الإحتفاف بالشهوات والشبهات كما أن عالم القلب محفوف ( بالشهوات ) التي تخيّم على القلب فتسلبه إرادته ، فكذلك عالم الفكر محفوف ( بالشبهات ) التي تحوم حول الفكر فتسلبه بصيرته .. وللشيطان دور في العالمين معاً فيزيّن الشهوات للقلب بمقتضى ما ورد في قوله تعالى : { لأزينن لهم في الأرض } كما يزين زخرف القول للفكر بمقتضى قوله تعالى : { يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا } .. ولا يبعد أن تكون بعض المذاهب الفكرية التي حّرفت أجيالا بشرية على مر العصور وليدة مثل هذا الإيحاء الشيطاني لقادة هذه الأفكار الباطلة بل لأتباعهم المتفانين في نصرة تلك المذاهب .. والقرآن الكريم يشير إلى حقيقة هذا الإيحاء عند مجادلة المؤمنين بقوله : { وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم } .. وإلا فكيف نفسر ( نشوء ) مذاهب بمبادئها وقادتها وأنصارها واستمرارها قرونا طوالا وكأن هناك يداً ( واحدة ) هي المسيطرة على مجرى الأحداث ؟!.. ومن هنا يعلم أيضاً ضرورة الاستعاذة الجادة بالحق سواء في مجال دفع الشهوات عن القلب أو دفع الشبهات عن الفكر لئلا يتحول العبد ياتباع خطوات الشياطين إلى إمام من الأئمة الذين يدعون إلى النار . حميد عاشق االعراق 10 - 7 - 2012 الثلاثاء 21 شعبان 1433هج