الموضوع
:
سقوط - قصة ست كلمات
عرض مشاركة واحدة
05-22-2012, 06:33 PM
المشاركة
2
الفرحان بوعزة
من آل منابر ثقافية
تاريخ الإنضمام :
May 2012
رقم العضوية :
11149
المشاركات:
138
اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد قدورة
(( سقوط )) قصة ست كلمات \ بقلم أحمد قدورة
رفعوهُ على أكتافِ المستحيلِ , فسقطَ سهواً .
__________________________________
زفّت الغيومُ شهيداً , فأمطرت السماءُ ناراً.
__________________________________
15-5-2012
***********************
الأخ الفاضل والمبدع المتألق .. أحمد قدورة .. تحية طيبة ..
رفعوهُ على أكتافِ المستحيلِ , فسقطَ سهواً../ .
النص الذي بين أيدينا هو يدخل ضمن القصة /الومضة .. لأنها ارتكزت على التكثيف والاقتصاد اللغوي والدلالي .. مفتوحة على قراءات متعددة .. ما أراه في هذا النص الذي أثار فضولي .. وقد لا يجانبني الصواب هو كالتالي .. ..
رفعوه على أكتاف المستحيل /للرفع قوة وسلطة وإمكانيات ..لذلك قد تكون إمكانية الرفع إلى الأعلى .. فما هي وسائل الرفع .. ؟ فهي إما أن تكون مادية ومعنوية ، الأولى تتجلى في البناء والتشييد .. والثانية قد تتجلى في الأقوال وصناعة الشهادات المستحيلة التي لا يصدقها العقل ، فقد تأتي على شكل خوارق خفية وسرية يؤمن بها الناس عن جهل أو خوف .. المستحيل لا يمكن أن يتحقق على أرضية الواقع ، لأن بداية الرفع منعدمة قبل أن تكون .. ولا يمكن إنجاز هذا الفعل .. جميل أن تسند كلمة / أكتاف / للمستحيل ، والعادة أنها تسند للرجال .. لكن السارد خرق الدلالة الأصلية .. فماذا نستشفه على مستوى الدلالة .. ؟ حاولو ا خلق من هذا البطل الشيء الكثير .. والواقع ،لا سند له .. فهو لم يسقط على الأرض وإنما سقط من الأذهان .. وأصبح منسياً ، مهمشاً من التاريخ .. ولكن يمكن استرداده وإعادته من جديد إلى الحياة عن طريق التذكر والتوثيق له من جديد والنبش في الحقيقة .. فحقيقة الشهيد الذي وصف بالشهادة .. فالسماء عندها حقيقة هذا البطل ، ربما أنزلت عقابها انتقاماً لهذا الشهيد ..
يمكن اعتبار هذه الومضة مستقلة عن بقية النص رغم أن السارد عمل على ربطها بكلمة شهيد .. ومثل هذه الومضات الفكرية تكون صعبة التأويل .. كثيراً ما تسقطنا في عدة منزلقات تأويلية وقرائية .. وليس بالضبط أن نسقط في مقصدية الكاتب ..
أخاف أن تتحول القصة القصيرة جداً إلى لغز أو طلسم .. وهذا ما نبه إليه الدكتور جميل حمداوي في عدة مقالات ..
تقديري واحترامي ..
الفرحان بوعزة ..
رد مع الإقتباس