عرض مشاركة واحدة
قديم 08-23-2010, 11:08 PM
المشاركة 2
أحمد فؤاد صوفي
كاتب وأديـب

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي
* الجزء الثاني والأخير *

-

-ونعود الآن إلى الفقير الطيب . . الصياد البسيط . . فقد انتشر


-في المدينة أن خاتم السلطنة قد فقد من السلطان ، وقد رصدت جائزة كبيرة لمن يعثر عليه .


-ذهب الصياد إلى شاطىء البحر كالعادة يصطاد، ولكن الله لم يرزقه بأي صيد في ذلك اليوم ، وهو لا ينفك يردد . .


-"الحمد لله . . الحمد لله . . لو لم يرزقني الله اليوم . . فلا شك أنه سيكرمني غداً ". . وقبل أن يغادر . . بدرت منه التفاتة بين الصخور . . فوجد شيئاً يلمع تحت أشعة الشمس . . وذهب يستطلع الأمر. .وإذا به خاتم ملون يمتلئ بالنقوش والجوهر. . فرح الصياد وعاد مسرعاً إلى بيته .


-انظري يا زوجتي ماذا وجدت ! ! !


--ياالله ما أجمله . . يمكننا العيش بثمنه طول العمر . .


--ولكن أما تظنين يازوجتي أن يكون هو خاتم السلطنة . . إنه غريب الشكل . . مليء بالنقوش . .


-- وأطرقت الزوجة الصابرة تفكر . . ثم رفعت رأسها . . أسرع يا زوجي العزيز إلى السلطان . . لا شك أنه مشغول البال . . ولا ينبغي عليك أن تتأخر .


-- بارك الله فيك . . نعم الزوجة أنت يا زوجتي العزيزة . . لن نأخذ ما لانمتلكه أبداً .


-أسرع الصياد الخطى إلى قصر السلطان . . ولكن الحراس منعوه من الدخول : من أنت ! ! ماذا تريد ! ! السلطان يغط في النوم ! ! اذهب من هنا ولا تعود .


-ولكن الصياد لم يذهب إلى أي مكان . . لا . . بل اصطنع جلبة كبيرة خارج القصر، حتى تضايق السلطان في نومته. . وقام غاضباُ . . ثم أمر الحراس باحضار من تجرأ وأزعج السلطان وقت قيلولته، وخلال لحظة واحدة. . أحاط الحراس بالصياد. . واقتادوه مباشرة إلى السلطان. . إلى قاعة العرش .


-- أرجوك سيدي . . لاتؤاخذني بما فعلت . . ولكن كان من الضرورة أن أقابلك فوراً . . ولم يسمح لي الحراس بذلك . .


والموضوع لا يمكن تأجيله . .


- حسنـــــــــاً . . ماذا لديك ! !


-- نظر الصياد إلى وجوه الحراس القاسية . . وطلب من السلطان بأدب أن يصرفهم . .


-باشارة بسيطة من السلطان . . غادر الحراس وبقي الصياد. .


- حسنـــــــــــــــاً . . ما الأمر ! !


-- سيدي السلطان . . أليس هذا خاتم المملكة ؟ ! ! . . وأخرج الخاتم من جيبه ووضعه في يد السلطان . .


-- نعم . . نعم . . إنه هو . . كيف وجدته . . ! !


-- لقد ســـاقه الله إلي . . حتى أعيده إليك . . ! !


-استيقظ القصر. . وعمت الفرحة. . وانسحب الصياد الأمين. . دون أن يشعر به أحد . . فقد أدى واجبه . . وأحس أنه غريب وسط هذا الجمع . .


-هدأ السلطان بعد حين . . وأراد أن يكافىء الصياد . . نظر حوله . . ولم يجده ! ! أين ذهب الرجل ! ! لا أحد يدري ! !


-أمر السلطان غلمانه بالبحث عن الصياد . . وتوعدهم بالويل إن لم يجدوه . . فأسرع كل منهم يبحث في ناحية . . حتى وجدوه أخيراً . . واقتادوه ثانية إلى السلطان . .


-فرح السلطان بقدوم الصياد . . وقابله وطمأنه وسلم عليه . .


-- لماذا ذهبت ! ! لقد أعدت إلي خاتم السلطنة . . وأريد أن أكافئك . .


-- سيدي السلطان . . لقد أديت واجبي . . والأمانة لا تحتاج لمكافأة . . لا أريد شيئاً . . إنني بخير والحمد لله . . ! !


-- ولكنني رصدت مكافأة كبيرة لمن يحضر لي الخاتم ! !


-- أرجوك أيها السلطان . . إني أعيش مرتاح البال . . ولا أحتاج إلى شيء . . أخشى إن غيرت عاداتي أن تذهب سعادتي . . ! !


-ولم تنفع محاولات السلطان في ثني الرجل عن موقفه . .


-فهو لا يريد المكافأة . . ويريد أن يبقى صياداً يعتمد على الله فقط . . ويحصل على قوته وقوت عائلته من عرق جبينه .


-فكر السلطان في الموضوع . . ثم أمر فبني للصياد كوخٌ جديدٌ . . قريبٌ من القصر . . وأهداه عدة جديدة فيها كل لوازم الصيد . . وأجرى له مكافأة شهرية . . وجعله من خاصته . .


-


* أحمد فؤاد صوفي *