الحقيقتان المتمايزتان عندما يترقى العبد في سلم التكامل يصل إلى درجة لا يرى في الوجود إلا حقيقتين متمايزتين وهما وجود ( الحق ) وما يرتبط به ، ووجود ( الأغيار ) وما يتعلق بهم .. وكل ما سوى الحق له لون واحد متسم بالبطلان ، وإن لم يكن كذلك في النـظر القاصر إذ أن كل شيء ما خلا الله باطل . فمثلا الالتفات إلى ( الـذات ) وإلى ملكاتهـا الفاضلة ، وإلى ( العبادات ) الصادرة منها ، يُـعدّ التفاتا إلى ما سوى الملك الحق المبين شأنه في ذلك شأن الالتفات إلى باقي أفراد المتاع الباطل إذ أن كل ما ذكر من الأغيار ، أفراد لحقيقة واحدة ، في مقابل الحق المتعال . فالالتفات إلى غير الحق له أثر واحد ثابت ويترتب عليه أثر الإعراض عن الحق بدرجة من درجات الإعراض عن الحق وإن كان المُلتَفَت إليه حسنا في حد نفسه ، كالصالحات من الأعمال والزاكيات من الأفعال . حميد عاشق االعراق 3 - 9 - 2012