عرض مشاركة واحدة
قديم 05-17-2012, 06:09 AM
المشاركة 15
عبد الغفار الدروبي الحفيد
من آل منابر ثقافية
  • غير موجود
افتراضي
راجعني أخ كريم في البيت الأخير معترضا على الكلمة وطالبا الدليل فقلت له:
يا أخي الكريم حتى لو راجعتني فما أنا لي طويلب علم ما نازعه أحد إلا غلبه ذلك الأحد، وكل يؤخذ من كلامه ويرد إلا صاحب هذا المقام، ومن ساعة ما تكلمت في الموضوع سبرت كثيرا من المراجع حتى وجدت رواية في دلائل النبوة للبيهقي وإسنادها على أقل تقدير ليس بالضعيف ويؤخذ به في مثل هذه الأمور، في خبر طويل وفيه: فَوَلَدَتْ آمِنَةُ رَسُولَ اللَّهِ فَكَانَ فِي حِجْرِ جَدِّهِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ، فَاسْتَرْضَعَتْهُ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ، فَنَزَلَتْ بِهِ أُمُّهُ الَّتِي تُرْضِعُهُ سُوقَ عُكَاظَ، فَرَآهُ كَاهِنٌ مِنَ الْكُهَّانِ، فَقَالَ: يَا أَهْلَ عُكَاظَ، اقْتُلُوا هَذَا الْغُلامَ، فَإِنَّ لَهُ مُلْكًا، فَزَاغَتْ بِهِ أُمُّهُ الَّتِي تُرْضِعُهُ، فَأَنْجَاهُ اللَّهُ تَعَالَى، ثُمَّ شَبَّ عِنْدَهَا، حَتَّى إِذَا سَعَى وَأُخْتُهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ تَحْضِنُهُ، جَاءَتْ أُخْتُهُ مِنْ أُمِّهِ الَّتِي تُرْضِعُهُ، فَقَالَتْ: أَيْ أُمَّتَاهُ، إِنِّي رَأَيْتُ رَهْطًا أَخَذُوا أَخِي الْقُرَشِيَّ آنِفًا، فَشَقُّوا بَطْنَهُ، فَقَامَتْ أُمُّهُ الَّتِي تُرْضِعُهُ فَزِعَةً حَتَّى تَأْتِيَهُ، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ مُنْتَقِعٌ لَوْنُهُ، لا تَرَى عِنْدَهُ أَحَدًا، فَارْتَحَلَتْ بِهِ حَتَّى أَقْدَمَتْهُ عَلَى أُمِّهِ، فَقَالَتْ لَهَا: اقْبِضِي عَنِّي ابْنَكِ، فَإِنِّي قَدْ خَشِيتُ عَلَيْهِ، فَقَالَتْ أُمُّهُ: لا وَاللَّهِ، مَا بِابْنِي مَا تَخَافِينَ، لَقَدْ رَأَيْتُ وَهُوَ فِي بَطْنِي أَنَّهُ خَرَجَ مُعْتَمِدًا عَلَى يَدَيْهِ، رَافِعًا رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَافْتَصَلَتْهُ أُمُّهُ وَجَدُّهُ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ، ثُمَّ تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ، وفي مصنف عبد الرزاق، ورواية في دلائل النبوة لأبي نعيم على ضعف فيها، أما كلمة جلاء فلا ضير فيها بعد شهادات الأنبياء ولا سيما وقد جاء ذلك في أخبار كثيرة، وإن كان الاعتراض على الكلمة فذلك أمر هين نغيرها بكلمة وماءُ، وهي في الحقيقة أفضل، فنقول: وكهان بسجعهمو وَمَاءُ، أي إشارة، شكرا لك لأنك سمحت لي أن أتعلم من أدبك وروعتك وفضلك.