الموضوع: قلبان في جوفي
عرض مشاركة واحدة
احصائيات

الردود
1

المشاهدات
3867
 
هاشم الصفار
من آل منابر ثقافية

هاشم الصفار is on a distinguished road

    غير موجود

المشاركات
43

+التقييم
0.01

تاريخ التسجيل
Apr 2009

الاقامة
العراق

رقم العضوية
6775
07-03-2012, 05:32 PM
المشاركة 1
07-03-2012, 05:32 PM
المشاركة 1
افتراضي قلبان في جوفي

بينما أتصفح المجموعة الشعرية (قلبان في جوفي)
للشاعرة العراقية (ماجدة سلمان محمد)
وبالرغم من كوني لا أميل للكتابة في النقد الأدبي
لكنني وقفت عند مقطع من قصيدة (شئتَ.. أم شئتْ)
فأحببت أن أكتب انطباعي الأول عنه:
تقول القصيدة:

كنتَ دوماً تقول:
بأنني واحتُك التي تلتقطُ فيها أنفاسَك
ولكن الحقيقة هي أنك
الواحةُ التي ألتقطُ فيها أنفاسي..


قراءة انطباعية/
تعلن الشاعرة عن تاريخ من الحب الدافئ الذي كان يكنّه الحبيب لها، باعتبارها الواحة التي كان يلتقط فيها أنفاسه، فهي الملاذُ الأخيرة بعد مغامرات عدة، لتكون هي المحطة التي يتزوّد منها، وينفض عن كاهله وعثاء التجارب..
ولكنها تعلن أن الحقيقة تكمن في أن حبيبها كان الواحة التي تلتقط فيها أنفاسها هي، وبطريقة تدعونا للتساؤل: هل كانت ملأى بالمغامرات كما هو؟! لتعود لالتقاط أنفاسها مع حبيب هو الآخر لم تكن هي ولاؤه الأوحد..
ولكنها في الحقيقة، وفي هذه العجالة من الكلمات التي سطرتها، تبيّن مدى قراءتها بوضوح لحالة الحبّ المعاصر الذي تعددت فيه صور الحب لأكثر من حبيب، فكان الاختيار صعباً، والوفاء بات يتلاشى في بحر متلاطم من تعدد الفرص، وخوض أكثر من تجربة..
ولكن أين يلتقط المرء أنفاسه؟
إنه يلتقطها في المحطة أو الواحة التي يجد فيها نفسه، تارة يكون حضن الأم هو الأرض الخصبة التي يعيد فيها أو يستذكر فيها نماءه الأول، مذ كان صغيراً يهفو لحضن دافئ، وكلمات ناعسة تبعث الإحساس بالدفء...
وتارة يكون الحبيب هو الواحة التالية، والتي مهما راح وجاء فإن له عودة، بل لابدّ له من عودة، تلك العودة التي وإن كانت بعد حين، لكنه يجد فيها إحساساً بالذات، إحساساً بالكينونة وبالهوية التي يفقدها.. ثم يعود ليبحث عنها ملتقطاً أنفاسه الأخيرة...


ربما تتيح لك الكتابة عن نصّ أدبي تناول عدة وجوه
وبأكثر من قراءة..
ولكنها في الحقيقة بحاجة لنفس طويل..
وها أنذا ألتقط أنفاسي...