أتسافرين ؟
هكذا بلا وداع
بلا مقدمات
و تتفقين مع الزمان علي
تجلدينني بسياط قسوته
و تشدين على يديه و هو يصفعني
تتآمرين مع ألمي
و تعزفين على إيقاع الجرح لحن تعذيبي
ترحلين و قلبي في حقائبك
تتقاذفه رياح البعد
و تلوكه أظافر الغدر والنسيان
تغادرين غير آبهة بلواعج الذكرى
و صرخات الحنين
و تزرعين اليأس فوق سنابل الأشواق
تتركينني على فراش الوقت منتظرا
وحيدا تائها
بلا نبض و لا اسم و لا عنوان
أيتها الراحلة بنبض قلبي
الماكثة بين مسامات يدي
أقتلت عهداً لم يزل في مهده
أم أنني ما زلت في غيبوبة أهذي
يغالطني الوهم مراراً و يخدعني
يدس تحت وسائدي أرقاً و يسوق أعذارا
تسرقني الأفكار تنهشني
فأجدني أسبح في بحر هذيان لا يستوعبني
يدنو سقف غرفتي من رأسي
و أكتوي بلهيب ألف ألف سؤال
متمسكاً بخيط أمل أوهى من خيوط العنكبوت
و سقف التوقعات في داخلي يتداعى
أعاتبك بجفاف حلقي
و غصة تبتلعني
بدمع في العين حائر يرتجف
و أنين يلهو في خلجات صدري
و كلما راودتني حقيقة غدرك
ينهرني طيفك
تزجرني ملامحك العالقة في وجداني
و ابتسامة لطالما ظننت أن الشمس من عبيرها تشرق
لا شيء يمكن أن يرثي فجيعتنا
و ضحكاتنا و ذكرياتنا
إلا هروب سقيم بلا اتجاه
و قلم عقيم يخط رسائل موت و وصايا ألم