عرض مشاركة واحدة
قديم 11-04-2012, 03:01 PM
المشاركة 18
محمد شحاته حسين
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
الأستاذ أيوب صابر لك مني تحياتي
سأتحدث من خلال معرفتي الشخصية بالنظم العالمية وتطورها التاريخي
أنا لا أعارض مبدأ الحتمية التاريخية تبعاً لمعتقدي كمسلم ولا يوجد معتقد على وجه الأرض يُمانع الحتمية التاريخية ولكن كل معتقد لديه رؤية عن (المصير) .بعض الأنظمة الفلسفية للشيوعية والليبرالية في دائرتها الكبرى ترى أن الحتمية التاريخية هي امتداد لا نهائي لتاريخ البشر وهذا المعتقد لا يخالف ديني كمسلم حيث قال رسول الله (إن قامت على أحدكم القيامة وفي يده فسيلة فليغرسها) لذا فإن الإسلام جاء بنهاية حتمية أيضا ألا وهي القيامة .القيامة من الناحية (الديالكتية) هي عثرة أو انتقالة لا وجود لها وأن الحتمية التاريخية ماضية بلا توقف .الإسلام لم يُمانع العمل حتى لو قامت القيامة (وكأن التاريخ سيستمر) وهذا لا يعارض الفلسفات الأخرى لكنه وضح بأن هناك قيامة (أي أن التاريخ سيتوقف) مما أوقع الكثير من الفلاسفة في جدل بيزنطي حول ماهية الحتمية التاريخية في الإسلام وكان سبب هذا الجدل هو سؤال فلسفي عميق يحار فيه الفلاسفة حتى الآن ألا وهو ( ما فائدة الوجود؟ وما هو الهدف منا؟) هذا السؤال لا توجد لديهم إجابة عنه إلا بالرجوع إلى أفكارهم والتي تتعامل مع الكائن البشري ك طارىء مُستحدث على الوجود مما جعل الإنسان تبعاً لنظرياتهم كائن وحيد لا صلة بينه وبين أي كيان ميتافيزيقي (يقصدون الله أو أي علة عليا ترجع إليها الأسباب) وتبعاً لوجهة نظرهم فإن الإنسان هو الوحيد القادر على تحديد هدف يعيش من أجله بلا تطلع نحو غاية عليا وظهرت المدرسة التجريبية لتضع نموذجاً قاسياً يُمكن تلخيصه في أن الإنسان رب نفسه وهي محاولة يُمكن القول بأنها إستعلاء على العلم الذي هو في نظر نفس المدرسة (اله لا يمكن تصور الوجود بغيره) أي أنهم في محاولة لاثبات كينونة الإنسان المتوحدة لجأوا لأن يجعلوا منه الها.
وبالرجوع إلى الشيوعية أو الرأسمالية ومسمياتها المتعددة فسنجد أن هناك (حزمة أخلاقية) لم يتم اثباتها علمياً تبعاً لمناهجهم بل هي نتيجة التطور التاريخي في نظرهم والتي لا يوجد أي منهج فكري تحدث عنها من قبل سوى (الأديان) وهذه الحزمة الأخلاقية كانت في يوم من الأيام هي السلاح الذي قضت به الرأسمالية (المزيفة) على الشيوعية ( الرعناء) .وبنظرة عميقة في المناهج الإقتصادية في الرأسمالية أو الشيوعية نجد أن المنهجين خرجا من بوتقة واحدة ولكن بدلاً من ان تكون الدولة ذات طابع اشتراكي لفترة من الزمن لحتى تنتقل إلى طابع رأسمالي أو العكس فإن أصحاب الإتجاهين لا يرون صلة مطلقاً مع انهم يؤمنون بالتطور!..أرى أن النظم الشيوعية أو الرأسمالية هي نظم لا طائل من وراءها إن هي لم تراع الظروف التي تعيشها الدولة أو أفرادها..وبالبحث الجيد نستطيع استخلاص المنهج الشيوعي القويم والمنهج الرأسمالي القويم وحينها لن نجد أي اختلاف بين هذه المناهج وبين المعتقدات الدينية (وهنا أتكلم عن الإسلام وبعض الديانات الأخرى لأن هناك أديان تُملى على أصحابها نماذجاً معينة بعينها كاليهودية)..وأرى أن الإنسان الحديث هو في مرحلة ما بعد الثورة الحقيقية التي كان عليه أن يبنيها بظهور النموذج الإسلامي القويم (ولا أتحدث هنا عن إخوان مسلمين أو سلفيين أو سنة أو شيعة ) وإنما أتحدث عن الإسلام كمنهج فكري يتيح لأصحابه لا الدخول تحت راية الشيوعية أو الرأسمالية بل الوصول إلى استخدام هذه المناهج في التوقيت المناسب..أما عن المدارس الشيوعية والمدارس الرأسمالية فهناك الكثير والكثير من الأمور التي تحتاج إلى نقاش طويل .
.
تحياتي للجميع

محمد شحاته حسين