الموضوع: الدُّرُوب
عرض مشاركة واحدة
قديم 08-24-2010, 11:21 PM
المشاركة 2
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • موجود
افتراضي

(5)



أعيـشُ في داخـلــي


وحـيــــــــداً


هادئاً حَزينا



تنبعُ البراكـيــنُ في


وتعـتصِرُنِـــــــــــي



عالــمٌ حد يـــثٌ


مليءٌ بالأجهزةِ والآلاتْ


يغتالُ سعادتَــنا


يغتالُ ماضيـــنا


ويحيُلُنا مَعَـــــهُ


نوعاً منَ الآلاتْ



مابالُه ماضيــنا ! . . .


كمْ كـــانَ جميلاً


وكمْ كانَ مجيـداً



كــانَ بطيـئاً يناسبُـــنا


وصارَ سريعاً يهشّمُنا












(6)



لماذا الركضُ ! . . .


لا أعلمْ . . .


لماذا القفزُ على الدربِ . .



لماذا من حيا تِنـا نقـلقْ


وإن نُمنــــــا فـلا نـنعـمْ



ولماذا أخذتْ ضَحكا تُنا


لـونــــــــــــاً أصــــــفـرْ



ولمـــــــاذا تكـــــاثـرتِ


الـكراهيـّـــــــةُ فِينـــــا



لا أعلمُ . . .


أبداً لا أعلمْ



لمـاذا حسّـادُنا زادُوا


لماذا مبادئُنا هُتكــتْ



صّدقنــــــي . . .


إنّي لا أَعلـمْ



لماذا غطّت رائحــــــةُ الوحلِ


في الحقــلِ على زقزقةِ الطيرِ




لا أَعلـــــــمُ


أبداً لا أَعلمْ



هل أنّيَ قد جُنـنتُ


أم أنّي أبداً أحلَــمْ








(7)



خطاباتٌ و أخبـــــــارْ


يمجّها المذيعُ بأناقتهِ


ويلفّ أقاصِي الأرضِِِ بها



موتٌ . . . و دما رْ


ظلـمٌ . . . و ريــاءْ



لماذا ثُكلت تلكَ الأمُُّ


بدونِ هدفٍ


وبِلا معـنى



ولماذا شعبٌ يتمزّقْ


وسـنــــواتٌ


قـد حُــــرمَ


من الَّرحمة




ولماذا صارت مدارسُنا


أوكـــاراً للجهـلِ


وفـنونِ الغفـــلةِ



لا أعـلـمُ


إنّـي لا أعـلـــــمْ



(8)



ليس لنا إلا الصّــبـرُ


ليس لنا إلا الخَــيْــرُ



قد ينبتُ العـُــــــشبُ


بعد الهشيمْ



قـدْ يظـهـُر الفَـجــــرُ


بعدَ الظــلامْ






قد يظـهـرُ في المَدَى


أ فـُــــــــــقُ



قـدْ تـبـدو ا لبَــــسمَةُ


بعــدَ ا لـعـــويــــــــلْ



قــدْ نـَرى أحـفادَ نـــا


با لسـّــعادةِ يَـرتَعونْ



قـــد نَنعـمُ يـومـــــــاً


بالـعـدلِ وبالـتخـمــة



(9)



هكذا قد حيكَ القدرُ لنا


ليــسَ لـنا إلا الصـبــرُ


ليــسَ لـنا إلا الخـيـــرُ



لماذا هكـــذا كُنّــــــــــا


كيـفَ مـرّتْ مصائُرنــا


كـيفَ دارتْ دوائُــــُرنا


وكيفَ الأتراحُ تلاحِقُنا


دومـــــــــاً دومـــــــــاً


إلى القـــبـِر . . .



لا أعـلــــــمُ


أبداً لا أعلمْ . . .




** أحمد فؤاد صوفي **