|
عبد الغفار الحفيد
--------------
أمَّــــاه إنِّــــي راحــــلٌ فـتـكـلَّـمي ... بـخـصـالِ رُمــح قــد تـشـبَّع بـالـدَّمِ
بـخـصال رُمــح شـأنُـه شــكُّ الـعِدا ... عـــنــدَ الــلــقـا بــتـوثُّـب وتــقــدُّمِ
فـأنـا الأصــمُّ الـرُّمـحُ يـحمل رُمـحَه ... وأنــا الـشُّـجاعُ الـشَّـهمُ لـم أتـبرِّمِ
وأنا الذي قد كنتُ أُثخنُ في الوغى ... والـسيفَ أضـربُ مُـقدِمًا لـمْ أحُجمِ
عـجـبي أرمــحٌ قــام يـحـمل رُمْـحَه ... ويــجـيـدُ ضـــربَ رقـابـهـم بـمـقـوَّم
عـجـبي أرُمــحٌ كــان يـسري بـيننا ... يـحـكي خـصـالَ الـفارسِ الـمُتَجَهِّمِ
عـجـبي أرمــحٌ بـالـشَّجاعةِ مـقـبلٌ ... مـتـمـثِّـلاً بــابــنِ الــولـيـدِ الأكـــرمِ
عـجبي الـقناةُ مـن الـعظامِ قـوامُها ... والـنَّـصلُ يُـغـذَى مــن فــؤادٍ بـالـدَّمِ
لا تـعـجـبنْ لـلـرمـح أحمد ذلـــكم ... ابـــن الــكـرام الـمـفـرد الـمـتسنم
أمَّــاه إنــي قــد فـرجـتُ جـموعَهم ... وضـربـت ثُـغـرةَ نـحـرِهم بـالـمِخْذَمِ
والـيـومَ أُوخــذُ مِــن ورائــي غِـيـلةً ... أخذاً لئيما من جـبانٍ مُـجْرِمِ
أمَّـاه نـعيي فـي الـورى هـو رايتي ... وإذا أتـــــاك الــنـعـيُ لا تـتـألَّمـــي
فـأنـا رحـلـتُ إلــى الـجنانِ مـحلِّقا ... ألـقـى الـنَّـعيمَ مــن الإلـهِ الأعـظمِ
والــوجـهُ يَـنـضُـرُ إذ نـظـرتُ كـمـالَه ... وجـلالَـه وجــــــمالُه لَــمْ أحْـرَمِ
وأنـا رحـلتُ إلـى جـوارِ الـمصطفى ... فاسمي سُماه أنا به أعلى سمي
ألــقـى شـرابـاً مــن يـديـه مُـطَـهَّرا ... نِـعْمَ الـشَّرابُ مـن الـنَّبيِّ الزَّمْزَمي
فــالـفـوزُ فــــوزٌ إذ لـقـيـتُ جـــوارَه ... وأنـا شـفيعُك في القيامةِ فاعلمي
إحـسـانُ ظــنٍّ أن سـيـلقى أجـرَه ... فـاسـتبشري أمَّ الـشـهيدِ ورنِّـمي |
|