ليس وداعا..
ذات اللحظة التي افترضت فيها حياةً مليئة بالشغب ...و المسرات تحيط بك
، تيقنت أنها تحيط بك فقط! فيما تعيش أنت في بؤرة هالتها
تصاحبك الوحدة و تسكنك وحشة حزن لا ينتهي ..
أدري أنك دربت أصابع روحك العزف المنفرد
و أيقنت أن ذلك الحزن العميق الساكن قلب المقلة ليس جديدا ..
كم أنت وحيد!
كم أنت حزين!
و كم أحبك!
ليست تلك للتعجب و إنما سؤال أو بضعة أسئلة أعرف أن الإجابة عليها نفيا أو إيجابا ممكنة لكنها غير متيسرة .
ستهرب مني بصمت يدخر الكثير من الكلام و التفصيل..
و لن أيأس و أعدك بدلال طفلتك الجديدة
سأفكك شيفرات صمتك و صدك ووحدتك.
فأنت للآن لست تعرف كم تسعدني تلك التفاصيل الصغيرة التي سمحت لي أن أشاركك إياها ..
ابتداء من رائحة العطر و حتى فنجان القهوة و أصابعك التي شبكتها في عروة روحي فغمرتها بالدفء و المطر..
و أنت حتى الأن لست تدري أنني سيّجت حواف الذاكرة التي جمعتني بك
لأعتقلها هنا إلى الأبد حديقة سرية أتفيأ روحها و ريحانها كلما غلبتني أحزاني.
ليس هذا وداعا.
نعم ..
لا غرابة في هذا فنحن نملأ جعبتنا بالأكثر أملا في لحظاتنا الأكثر ألما ..
أنتظرك عند مفترقات الطرق يقينا
و عندما يعطيني بائع الرمل تذكرة عبور نحو الحلم الـ غمس في شذى ذاكرة صنعتها بك.
بيروت 28/6/2012 السادسة مساءً
ريم بدر الدين بزال