عرض مشاركة واحدة
قديم 07-15-2012, 01:12 PM
المشاركة 27
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • موجود
افتراضي
الأستاذة هند الطاهر
بخصوص ما ورد في مداخلتك حول مشروع" برناردلويسصاحب اخطر مشروع في هذاالقرن لتفتيت العالم العربي والإسلامي من باكستان إلى المغرب"


- على الأرجح هذا هو المشروع الذي تسعى الدول الغربية لتنفيذه وبهدف إبقاء المنطقة تحت السيطرة والنفوذ نظرا لما تحتويه من ثروات ونظرا لموقعها الاستراتيجي.

- طبعا لقد أصبح هذا المشروع مهم جدا بالنسبة للغرب بعد استشراء الأزمات المالية, فصار لا بد من إعادة السيطرة على مناطق تحتوى على ثروات ضخمة مهما كلف الثمن. يعني استعمار جديد لكن له شكل مختلف عن الاستعمار التقليدي.

- إخراج هذا المشروع من إدراج الدوائر المخططة لاستمرارية الرأسمالية وحل أزماتها لا يعني ولا بأي شكل من الأشكال أنهم هم الذين أشعلوا نار الثورات العربية والأرجح أنهم تفاجئوا في حصول هذه الثورات.

- لا بد أنهم استشعروا خطر ما يجري خاصة إذا ما أدى إلى تشكل مارد عربي يمتلك كل مقومات الحياة وكان لا بد من محاولة إجهاض هذا الكيان الذي اخذ يتشكل، بتوحد القلوب والحناجر والهدف والذي يتمحور حول تحقيق العدالة الاجتماعية.

- لكل ذلك لا يمكننا أن نقول بأن الربيع العربي منتج أمريكي أو غربي. بل هو أزمة كبيرة بالنسبة لهم، يمكن أن تسرع هذه الأزمة في انهيارهم المالي ونفوذهم وتحلل كياناتهم، لكن، هم متدربون على تحويل الأزمة إلى فرصة، وهذا ما يسعون له حتما.

- إذا الربيع العربي يمكن أن يتمخض عن ولادة مارد عربي تهابه الأمم، ويمكن أن يتمخض عن مسوخات تكرس الطائفية والانقسام وبالتالي السيطرة الأجنبية.

- المحصلة النهائية يحكمها مستوى الوعي الذي تتمتع فيه الجماهير العربية، ومدى قدرة هذه الجماهير على إفشال المخططات الغربية.

- من هنا يمكن أن نفهم بأن وصول الإسلام السياسي إلى الحكم هو في الواقع إحدى وسائل إجهاض ولادة المارد العربي الذي سيكون عظيما بكافة مكوناته وطوائفه ومقدراته. لأن هذه الوسيلة هي الأسهل والأفضل لتكريس الطائفية والانقسامات وبالتالي إنتاج مسوخات. ولكنها لن تكون الوسيلة الوحيدة.

- لو أخذنا مصر مثالا على ما نقول لوجدنا أن المشروع الناصري ربما يكون هو الوحيد المؤهل للحفاظ على التجانس واستثمار الطاقات في كليتها للشعب المصري بطوائفه وذلك من واقع التجربة السابقة، لكن وصول الإسلام السياسي بزعامة الإخوان المسلمين افرز وخلال أيام " الإخوان المسيحيين" كواحدة من عوامل التقسيم، أي انه افرز انقسام خطير في المجتمع وسوف يهدد كيان الدولة حتما. ونظرا للمكانة التي تتمتع بها مصر فان شللها يعني وأد ولادة المارد العربي.

- سوف تتحول ثورات الربيع العربي إلى صيف ملتهب وحارق إذا أدت هذه الثورات إلى وصول حكومات اقصائية تكون عاجزة عن حشد الطاقات العربية وتوحيدها بكافة فئاتها وطوائفها ومقدراتها لتحقيق المشروع العربي الوحدوي العظيم، ليس فقط على مستوى القطر بل على مستوى الوطن العربي. لا بد من نبذ كل عناصر الفرقة وأسبابها ودعم ومساندة كل عناصر الوحدة وأسبابها ، فحتى الدول الغنية ( مثل دول أوروبا ) لم تعد قادرة على الاستمرار دون مشروع وحدوي يحفظ مصالحها. ويجب أن يتم استثمار التنوع الطائفي والمذهبي ليعمل لمصلحة الآمة ولا يكون وسيلة لتدميرها. في الهند مثلا يوجد نظام سياسي ما يزال قادر على حشد الطاقات رغم التنوع والتعدد المذهبي والطائفي الذي لا مثيل له، وفي اللحظة التي تصل إلى الهند حكومة اقصائية فسوف تنهار الدولة الهندية وتتحول إلى مجموعات من دويلات من المسوخ التي ربما تختفي عن الخارطة لاحقا.

- وحتى يحقق الربيع العربي اهدافه ولا يتحول الى صيف حارق يجب عدم السماح لاي حكومة او تيار او فئة او حزب يتبني ايدولوجيا اقصائية ويعجز عن استثمار التنوع وتسخيره كقوة بناء، من الوصول الى الحكم، وان وصل لاسباب موضوعية واجتماعية لا بد من الحفاظ على زخم الثورة والتحرك الثوري لضمان عدم انزلاق هذه الفئة فيما يؤدي الى انتاج مسوخ وبالتالي الى اضعاف الامة وموت حلم الشباب العربي في الحرية والعدالة والرفاه الاقتصادي.