الموضوع
:
هل تولد الحياة من رحم الموت؟؟؟ دراسة بحثية
عرض مشاركة واحدة
08-23-2010, 12:43 PM
المشاركة
250
ايوب صابر
مراقب عام سابقا
اوسمتي
مجموع الاوسمة
: 4
تاريخ الإنضمام :
Sep 2009
رقم العضوية :
7857
المشاركات:
12,768
عبد الباري عطوان
للحديث عن الام شجون خاصة، فهي شمعة العائلة وزينة الدار، جهة القلب وتاج الرأس،
تتعب.. تسهر.. تعد ايام عمرها من خلال عمر أولادها: كان علي امي
تربية عشرة اولاد
في ظل غياب أبي الذي تركها في عز صباها، في ثلاثينيات عمرها،
عانت كثيراً من أجلنا،
كانت امي خفيفة الظل ولانها تتقبل المزاح كنت أناديها باسمها وتحببا يا ظريفة أمي
امرأة عظيمة ككل النساء العظيمات، وإنسانة ذات قدر كبير، تحملت التعب وشظف العيش،
عاشت في المعسكر وماتت فيه
، لم تكن تجربتها سهلة لهذا لم تستمتع بحياتها، ورغم أننا
حاولنا توفير اجواء الراحة لها الا ان هذا جاء متأخرا، كان علي امي ان توزع الحب
والحنان علي عشرة اولاد، كل واحد ينتظر دوره ليحظي ببعض من هذا الحب وذاك الحنان،
امي مثل اي ام فلسطينية رائعة تغسل وتطبخ وترعي عشرة اولاد،
والمعيل الوحيد بعد
وفاة ابي هو أخي الذي كان قد تعاقد للعمل بالتدريس في السعودية،
أذكر ان امي ربت
الحمام والدجاج وجلبت الماعز لتوفر لنا الجبن واللبن، كنا نتقاسم زغلول الحمام وورك
الدجاجة، حقا لعبت دورا كبيرا في حياتنا وكانت تعمل من لا شيء شيئا وتحاول تغذيتنا
بشتي الطرق والوسائل، حيث لم يكن بمقدورها شراء اللحم من السوق. كانت الاحذية
بالنسبة لنا كأطفال مجرد قيد، ليس لاننا نملكها ولا نريد انتعالها، بل لان اقدامنا
لم تعتد عليها، ولم نكن نملك نقودا لشرائها، انا مثلا لم البس حذاء الا عندما أصبح
عمري ست سنوات، ليس لانني كبرت، بل لان قانون المدرسة فرض علي الطلبة عدم الذهاب
اليها حفاة، كنت قد ورثت حذاء عن أخي الأكبر الذي اخذه من الاونروا التي كانت تعطي
أحيانا مع الملابس احذية، بقي هذا الحذاء مدة طويلة ربما لجودته، أو لان مهمته كانت
محصورة بانتعاله أثناء الاصطفاف في الطابور فقط، بعدها اخلعه واضعه في الحقيبة،
كلما صغر الحذاء علي قدمي أحدنا ينتقل بشكل اتوماتيكي الي الاخر، لكن بشكل عام
تسطحت اقدامنا بسبب السير حفاة، وبسبب الحذاء الضيق
.
http://www.edleb.net/modules.php?name=Forums&file=viewtopic&t=28186
رد مع الإقتباس