الموضوع
:
أفضل مئة رواية عربية – سر الروعة فيها؟؟؟!!!- دراسة بحثية.
عرض مشاركة واحدة
06-03-2012, 11:20 AM
المشاركة
804
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
تابع الجزء الخامس
* -
إذا كان هناك فضل لأسفاري في المدن فإنني أدين لهذه " القساوة " التي تسميها
بالكثير من المديح ولكنني قاس بألفة وحميمية عميقة، لقد كانت القسوة ضرورة لمقاومة
ما هو أشد عنفاً تجاه الذات رغم ما وجدت من حب الأصدقاء واحتفاءهم الكثير مما
ساعدني على تجاوز الصعاب
.
أما بالنسبة لآراء الآخرين فلا بد من استيعاب كل
الآراء بصدر فسيح كفساحة السهول بين الجبال السروية ولعل من طبيعة الأشياء في
الحياة .. أن يتفق ويختلف الناس حولها،
ويسعدني أن اسمع رأياً مغايراً فيما أكتب
..
متمنياً وبحرارة أن يكون ذلك واضحاً ومبيناً القوائم التي قامت عليها تلك الآراء
أو الملاحظات
.
مثل ما قاله الأخ القاص " جار الله الحميد " .. قرأته مره في
حوار ( قال عنه حاضروه ) أنه كان حواراً مستفزاً .. فقال عن " الوسمية " وقال أشياء
أخرى في آخرين لا ناقة لهم ولا جمل .. كنت أتمنى بعد أن أخذ القول مداه في الصحافة
وبين المثقفين لو أنه أبان سبباً مهما كان بسيطا،ً فربما يفيد بصورة أو بأخرى، لكن
ما حدث لأن الأخ " جار الله " .. أحب هذه النغمة ولم يتفضل بإيضاح أي وتر من
الأوتار تتم عليه النغمة، ثم إن هذا القول مضى عليه وقت يبلغ فيه الآن أو يكاد عشر
من السنين وليست واحدة ولم يكتب شيئاً من التحدي .. أقول : " جار الله " القاص
الفنان له أهواء مزاج الفنان ولا يمكن أن نعتبر هذا رأياً، مع أمنيتي الصادقة لو
أنه عرض أو فند ما قاله
.
عبدالعزيز مشري .. كاتب له حق الخطأ والصواب وليس
منزهاً وإذا كانت رواياته لا تستثير الآراء الإيجابية والسلبية .. فقد يعني ذلك أنه
خسر أهم ما يطمع إليه وهو خلق السؤال بما يكتب
.
الأخ الكاتب " محمد العباس
"
وهو كاتب نقرأ له نقداً أو قراءات جيدة في الصحف ولا أذكر أنني قرأت ما قال غير أن
الحقيقة التي قالها في شأن الكاتب الذي لا يمكن تجزئة شخصيته إلى معازل هذا صحيح
جداً إلى حد أن الروائي لو كتب خارج طفولته .. فلن يتبقي له من رصيده الإبداعي سوى
رصف لغة وتعميدها بالثقافة .. الدهشة الطفولية الجميلة سواء كانت عن طريق الذاكرة
أو التاريخ المرجعي لعمره بشكل عام لن يكتب سرداً من عقله ووجدانه وتجربته .. " لا
يمكن عزله عن المرض " .. نعم
.
ولكن هل " المرض " هو الذي يكتب ؟ لا أحد يظهر
هذا وإنما على الكاتب أن يكتب بواقعيه، وقد استفدت فعلاً من هذا الجانب على الصعيد
الشخصي والإبداعي
.
أنا – حقيقة – لست فخوراً بظرفي الصحي لأنه لا أحد يحيا
معايشته اليومية إلا " أنا " وهو من أكبر المعطلات في حياة أي كاتب ولا يمكن أن
يكون محفزاً أو دافعاً للكتابة
.
"
موت على الماء " ليست أحسن ما كتبت – على
الأقل في رأيي – ليس ثمة ما هو " افعل " .. هناك زمن وهناك إنسان وهناك تطور طبيعي
للمثقف " موت على الماء " مضى عليها عشرون عاماً
.
