عدم الميل للحرام إن من الاختبارات الدقيقة الكاشفة عن درجة عبودية العبد هو عدم ( ميله ) للحرام فضلا عن عدم ( ارتكابه ) له . فإرادته حبّـا وبغضا تابعة لميل المولى وإرادته وهذا هو السر في كرامة يوسف الصديق ( عليه السلام ) على الله تعالى إذ كان السجن أحب إليه مما يدعونه إليه . وهذه هي المنحة التي يمنحها الحق لعبده بعد مرحلة متقدمة من المجاهدة في العبودية إذ يحبّب إليه الإيمان ويكرّه إليه الكفر والفسوق والعصيان . فعندها تخـفّ معاناة العبد في رفضه للشهوات ليتفرّغ لمراحل أعلى في القرب يغلب عليه ( التلذذ ) بدلا من المعاناة و( العطاء ) من الحق بدلا من الحرمان من النفس حميد عاشق العراق 25 - 5 - 2012 الجمعة 5 رجب 1433هج