عرض مشاركة واحدة
قديم 05-10-2012, 08:53 PM
المشاركة 180
هوازن البدر
أديـبة وإعلاميـة فلسطيـنيـة

اوسمتي

  • غير موجود
افتراضي

قبل اليوم كنت أعتقد أننا لا يمكن أن نكتب عن حياتنا الا عندما نشفى منها ....
عندما يمكن أن نلمس جراحنا القديمة بقلم دون أن نتألم مرة أخرى...
عندما نقدر على النظر خلفنا دون حنين دون جنون ودون حقد أيضا ...
أيمكن هذا حقا ؟؟
نحن لا نشفى من ذاكرتنا ولهذا نحن نكتب ولهذا نحن نرسم ولهذا يموت بعضنا أيضا




هل الورق مطفأة للذاكرة؟؟
نترك فوقه كل مرة رماد سيجارة الحنين الاخيرة وبقايا الخيبة الاخيرة ...
لماذا كل هذه الصينية ....من أجل قهوة مرة..؟



ففي النهاية ليست الروايات سوى رسائل وبطاقات نكتبها خارج المناسبات المعلنة لنعلن نشرتنا النفسية لمن يهمهم أمرنا...ولذا أجملها تلك التي تبدأ بجملة لم يتوقعها من عايش طقسنا وطقوسنا وربما كان سببا في تقلباتنا الجوية .



تعود على اعتبار الأشياء عادية...أشياء يمكن أن تحدث أيضاً
كنت أجهل أن الأشياء غير العادية يمكن أت تجر معها أشياء عادية أيضا ...



هناك صحف يجب أن تغسل يديك ان تصفحتها وان كان ليس للسبب نفسه كل مرة فهنالك واحدة تترك حبرها عليك وأخرى أكثر تألقا تنقل عنونتها اليك.
الآن الجرائد تشبه دائما أصحابها تبدو لي جرائدنا وكأنها تستيقظ كل يوم مثلنا بملامح متعبة وبوجه غير صباحي غسلته على عجل ونزلت به الى الشارع هكذا دون أن تكلف نفسها مشقة تصفيف شعرها أو وضع ربطة عنق مناسبة... إنه قانون الحماقات أن أشتري صحيفة مجلة فقط لأقلب حياتي رأسا على عقب....



كيف يحدث بعد أن كاد الجرح أن يلتئم وكاد القلب المؤثث بذكراك أن يفرغ منك شيئا فشيئا وأنت تجمع حقائب الحب وتمضي فجأة لتسكن قلبا أخر ...غادرت قلبي اذا....
كما يغادر سائح مدينة جاءها في زيارة سياحية منظمة ...كل شيء موقوت فيها مسبقا ...حتى ساعة الرحيل ...ومحجوز فيها مسبقا ...حتى المعالم السياحية التي سيزورها ...واسم المسرحية التي سيشاهدها..... وعنوان المحلات التي سيشتري منها الهدايا .



كان لابد أن أضع شيئا من الترتيب الداخلي واتخلص من بعض الأثاث القديم ان أعماقنا بحاجة الى نفض أيضا كأي بيت عادي نسكنه ولا يمكن أن أبقي نوافذي مغلقة على أكثرمن جثة.....



اننانكتب الروايات نقتل الابطال لا غير وننتهي من الأشخاص الذين اصبح وجودهم عبئا على حياتنا فكلما كتبنا منهم فرغنا منهم وامتلأنا بهواء نظيف...

أحلام مستغانمي

لا شيءيضاهي بزوغ الحب الصادق في قلب امرأة ..أمضت الكثير من الوقت راجفة على شواطئ الإنتظار..