُ // بعضا.. ويصبحُ بعضُه حطّابا

نتوسّل المنفى البعيد يعيدنا// فيلفُّ طاحونُ النوى دولابا

نتوسل التغريب قاربَ نجدةٍ // ونعيش في أوطاننا أغرابا

فمَنِ المعاتبُ نحن أم أوطاننا// ومَنِ الملومُ إذا ضميرُك غابا

مِن خَشيةِ الإسرافِ في نَظَراتنا// رحنا نهيلُ على الطموحِ ترابا

حتى إذا بلغ الضياعُ أشدَّه//والكربُ أصبحَ بطشُهُ غلابا

لا نخوةً تقضي بردّ حقوقِنا // وتردّ عن إنسانِنا الإرهابا

حتى إذا ضاق الفضاءُ بحلمنا//والحلم أغلقَ دوننا الأبوابا

حتى إذا روح العزيمة أُزْهِقَتْ // وغدا التأملُ في الحياة عذابا

وجرى الرهانُ مؤكّدا أوصافنا // بسموم فكرٍ خدّر الأعصابا

لا تطنبوا في الزّور إنّا أمّةٌ// تركَتْ حديثَ الزُّورِ والإطنابا

ما عاد مسمعُنا الطروبُ ببثكم // يصغي إذا ابتدع الكذوبُ خطابا

ما عاد يرعبنا النباحُ بليلةٍ // نشرتْ على مدّ الظلام كلابا

فالليل يخشى من مخاض عذابنا // مترقّبا من رحمه الإنجابا

قد أشرقتْ شمسُ الشبابِ بأرضنا// وبدا صباحُ الثائرين شبابا

وتعطّشَتْ أرواحنا حتى أتوا // بشرى تردّ إلى العطاش سحابا

بتضافر الجهد الذي بذلوا له // سيخطُّ جيلُ الثائرين كتابا

فاستاءتِ الظلماءُ من أنوارِهم//وتوعّدتهم بالجحيم عِقابا

سيعاقبُ التاريخُ في صفاحتِه //سطرا ذميما يستحقُ سبابا

سطرا أعدّ لنا الحرابَ وما درى // أنّ الحقيقةَ لا تهابُ حرابا

كم شعلةٍ قد سبّحتْ أضواؤها// وأنارتِ السنواتِ والأحقابا

كمْ عالمٍ قد أبدعَتْهُ بلادنا// كم شاعرٍ في حسنها قد ذابا

كم نابغٍ ومهندسٍ.. ومُعلّمٍ // ما زال يرْفدُ للعُلا طُلابا

كم ناسك غُفرَتْ جميعُ ذنوبِهِ//واشتمّ رائحة البلاد فتابا

من تربة الوطن المروّى من دمي // أنا قد رسمتُ جمالَها الخلابا

بين التطور والشباب علاقةٌ // ولصدّها لا يملكون حجابا

برؤى الشباب قد انتشلتُ بصيرتي // وبفكرهم سهمُ الضياءِ أصابا