(32) -
في كتابك الهام
"
مكاشفات السيف والوردة " استطاعت الوردة بانتمائها للحياة أن تحول السيف إلى قلم
مطواع كتب خبرة وتجربة واحد من أبرز مبدعي وكتاب المملكة المعاصرين ونحن في هذه
الأسئلة لم نتعرض لكثير من القضايا المهمة التي كتبها " سيف الوردة " أو " وردة
السيف " ولكننا سنسأل : أتراك قد أنطقت خبرتك الإبداعية والمعرفية كاملة فيه أم أنك
ستكتب أخا أو طفلة له في المستقبل،
يعارضه أو يجادله أو يضيف إليه أو ينفيه جزئياً
أو كلياً، بحيث تختفي منه بعض الآراء القطعية في الكتابة والإبداع والتي تبدو
وكأنما السيف قد خاتل الوردة وكتب ذاته بحد السيف؟
* -
في كتاب " السيف
والوردة " عمارة محدودة النوافذ لعل نوافذها بعدد فصول الكتاب تفتح تلك النوافذ
درفاتها للشمس والهواء مهما كانت قوة النور الخارجية .. لا تستطيع أن تكشف كثيراً
من الغرف والدهاليز التي تزداد إتساعاً مع الأيام .. العمر .. التجربة .. التطور
والتطلع وبالتالي من الصعب اعتبار الكتاب المذكور حاوياً لكل ما أريد قوله .. وهو
ليس بـ"سيرة ذاتية " كما أسماه الناشر " نادي أبها الأدبي " ، إنما هو نوافذ أطل
منها كاتبها
لينقل بعض آرائه عبر تجربته ورؤيته ووعيه
.
لا أجرؤ على القول
بأنها تعني اليوم أو الغد .. ففي الحياة أشياء ومواضعات وأحوال لا تأخذ صيغة الثبات
.
أمور متناثرة تحتاج إلى أن تقول فيها رأياً مع أو ضد واقع اليوم وحالات وتطورات
اليوم.. وبالطبع .. فإن التجربة هي التي تسوق المبدع نحو اكتشافات جديدة لم يكن
ليعرفها من قبل مع أنه قد يكون موهوباً بأنه سيجني ذات الثمار التي قطفها من شجرة
الكتابة في الزمن السابق .. مهما كانت الضمانات لا يستطيع أحد ضمان ذات النتيجة
..
ربما فكرت وفكرت فقط .. في البدء بكتابة " مكاشفات " من نوافذ جديدة لم تفتح في
"
مكاشفات السيف والوردة " لم أفكر في كيفيتها و لا طريقة عرضها أو نوع تجاربها و
لن تكون مكملة لما سبق .. ولا أظن إلا أنها ستكون ثمرة للتجربة الشخصية .. لعل
الأيام – بإذن الله – تتهيأ ولو أن المرء يقتات أنفاسه من عمره لكننا نحلم ونطمح
ونفتح أشرعتنا للحياة .. لزهورها .. التي ستزهر في الغد وسيأتي المطر الذي ينتظره
"
سعيد الأعمى " في أول فصل بـ "الوسمية
"
(33) -
يا صديقي الجميل .. ويا
صديقي الصلب بقيت لدينا بعض الأسئلة
..
* -
أما أنا فليس لدي أي مزيد من
الإجابات .. لقد اشغلتني بأسئلتك وطاردتني بها في بيتي ومكتبي وعلى الهاتف وبالفاكس
وهذا مدخلي عليك .. تفكني من شرك
!
هل غضبت ؟
* -
إلى أقصى درجة
.
سأذكرك بحكاية " أبو نواس" والمزارع الذي استعان به .. وما حدث بينهما
بشأن الثيران و" عدة " السوق ونزع المياه من البئر وأسالك هل ننفذ ما اتفقنا عليه
في بداية الحكاية من عقاب لمن يغضب؟
* -
نعم .. فهو أهون لي من اسئلتك
.
هل تحلق شواربك ؟
* -
ولتقطع " براطمي أيضاً
"
إذن لقد بلغت
استراتيجية هذا الحوار مداها – حسب كلمتك المفضلة – لذا أقول لك في أمان الله يا
سعيد
!
* -
أهلك مطروا .. والله يوجه لك يا غلّتي
.." .
أجرى
الحوار : علي الدميني
في أواخر يونيو 1999
م
رد مع الإقتباس