( قلائد الشّجن )
ما حديثي بـــــــدارس الأطلال
ودموعي لذكــــــــريات خوال
***
واشتهائي وغضــــــبتي وحنيني
لوصال من المـــــــحال محال؟
***
حسرة تكسر القــــــلوب وشوق
لو تجلى لفـــــــاق طول الجبال
***
عادة النّفس أن تـــــــحنّ لماض
وتحبّ الجّـــــــديد في كل حال
***
ولكم يرفض الجّـــــــمال لخوف
ويلوح القـــــــتال خوف القتال
***
كم أسير مـــــــــا عليه قيود
وسجين يطـــــــــير بالأغلال
***
ومسجى يسيـــــــح في كل واد
وصحيح بظاهـــــــر الأرض بال
***
في مهماتنا علــــــى الأرض سرّ
حين يفشى نمـــــوت دون اعتلال
***
قد تؤدى بلحـــــــــظة فنولّي
أو بعمر من اللّـــــــيالي الطوال
***
فعلى العيش مـــــــذ خلقنا رقيب
يتحرى لأمــــــــر ربّ الجلال
***
ليس للبغــــــــض قتله وحري
بالمحبين قتـــــــــله باختيال!
***
عش كما شئت وأتــرك الناس وأعلم
أنّ في برّهم كـــــــمال الخصال
***
ما غريب بـــــــأن تعرى بغيّ
وتصون العفــــــاف بنت الحلال
***
وبذي العــــــــار أن يجر عار
وبذي الجهل أن يــــرى في اختلال
***
فقديما بغى عـــــــلى الحرّ عبد
وهجا الفحل نســـــل أخنى الرّجال
***
قدر ما يبلغ الشّـــــــريف يعادى
من جهول وحــــــــاسد ومقال
***
يا زمانا كشـــــــــفته فتهادى
يوسع الجرح طــــــامعا بوصالي
***
ردّ لي يا زمـــــــان عقلا وقلبا
من زماني وخذ مــــن الصبح ما لي
***
فأنا اليوم أصـــــطلي تحت جرحي
بدمائي فمـــــــــا تظنّ بصال؟
***
كم تفننت في اغتـــــيالي ، فجلجل
في مدى سامـــــــع سواي وسال
***
لست بالعذل أرعـــــــوي ، وبعيد
عن أياديك ذمّــــــــتي ومجالي!
***
فأترك الصبّ إنّـــــــما القلب بيت
للمحبين والمــــــــــحبون آلي
***
وذوو الخافــــــــق الرقيق ، قوم
للمرؤآت سعــــــــــيهم بجلال
***
وبذي الدين والــــــــحجى وقليل
من سعى فيهـــــــما عقدت حبالي
***
ابعد النفس بــــــــالذّنوب ولكن
في حمى الله لــــــو بعدت عقالي
***
قد تذكرت فضـــــــــله وتعرّت
لي ذنوبي وفــــــــي يديه مآلي
***
فتذللّّت خــــــــــاضعا ورحيم
من أناجيه شاكـــــــيا سوء حالي
***
ربِّ خفّف عن المــــــشوق وسامح
طامعا فيك ، عــــــــاشقا للجمال
***
وأقهر الحزن مـــــــا طحاني فقلبي
راغب ، راهب ، مــــــن الشِّرك خال
( محمد الزمزمي / السعودية )