عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
10

المشاهدات
5181
 
محمد الخُضري
إعلامي وأديــب سعـودي

محمد الخُضري is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
384

+التقييم
0.09

تاريخ التسجيل
Jan 2012

الاقامة
Riyadh Saudi Arabia

رقم العضوية
10800
11-02-2012, 12:47 PM
المشاركة 1
11-02-2012, 12:47 PM
المشاركة 1
افتراضي العودة إلى أبجدية التاريخ
العودة إلى أبجدية التاريخ

أعلم أن حالك ك/ حالي
وأعلم أنك مثلي ... معلَق بين السماء والبحر
وأعلم أن أن وجعك يضاهي وجعي ... وجرحك أشد إيلاماً من جرحي

يا صاحبي ...
كلانا يدرك أنه ليس الأول .... ولن يكون الأخير
كما أدرك أنك لم تستوعب الصدمة الأولى ... حين ابلغتك أنني رجل لا أحفظ التاريخ جيداً إلى أن أتت وعلمتني أبجدية التاريخ ... علمتني أن الحروف التي يكتب بها التاريخ ليست مثل حروف الأبجدية التي نكتب بها كلماتنا الإعتيادية ... بل أنها مثل الحروف التي تكتب بها القصيدة.
فلماذا اشتعلت نيرانك ... وأجَ لهيب غيظك ؟ ما يثير حيرتي أنك تعلم أن كثير من الطحالب والطفيليات كانت تنمو فوق سورها ... وتعلم أن هناك الكثير من الأدعياء والفضوليون ... يحومون حول سورها ويدعون وصلاً بها ...وانهم يقفون أمام نوافذها وعلى عتبات أبوابها.
فلم استفاقت غيرتك بعد أن علمت أنني آخر القادمين لشواطيء موانئها ... وإنني آخر الواصلين إلى بوابات قلبها ؟
لماذا أصبت بالهذيان ... والخوف والتوجس مني ؟
وهل انا إلا مثلك ومثل لآخرين ... !؟

قد ألتمس لك العذر يا صاحبي ... لأنك تدرك أني الأكثر قرباً بين حدودها وحدود السماء وانني أقرب لها من أعتى موجة في بحرها النازف بدماء قلبها الموجوع
وربما لأنك تدرك أننني أكثر وساامة منك ومن الآخرين
وأنني أجيد التحدث بلغتها ، وليس بلغة الإشارة كما تفعل أنت والآخرون
وربما يا صاحبي ... لأنني الأكثر تمرساً منك ومنهم في مسائل الورد ... ومشاكسة العصافير ، والركض فوق مروج الياسمين ... والنوم في حضن حمامة

تعال أنت والآخرين ... تعالوا نستفتِ قلبها
وتعالوا نتساءل من الذي استطاع أن يأخذ قلبها في عز النهار وتحت عيون الشمس ... بينما أنت وهم تتثاءبون فوق أسرَة نعاسكم
ولنسألها ... من كتب لها أحلى الكلام ؟
من عانقت كلماته آهات قلبها المجروح ؟
من الذي جفف مياه النهر ... وأحضرها لها لكي تغسل بها عينيها ؟
ولنسألها ...من الذي جمع لها آنية الورد ... ومن الذي دلق قوارير العطر على ثدميها ؟
ومن الذي كان يقف أمام شرفة صباحاتها ليراها حين تطل على الدنيا وتلقي تحية الصباح ... بكلمتين لا أكثر ...!
ولنسالها من الذي الذي حفر على بوابات صمتها كلمة ... أحبك ؟
من ... ومن ... ومن ؟؟؟
ألست أنا ... !؟
إذن ... فأنا جديرا أن أكون خيارها الأول والثاني .... والعاشر... وحتى الخامس بعد المائة
وهل خطيئتي أنني كنت آخر الواصلين ... واول الرابحين ...؟
يا صاحبي ... لا تعتب علي ، فأنا لم أسرق منك جوهرتك الثمينة ... وأنا لم أفقأ عينك وأخطف بصرك ...

أنا يا صاحبي أتيتها بحقيبة مملؤة حب ... وعطر
وصورة بالألوان لقلبي ... تظهر كل تفاصيله الدقيقة ، وأتيتها بكتاب شعر صغير ، وبعض الأغاني القديمة.

يا صاحبي ... تأكد أنني لم أسط على حديقتك ... وأنني لم أقتحم بوابات قلبك عنوة ، وأنني لم أسرق منك مفاتيح عمرك
ولكنها ... هي التي سرقتني منك ومنهم ومن الدنيا بما فيها ... ومن فيها
وهي التي قررت أن تنام فوق صدر قصيدة عشق قديمة
وهي التي اختارت أن تسكن في حدقات عيني
وتتكيء على وسائد قلبي
وهي من قررت أن تعود للصفحة الأولى من كتاب التاريخ ...
وهي من فررت أن تتهجأ... أبجدية التاريخ.
وأنا معها .

"البستاني"


محمد الخضري