|
عبد الغفار الحفيد
--------------
كـيـف لــم أعْـلَـمَنْ سـبـيلَ هـواكا ... حـيـث وافــى مـسائلاً مـن دعـاكا
ذاك طــيـفٌ أمَ انّـــه صــوتُ شــادٍ ... قـــد شــدا فـيـك نـغـمةً فـسـباكا
مــا وريـدي فـيه دِمـا حـيث جـفَّتْ ... مــن لـظى شـوقٍ زاد فـيهِ هـواكا
عـنـدما جــاد فـيـك قــولاً بـدا مـنـ ... ـه حـــنــانٌ كــيـمـا يــثـيـرَ رضــاكــا
ردَّ جُـــودي بِـهُـجْـرِ قـــولٍ لـقـلبي ... يــــا قـلـيـباً بالله دع مـــن جـفـاكـا
ذاك جُــحْــدٌ أم ذا ســــوادُ فـــؤادٍ ... يـــا فــؤادي قـسـا حـبـيبٌ وجـاكـا
وطـــلــولٍ بـكـيـتُـهـا فـاسـتـفـاقت ... لـبـكـائي فـاسـتفهمت مــا دعـاكـا
قـد دعـاني هـوى رسـولٍ ثـوى قر ... بَ شـبـاءٍ أيـا شـبا مـن شـباكا(1)
قـد شـباني لا بـل سـباني رسولٌ ... ظــلَّ حـيّـاً فــي كــلِّ شـبرٍ هـناكا
ظــل حـيّاً فـي نـفس حـيٍّ حـوتْهُ ... أم حــواهـا بــلـى هـمـا ذا وذاكــا
إن تــجـدْ مــنِّـي زفـــرةً مــا زفـيـرٌ ... بـــل نــزيـفٌ غــدا شـهـيداً فـداكـا
ســائـلاً جــنَّـةً سـقـاهـا رســـولٌ ... مــن هــداه لَـمَّـا سـقـاها سـقاكا
سـائلاً سـلعاً مَـن سرى فرسولي ... قد سرى جسماً بل بروحٍ علاكا(2)
يــــا عــقـيـقٌ مـــاذا أرى أجــمـالٌ ... ذاك لا بــل حِـبِّي بـحبٍّ حـباكا(3)
يـــا قـبـانـا قـــم سـامـيـاً تـائـهاً إذ ... أحــمـدٌ ذاك مــن شــذاهُ شـذاكـا
يــا قـبـانا سـمـوْت قــدراً شـفيعي ... مـسـجداً بـالـتُّقى بـنـى فـاجـتباكا
وقِــبــابٍ خـضـراؤهـا مـــا خـضـيـرٌ ... بــل غـطـا سـندسٍ بـدا ذا غـطاكا
مــا أُحـيـلا قـبـرٌ ثــوى فـيـه حِـبِّي ... لـيـس قـبـراً بــل جـنَّـةً قـد جـداكا
ظــــلَّ قـلـبـي مـتـيَّـماً بـرسـولـي ... يـا رسـولي مـا لـي حـبيبٌ سواكا
(1)شبا: بفتح أوله مقصورا، ومُد للضرورة، وهو واد في المدينة،
والفعل منه بمعنى علا.
(2)سلع: جبل في المدينة.
(3)عقيق: واد في المدينة. |
|