الموضوع: نهار البادي!!!!
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-08-2012, 07:27 PM
المشاركة 5
الفرحان بوعزة
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
يبحث عن مدينة مفقودة!، في غابة! ،أوخلف جبال نائية !.
--------
-منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمان، لم يتغير كثيرا هذا الرجل الغريب !
ولايزال يبدو صغيرا وشابا رغم السنوات الطويلة !!
يظهر ويختفي !!يظهر في مدن بعيدة ،ثم يختفي ليظهر في مدن أخرى !
يظهر في قرى وأرياف ،ويرحل احيانا مع عرب البوادي
دائما بشوش وحيوي ومسالم ،لديه قصص وخرافات كثيرة ويحكي عن أسفاره وعن الناس !
الكثير يعتقد أنه رجل مطارد والبعض الآخر يعتقد أنه يبحث عن سر دفين أو غاية سامية
كيف ومتى يظهر ويختفي لاأحد يعلم ؟!
الناس تعرف فقط بأن إسمه نهار البادي وأنه يعمل في التجارة
وأحيانا لايعمل !!بل يعكف مسافرا متنقلا بين مدن شمالية على حدود الصحراء أو في مدن الحجاز أو في القرى والجبال الجنوبية النائية !
حاله غريب جدا والأغرب من كل ذلك انه في الستين من عمره ولايزال يبدو في الثامنة أوالتاسعة والعشرون من العمر!!
يحكي أنه سبق وتوفي قبل اكثر من تسعة عشر عاما في مرض ألم به!توفي قبل منتصف الليل !وفي ضحى اليوم التالي عاد الى الحياة أثناء تغسيلة !
دائما يقول :يوم ما سأعود الى قريتي وطفولتي وحبيبتي وأمي وأبي ولن أسافر مجددا!!!
*************************
الأخ الفاضل والمبدع المتميز .. عبد الله الفيفي .. تحية طيبة ..
قد يتبين لنا من أول قراءة لهذا النص أنه ينتمي إلى السرود القديمة .. لكن السارد اعتمد على ما يسمى في الأدب الحديث ب/ الورطة / فعن طريق هذه التقنية أسقطنا في حيرة لا حدا لها ، قد تدفع بالقارئ إلى التساؤل ومراجعة ثقافته الفكرية وتصوراته العصرية .. لإقناعه أن ما هو عجائبي وغرائبي يمكن أن يحيا ويولد من جديد ..
فالبطل " نهار البادي " أسندت له خصائص متعددة ، لها صلة بعوالم مختلفة / طول الحياة / صغر السن / الترحال الدائم / الاندماج مع الناس / جهل شخصيته / غياب هدفه / الظهور والاختفاء / موته / العودة إلى الحياة / ... وقد تبدو لنا أنها عوالم متنافرة لكن السارد بفنية أدبية متميزة جعلها ممتدة قائمة ومتجاورة في ما بينها على وحدة الوجود وتناسق مكوناته تسمح بالمرور من أحدها إلى آخر .. منها وقائع متصلة بالإنسان وممكنة التحقق ، ومنها وقائع خارجة عن إرادة الإنسان قد تتحقق ولا تتحقق .. هذا الإنسان هو جزء من هذا الوجود يتشكل مع هذا العالم المختلف والمؤتلف في نفس الوقت .. عوالم تتكئ على العجيب ،والإنسان هو من عجائب الدنيا ، فرغم تقدم العلم لا زلنا نجهل نسبة كبيرة من المعلومات تهم هذا الكائن العجيب .. والسارد وظف العجيب كسبب لخلق ونشوء حكيه ..ومن هنا يجد القارئ نفسه أمام تحول من عالم طبيعي إلى عالم أشبه بعالم سحري أسطوري يتمتع فيه البطل " نهار البادي " كذات تتمتع بالحياة والفكر والتأثير انطلاقاً من العجيب القائم الذي ورطنا فيه السارد منذ البداية .. فتأرجحنا بين حبائل التصديق والنفي ..بين الانفعال والسكون ..بين التساؤل والحيرة .. .. وهنا حقق النص هدفه وكسب جودته وجماليته ..
نص جمع بين سلاسة السرد وبساطة اللغة .. يؤطره مبنى متين ومعنى دلالي مفتوح على قراءات متعددة ..
جميل ما كتبت أخي ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..