لن يكون وداع !!
=======
حسام الدين بهى الدين ريشو
==============
كانت أول همسة كلمات عبر الهاتف .. تسأل عنه
وجاء الصوت الذي يحملها انثويا
أشبه بتلامس حبات اللؤلؤ
أو خرير مياه صافية في جدول رقراق
ناعما ... أخاذا كنغمة هادئة
متهدجا كمناجاة صوفي مبتهل !!
وعانق الصوت أذنه في حنان لم يألفه
زادت من روعته خفقة فؤادها التى سمعها بروحه
وعندما التقي بها منفردين بعيدا عن جمع الزملاء في فريق العمل المشترك رآها جيدا
كقمر يتهيأ لليلة تمامه
يرسل أشعته الفضية ليغمر الكون كله
وتخللت أنوارها مشاعره وأحاسيسه مع الأيام
كان عطرها عبيرا غامضا
وكأنه صيغ خصيصا من أجلها
ومع أن ابتسامتها كانت ممزوجة بحزن دفين الا أنها زادت من روعتها .
وانهمرت دموعها وهى تحكي له قصتها مع شبيه الرجال الذي خدع مشاعرها وعواطفها قبل ان يقيدها بذلك الخاتم الذي في يدها
الا ان حياتها معه صارت جحيما لا يطاق
وتعددت اللقاءات ؛ فقص هو الآخر فجيعته في أنثاه التى تصور أنها ستكون نبع مودة ورحمة
ففوجئ أنها قطعة من ثلج تفصل بينه وبينها آلاف الحواجز!!
واكتشف كل منهما أنهما مخلوقان على شاكلة واحدة
يركضان في صحاري اليأس
يتشظى كلاهما من تصرفات رفيقه
وبدا الاثنان وكأن القدر قد رتب لقاءهما ليمحو ما ارتكبه في حقهما بعد أن أوشك أن يسرق زهرة عمرهما
فهبت عليهما رياح حب وليد أخذت تتدفق الى وجدان كل منهما
كانت مسكونة بكبرياء الأنثي وتواضع العاشقة وهى تهمس له :
كنت أبحث عنك
فأجابها :
وكنت أنتظرك !
كان التحدي أمامهما .. هل يمكن أن يتخلص كل منهما من قيده ؟
ويتحرر من أغلاله التى تكبله ؟
ليجددا العاطفة الوليدة التى ضمتهما في نارها ..
رجاء لا يخبو
يسافر بهما الى الأمل
هودجا يحملهما معا
اشتياقا الى غد موعود
محبة ومودة !!
ومع يقين بأن دمع العشاق حلال عاشا في تيه الحيرة ؛ فقالت له :
لك كل ما أملك .. روحى وخفقات قلبي
نظرات عينى وهمسات شفتى
لمسات يدي وارتجافة فؤادي عند سماع صوتك
لا اريد منك الا املا واحدا اذا مزقنا الفرق بأنيابه
اذكرني
اذكرني مع كل دقة قلب
مع اشراقة كل شمس جديدة
مع نداء كل طائر ميل
عند ضحكات كل طفل صغير !!
فاذا لم تذكرني فاعلم يقينا لا يخبو ان قلبي وروحى لديك ومعك
لن أنساك أبدا حتى آخر العمر
ياعمري الجديد وياصباي الوليد
فقال لها :
كيف أنساك ياحاضرة لا تغيب
ذلك أمر بعيد .. بعيد
فالقلب من عشقك يأكله اللهيب
وينبض على أمل التواصل في شوق عجيب
فأنت أنيسة القلب ونفحة فردوسي
ونهاري من غير حضورك الندي كالليل البهيم
وليلي بدونك يذيبنى كشمعة تحترق
يزلزل أقدامي ويهز كياني
في القلب كنتِ وستظلين
قد يكون غرامنا مسجونا !
لكننى بك أعيش مفتونا
وبحبك مسكونا
وبين اول همسة ... ونار شوقهما الحامية مازالا ينتظران
يذوب كل منهما خوفا من فراق يقتلع أمل الوصال
يذرفان الدمع وحقا ..
ان دموع العاشقين حلال !!!!