الموضوع: الفلاح
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-07-2012, 03:21 AM
المشاركة 6
الفرحان بوعزة
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
اختلطت أعماقه بالظلام ، صار أعمى ...
كان يترنح ، يتضور ، يدور هائما ، وقبل أن يستغيث استجاب للمنادي ...سجد سجدة فرأى الفجر ، سجد أخرى فاستعاد البصر كاملا ، وحين سجد الثالثة صار البصيرة فاستراح.
**********************

الأخ الفاضل والمبدع المتألق .. لحسن ملواني .. تحية طيبة ..
قبل أن يولد الإنسان كان يعيش في ظلام حقيقي ،ولما خرج إلى الحياة وجد النور أمام عينيه ، وبطل القصة هو رجل يبصر ويرى وليس أعمى ، ولكنه كأي إنسان قد يصاب بعمى النفس والقلب والفكر .. والظلام الذي اختلط في أعماقه هو ظلام الطريق التي سوف يسلكها ، بطل يتوق للنجاة وعتق النفس من الانحراف والتيه واتباع شهوات النفس .. فأصبح محتاجاً لمن يرشده ويخرجه من حيرته .. فكان من البطل أن وقف في بقعة من الظلام النفسي ليتأمل نفسه وذاته وسلوكه وأفعاله .. كأنه أصيب بعمى مجازي لا يستطيع أن يتبين الطريق السوي ..
وضعية مقلقة شغلت البطل ، شخصها السارد بفنية أدبية متميزة عن طريق أفعال المضارعة / يترنح / يتضور / يدور هائماً / وهي أفعال تدل على الحركة والإنجاز .. كأن السارد يضخ حياة جديدة في النسيج السردي للنص .. وضعية الانفعال والتوتر هذه دفعته إلى إنجاز حركة أخرى وهي الاستغاثة وطلب العون ،دلالة عن فشله في تغيير مسار حياته بنفسه ..
سجد سجدة فرأى الفجر / سجد وأطال ، دعا وألح ، فتدرج في مراتب النور ، /الفجر / استعادة البصر / تحول إلى بصيرة يهدي نفسه وغيره /
عرف السارد كيف ينظر إلى الآية الكريمة / بل الإنسان على نفسه بصيرة / سورة القيامة /الآية : 14 حيث وظف دلالتها بفنية أدبية تنم عن حس أدبي متميز دون أن يشير إليها ..
نص جميل يدخل ضمن القصة / الومضة التي تتميز بالدلالة الغنية والاقتصاد اللغوي .. جميل ما كتبت أخي لحسن ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..