عرض مشاركة واحدة
قديم 07-14-2012, 03:43 PM
المشاركة 26
ايوب صابر
مراقب عام سابقا

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
الأستاذ ماجد جابر
تقول " هو شرقأوسط جديد ، وتجزيء للمجزأ ـ ونشر للطأئفية ، نهدم بأيدينا نفوسنا ، لصالح غيرنا ،والأهداف لا تخفى على أحد.".


- كل المؤشرات أظهرت بأن الغرب تفاجأ في ثورات الربيع العربي وارتبك إلى ابعد حد في كيفية التعامل معها، طبعا لا شك انه طور إستراتيجية لاحتوائها في وقت لاحق لكن لا احد يستطيع أن يدعي بأن الثورات العربية هي تنفيذ للخطة الإستراتيجية الاستعمارية المعروفة بالشرق الأوسط الجديد.

- إن الشرارة التي أشعلت الثورات العربية جاءت من شخص يتيم مكافح ومعروف انه كان يعمل بجد واجتهاد ليطعم عائلته، ولما أصبح الموت أهون عنده من عيش الذل والقهر والحرمان وسلب الإرادة أشعل نفسه، فهو لم ينتحر لأسباب نفسية ذاتية، كما لم يكن ابدأ في خاطره أن مثل هذه الثورات سوف تنطلق كنتيجة لانتحاره. لقد كان موته صرخة ضد الظلم والقهر كانت تعتمل في حناجر وقلوب كل المظلومين. ولذلك كان من السهل انتشار النار في الهشيم، وان تعلوا الصرخات من حناجر المظلومين. وهو حتما لم ينتحر بأمر غربي استعماري كوسيلة لاشعال النار ليحقق الغرب مآربه في الشرق الاوسط الجديد، الذي سقط على ابواب بغداد كما ظهر للجميع.

- النتيجة حتما شرق أوسط جديد لكن ليس على شاكلة ما أراده الغرب بل أن هذه الثورات قلبت الأمور رأسا على عقب للغرب الاستعماري، والقوى الاستعمارية أصبح همها الأكبر والأوحد هو السيطرة على مجريات الأمور حتى لا تتمخض هذه الثورات عن مارد عربي عظيم يتحكم في أهم موقع استراتيجي جغرافي وفي أهم ثروات العالم.

- من هنا ربما نستطيع أن نفهم لماذا يندفع الغرب لدعم الثورات والتوجهات هنا وهناك ضمن ما يكرس الانقسام والطائفية ويمنع في التالي تبلور ولادة كيان موحد للطاقات العربية.

- ومن هنا نستطيع فهم الانقسام الاستعماري في دعم ثورات الربيع العربي و أسباب وقوف الصين وروسيا ضد التحول في بلاد الشام، فهو دور مكلفه به وتقوم به ضمن المخطط الاستعماري الاشمل.

- فالهدف وان خفي هو إجهاض الربيع العربي وعدم السماح بولادة واقع ثوري جديد يوحد الامة وبالتالي يهدد مصالح هذه الدول والاستعمار بشكل عام ، كونها جميعا تستفيد إلى أقصى حد من تشتت الأمة العربية وانقسامها، لتظل دول ضعيفة، عاجزة عن حماية نفسها وثرواتها، وتظل استهلاكية، تعتمد في الإنتاج بكافة أشكاله على غيرها.

- علماء النفس يرون أن الإنسان ينزع دائما ويقف ضد التغير بكافة إشكاله، ولو في أمور تتعلق به بشكل فردي، وهو يميل إلى الركون والتشبث بالسائد والمألوف والمعروف، ذلك لان التغير يبعث في نفس الإنسان خوف من المجهول، ويؤدي إلى حدوث القلق وربما الكآبة المرضية عند البعض: فكيف إذا كان التغير حركة ثورية؟

- أن ما يحدث في العالم العربي ليس هدما وان كلف الكثير من الخسائر المادية وفي الأرواح. الحية ( الافعي) تخلع جلدها في كل عام وخلع الجلد عملية مؤلمة للغاية، لكنه بمثابة ولادة وتجديد... وثورات الربيع العربي هي حتما ولادة للمارد العربي العظيم.