عرض مشاركة واحدة
قديم 09-10-2012, 09:56 PM
المشاركة 10
محمد جاد الزغبي
مستشار ثقافي

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
يا سبحان الله !!
حق لنا والله أن نتعجب على حالنا كمثقفين عرب ومسلمين ..
أريد أن أفهم بالله عليكم ما هو موقفنا من الإسلام بمصادره المعصومة القرآن والسنة .. ما موقفنا منهما بالضبط فى اكتساب المعرفة والتثبت واليقين والجزم بحلول القضايا الفلسفية والفكرية ..

يسأل أخونا الكريم ـ وليسامحنى على حدة اللهجة ــ فيقول :
يقول فرويد ان الصراع الاساسي الذي يحركنا هو صراعنا مع المجتمع الذي يحاول كبح سعينا لتلبية رغباتنا الجنسية!
- بينما يقول دارون ان الصراع الاساسي الذي يحركنا هو صراع البقاء!
- اما ماركس فيقول ان المحرك للتاريخ كله هو الصراع الطبقي!
- وتقول الاديان السماوية ان الصراع الاساسي هو صراعنا مع الشيطان!


ما شاء الله !
هل جعلت ما تقوله الأديان السماوية المعصومة ــ مع تحفظى على كلمة أديان ــ جعلتها جنبا إلى جنب مساوية لأقوال الملاحدة الذين لا زالوا حتى اليوم فى معترك الفلسفة المعروفة بفلسفة الإلهيات يستنبطون بالعقل وحده دون شريك حلولا للقضايا الغيبية التى هى بالقطع لا يتم حسمها إلا بالعقيدة الصحيحة ..
وليت أن الأمر اقتصر على ذلك ..
بل رأيتك تفضل قول فرويد وتعود بالسبب الرئيسي لصراع الحياة إلى الجنس !!

القضية ليست فى المفاضلة بين أقوال الفلسفة وأقوال العقيدة السليمة فحسب ..
بل القضية الكبري تكمن فى أننا نحن المسلمون أهملنا مصادرنا التى هى بالقطع أثبت المصادر وأجدرها بالإهتمام وطفقنا نلهث وراء فلسفة أقل ما يقال عنها أن فلسفة الحيرة التى لا يقر لها قرار
ووالله لقد طالعت أقوال من يمجدونهم ويعظمونهم من فلاسفة الغرب فما وجدت فيها إلا رث العقول التى تجاوزت حدها فخاضت فيما لا يستطيع العقل البشري أن يخوضه بعد أن تجاوز حدوده وسعي لاثبات الغيب بأمور الواقع !

وهو الفخ الذى وقع فيها الفلاسفة المسلمون من عصر المعتزلة على يد واصل بن عطاء وأحمد بن دؤاد والجاحظ وبن سينا وغيرهم ووصولا إلى العقاد والتفتزانى وغيرهم فى العصر الحديث ..

وأنا أسأل السؤال المنطقي البسيط
هل يجوز لنا كمسلمين شهدنا شهادة الإسلام أن ننقض هذه الشهادة ونزيح جانبا ما أقره لنا الله سبحانه وتعالى عن حقيقة الصراع بين الخير والشر ودور الشيطان والنفس فيهما , نترك كل هذا
ونعود بالقضية إلى حالها الأول وكأن القرآن والسنة لم يحسما الجدل فيها وانتهى الأمر
ثم لا نكتفي بذلك بل نفاضل أقوال الفلاسفة على أقوال خالق الفلاسفة !
والسؤال ما حاجتنا لخوض صراع فى قضية فكرية محسومة ؟!
هل فرغت القضايا كلها من الحلول فلم نجد ما نملأ به وقت فراغنا إلى إعادة الجدل فى نفس القضايا وتجاهل الحلول الجاهزة لها ؟!
وما هى الفائدة التى يمكن أن تعود علينا من جراء ذلك ؟!

هؤلاء الخائضون فى فلسفة الحيرة ممن لا يؤمنون بغيب أو بإله ولا يصدقون إلا ما تملسه عقولهم وأيديهم ..
هل نحن حقا بحاجة إلى اقتباس أفكارهم والخوض فيها ؟!
مجرد سؤال

والإسلام هو أبلغ الديانات التى دعت العقول إلى التفكر وفى نفس الوقت نهت هذه العقول عن الخوض فى قضايا الغيب وطلبت إلينا النصوص الصريحة القاطعة أن نلتزم هذا النهى ونطلق العقل فيما دون ذلك من قضايا ..
خوف الضلالة وخوف البدعة وخوف الإلحاد ..
فلماذا نجد الصعوبة فى أن نطلق العقول فى مجالاتها المسموحة ونتعمد الخوض في الهلكة .. ؟!

قضية كبري تستحق إجابة وتستحق حلا يهدى حيرتنا وحالنا
والله المستعان