عرض مشاركة واحدة
قديم 08-26-2010, 04:08 PM
المشاركة 261
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
إيليا أبو شديد

ولد الشاعر الرفيق إيليا أبو شديد في بلدة المطيلب في 26 تشرين الثاني عام 1934 . باكراً ، وهو طفل في الرابعة من عمره ، فقد أباه ، ثم خسر والدته التي تزوجت ثانية من السيد حنا ملاح ، من الفريكه ، فاعتنى به عمه بطرس أبو شديد.

دراسته الأولى في مدرسة الناشئة الوطنية في الفريكة لمؤسسها ومديرها الأديب والمؤرخ الرفيق جورج مصروعة ، ثم تابع دراسته في معهد الرسل في جونية ، حتى إذا بلغ السادسة عشرة من عمره غادر عام 1950 إلى غانا ليعمل في التجارة ، كالكثيرين من أبناء المتن الشمالي الذين وجدوا في شاطئ الذهب (3) مجالاً جيداً للربح ، ومنهم رفقاء كانوا سافروا إليها في الثلاثينات وأسسوا أعمالاً ناجحة ، أمثال الأمناء أسد الأشقر ، أمين الأشقر ، نسيب عازار ، منصور عازار ، ورشيد الأشقر (4) .

في شباط عام 1953 اقترن الشاعر أبو شديد من السيدة رينيه يوسف عازار وانجب منها صبياً وأربع بنات (5) . إلا أنه خسر طفله وليد رضيعاً في حادث مأسوي في غانا .
عام 1964 غادر الرفيق أبو شديد غانا واستقر في لبنان ، بعد أن كان زاره في العام 1955 . عام 1966 أصدر مجلة أدبية باسم " المواسم " قال في افتتاحية العدد الأول منها ، الصادر في آذار 1966 :
" كنت في الخامسة عشرة من العمر يوم غادرت لبنان مغترباً في غانا حاملاً طموح الشباب في صدري وحب المغامرة في عيني ومسحة يتم باكر على وجهي . وفي غانا استقبلني الرجل الذي احتضنني طفلاً . استقبلني فاتحاً لي ذراعيه وقلبه وبيته وفي دفء حنانه ، في ألفة محبته وعطفه ، أحسست أن والدي تجسد حياً في شخصية أخيه .
خمس عشرة سنة من عهد الفتوة والشباب أمضيتها في غانا كادحاً مجتهداً صديقاً للغانيين ، وهم من أقرب الناس إلى المصادقة وأجدرهم بالمودة الصافية .
وما كان هذا الاغتراب الطويل وهذه الصداقة ليبعداني عن الجو الأدبي في لبنان ، فأصدرت تباعاً أربع مجموعات شعرية " ندم "، و " ثورة " و " ليالي النار " و " بنات العشرين ". وها أنا في لبنان منذ سنة وقد عدت إليه نهائياً تلبية لما كان في نفسي من الحنين إلى أرض الجدود طوال مدة الاغتراب . ومنذ سنة ، ما برحت في الجو الأدبي الذي أحب ، ما برحت في صميمه ، أراقب ، وادرس ، واقارن ، وأفاضل ، فإذا بي على شفير الخيبة الكبرى .
لقد هالتني أصوات المهرّجين باسم الأدب هنا ، وصيحات الممثلين باسم الفكر هناك وقهقهات الدجالين باسم الفن هنالك ، هالني ما رأيت ولمست من فساد الذوق وضياع القيم وتهافت السخفاء على التفاهة . فعاهدت نفسي على القيام بمحاولة ما .
وها أنا في هذه " المواسم " الجديدة وبمن لها ومعها من أصحاب الفكر والقلم ، حرب على الكرنفال المستشري في دنيانا الأدبية .
حرب على ما فيه من أقنعة ومقنعين يسيرون بألف لون ، وألف نغمة ، وألف أسلوب . يسيرون ويسيرون إلى حيث لا نحن ندري ولا هم يدرون " .
لذا كان طبيعياً أن تزخر أعداد " المواسم " بكتابات عديدة لقوميين اجتماعيين ، وجدوا فيها إحدى المنابر التي أمكنهم أن يطلوا منها على الرأي العام ، في مرحلة صعبة من تاريخهم تلت الثورة القومية الاجتماعية الثانية عام 1961 .
من الذين كتبوا فيها ، نذكر على سبيل المثال ، الشاعر والأديب محمد يوسف حمود ، الأمينة هيام نصرالله محسن ، الأديب جورج مصروعة وكان مديرها المسؤول ، الشاعر الأمين عجاج المهتار ، الأديب والكاتب الياس مسوح ، الأمين أسد الأشقر (باسم سبع بولس حميدان) الأمين منير الشعار .
توقفت مجلة " المواسم " عن الصدور في تشرين الأول 1966 بإنذار من وزارة الأنباء بسبب جرأة مواقفها وحرية أفكارها .
عاد الشاعر الرفيق أبو شديد إلى غانا عام 1978 بسبب الأحداث التي عصفت بلبنان ، ثم غادرها في العام 1981 ليستقر نهائياً في وطنه .