الى رفيقة غائبة !!
==========
حسام الدين بهى الدين ريشو
==============
يارفيقتى الغائبة
ماذا فعلت بك الأيام ؟
أنا مازلت أتحسس الحياة في ذات الفضاء الذي غيبك عنى
في الضحى أقرأ أوراقك ..
اليوم كانت المطالعة الأولى بعد انتهاء الزمن
في المساءات أعانق طيفك
أبلل خياله بدموع الوحشة
مازال قلبي يخفق من أجلك
وما زالت مقلتاى تبحث عن صورتك
وتأوهاتي تعانق الرياح لعلها ترسو في حديقتك
الحرف لم يعد كما كان بيننا
ارتدى عباءة الغيوم
ينكأ في النفس جراحا
ويكشف من القلب ندوبا
والجراح لا تود أن تتخثر !!
أليس غريبا أن يشق الفقد طريقه بين كآبة الكلمات ؟
لايزال الغرام الذي أشعلنا يوما وبذر جمر العشق في قلبينا
يلح في السؤال :
أينا الجاني ؟
وأينا الضحية ؟
أم أننا معا كنا ضحية ؟؟
لأسوار الغباء على شرفات قلبينا ؟؟
يارفيقتى الغائبة
حول حروفي أينما نثرتها تحاصرنى حروف نساء أخريات
تختبئ فيها معانيك
ويتوارى خلفها وجهك
فهل لكل النساء حكايات كحكاياتنا ؟
أم أنك كنت النساء جميعا في مناجاتنا ؟
حائر أنا يارفيقتى
بين الذكريات المترنحة خلف سحابات الغيوم
وبين سراب الصدى في حاضر يهز انكساري
يجدد رسم وجهك على صدري
ويرسم من جديد صورتك في مقلتى
لماذا يارفيقتى صار الحب ملاكا سقيما ؟
وشراب الشفاه كأسا عقيما ؟
والأشجان في قلبي تعزف لحنا حزينا
تراقصنى فيه رقصة الموت سَحَرَاً وأصيلا !!
ألأنهما كانا موعد نوارس رسائلنا
تحكى الغرام وقد تبتلت تبتيلا ؟
بالأمس لما حاصرني سراب الصدى
عزف الأمل في كبدى ضنى
أتُراكِ عُدتِ تتوكئين على ذاك السراب ؟
وقناع على وجهك من سنا
يارفيقتى الغائبة
وحق ماكان بيننا
حبا
فرحا
غضبا
وخصاما ثم عودا أجملا
لا تجيبينى نثرا أو شعرا
فالحرف لم يكن بيننا جوابا شافيا !!
رغم انه يرافقنى منك
كتاب صغير لحرائق القلب مُشعلا
وزقزقة حروف تعزف لحنا أهدأ
وزهرة تنام بين دفتيه
كاغفاءة مقلتيك سِحرا آسرا
وأنا وحدي المستيقظ بين أوراقه باكيا ومؤملا
لعل كتاب وليد يدق شرفة جداري
حاملا من جديد
شمس النهار وشذى منك مجَددا !!