الخسارة الدائمة إن الإنسان يعيش حالة خسارة دائمة إذ أن كل نَفَس من أنفاسه ( قطعة ) من عمره فلو لم يتحول إلى شحنة طاعة لذهب ( سدىً ) بل أورث حسرة وندامة ولو عاش العبد حقيقة هذه الخسارة لانتابته حالة من الدهشة القاتلة ! فكيف يرضى العبد أن يهدر في كل آن ما به يمكن أن يكتسب الخلود في مقعد صدق عند مليك مقتدر ؟ ! وقد ورد في الحديث : ( خسر من ذهبت حياته وعمره فيما يباعده من الله عز وجل ) والملفت حقا في هذا المجال أن كل آن من آناء عمره حصيلة تفاعلات كبرى في عالم الأنفس والآفاق إذ أن هذا النظم المتقن في كل عوالم الوجود - كقوانين السلامة في البدن و تعادل التجاذب في الكون - هو الذي أفرز السلامة والعافية للعبد كي يعمل فما العذر بعد ذلك ؟ وإيقاف الخسارة في أية مرحلة من العمر -ربح في حد نفسه -لا ينبغي تفويته فلا ينبغي ( التقاعس ) بدعوى فوات الأوان ومجمل القول : ( إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما ] . حميد عاشق العراق 30 - 10 - 2012