ساعات الجد الواقعي إن كل نشاط وحركة ( جـدّ ) في الحياة لهو أقرب إلى( اللهو ) والبطالة إن لم يكن في سبيل مرضاته تعالى فما يمنّي به بعضهم نفسه بأنه مشغول طول وقته بالبحث العلمي أو التجارة أو عمران البلاد أو سياسة العباد أشبه بسراب يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا وذلك فيما لو إنتفى قصد القربة الذي يضفي الجدية على كل سلوك وقد ذكر القرآن الكريم الأخسرين أعمالاً بقوله : ( الذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا ) ورأس ساعات الجد هو ساعة ( الإقبال ) على المولى بكل أركان الوجود وذلك في الصلاة وغيرها ومن ساعة الجد هذه يترشح الجد على الساعات الأخرى من الحياة وقد بيّن أمير المؤمنين علي (عليه السلام ) في كتابه إلى واليه على مصر مالك الأشتر موقع الصلاة من الاعمال بقوله : ( واعلم أن كل شئ من عملك تابع لصلاتك واعلم أنه من ضيع الصلاة فإنه لغير الصلاة من شرائع الإسلام أضيع ) حميد عاشق العراق 4 - 11 - 2012