الموضوع
:
الوجوه والنظائر في القرآن الكريم
عرض مشاركة واحدة
احصائيات
الردود
14
المشاهدات
11026
عبدالأمير البكاء
من آل منابر ثقافية
المشاركات
342
+
التقييم
0.06
تاريخ التسجيل
Mar 2010
الاقامة
العراق / النجف الأشرف
رقم العضوية
8844
08-23-2010, 12:23 PM
المشاركة
1
08-23-2010, 12:23 PM
المشاركة
1
Tweet
الوجوه والنظائر في القرآن الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الوجوه والنظائر: علمٌ من علوم تفسير ألفاظ القرآن الكريم ، أقدمه مع شغاف القلب
بين يدي أحبتي علّي أنفع به إخوة لي وأخوات في هذا الشهر المبارك ، شهر
رمضان الكريم أعاده الله على الجميع باليمن والبركة .
تعريفٌ بالوجوه والنظائر: النظائر هي أن تكون نفس اللفظة في القرآن الكريم قد
ُذكرت عدة مرات في آيات مختلفة ، بلفظ واحد وحركة واحدة ، لكنها تختلف في
المعنى عن نظيرتها في آية أخرى وبحسب السياق، كمثل لفظة (حميم ) فهي في
قوله تعالى ( ولايُسألُ حميمٌ حميما ) تعني القريب في الدم ، لكنها تعني ( الحار)
في قوله تعالى ( وسُقوا ماءً حميما فقطّعَ أمعاءَهم ) . أما معنى الوجوه : فهي
تفسير كل لفظة بالمعنى الذي يختلف عن معنى نظيرتها في آية كريمة
أخرى............متابعة شيقة أرجوها لكم مع الجزء الأول من الوجوه والنظائر.
1/ اللباس / وتفسيرها يأتي على أربعة وجوه : الوجه الأول بمعنى (يخلطون )
وذلك في قوله تعالى في البقرة (ولاتلبسوا الحقَّ بالباطل )أي لاتخلطوا ، ونظيرها
في آل عمران ( لِمَ تلبسون الحق بالباطل ) أي تخلطون ..... الوجه الثاني : بمعنى
( السّكَنْ ) وذلك في قوله تعالى في البقرة ( هنَّ لباسٌ لكم وأنتم لباسٌ لهنَّ ) يعني
نساؤكم سكنٌ لكم وأنتم سكن لهن ، ومثلها في الفرقان ( وجعلنا الليلَ لباسا ) أي
سكنا ...... الوجه الثالث بمعنى (الثياب التي تـُلبس ) فذلك في قوله تعالى في
الأعراف ( قد أنزلنا عليكم لباسا يُواري سَوءاتكم )أي الثياب ، ومثلها في حم
الدخان ( يلبسون من سندس وإستبرق) ..... الوجه الرابع بمعنى ( العمل الصالح
) وذلك في قوله تعالى في الأعراف ( ولباسُ التقوى ذلك خيرٌ ) أي العمل الصالح .
2/ الفرقان / وتفسيرها يأتي على ثلاثة وجوه : الوجه الأول بمعنى (النصر)
وذلك في قوله تعالى في البقرة ( وإذ آتينا موسى الكتابَ والفرقان ) أي النصر إذ
فرّق بين الحق والباطل فنصر موسى عليه السلام وأهلك عدوه ، ومثلها في الأنفال
(وما أنزلنا على عبدِنا يومَ الفرقان ) أي يوم النصر..... الوجه الثاني بمعنى (
المَخرج ) وذلك في قوله 0تعالى في البقرة ( وبيّناتٍ من الهُدى والفرقان) أي
المخرج في الدين من الشبهة والضلالة ..... الوجه الثالث بمعنى (القرآن ) وذلك
في قوله تعالى في الفرقان ( تباركَ الذي نزّلَ الفرقانَ على عبدِه )
3/ النشوز/ وتفسيرها يأتي على أربعة وجوه : الوجه الأول بمعنى ( العصيان
)وذلك في قوله تعالى في النساء ( واللاتي تخافونَ نشوزَهُنَّ ) أي تعلمون
عصيانهن. ....الوجه الثاني بمعنى ( الأثـَرَة ) ، بأن يتزوج عليها غيرها من
النساء ، وذلك في قوله تعالى في النساء ( وإن امرأة ٌخافتْ من بعلِها نشوزا ) أي
يؤثر عليها امرأة أخرى في الزواج.
.....الوجه الثالث بمعنى ( الإرتفاع بالقيام ) وذلك في قوله تعالى في المجادلة (
وإذا قيل انشزوا فانشزوا يرفع الله ) أي فارتفعوا من مجالسكم .....الوجه الرابع
بمعنى ( الحياة ) وذلك في قوله تعالى في البقرة ( وانظرْ الى العظام كيف نُنشزُها
) أي كيف نحييها
4/ أُمّة / وتفسيرها يأتي على ثمانية وجوه : الوجه الأول بمعنى ( عُصبة ) وذلك
في قوله تعالى في البقرة ( ومن ذريتنا أمة ٌ مسلمة ٌلك ) أي عصبة مسلمة لك ،
ومثلها ( تلك أمة قد خلت ) و ( أمة قائمة ) و ( منهم أمة مقـتصدة ) كلها بمعنى
عصبة ..... الوجه الثاني بمعنى ( مِلـّة ) وذلك في قوله تعالى في البقرة ( كان
الناسُ أمة ًواحدة ) أي مِلة واحدة ، ومثلها ( إن هذه أمتكم امة واحدة ) يعني ملة
الإسلام ملة واحدة ....الوجه الثالث بمعنى ( سنين ) وذلك في قوله تعالى ( وادّكر
بعد أمة ) أي بعد سنين ....الوجه الرابع بمعنى ( قوم ) وذلك في قوله تعالى في
الحج ( ولكل أمة جعلنا منسكا ) أي لكل قوم ......الوجه الخامس بمعنى ( إمام )
وذلك في قوله تعالى في النحل ( إن إبراهيم كان أمة ) أي إماما يُقتدى به ......
الوجه السادس بمعنى (الأمم الخالية ) وذلك في قوله تعالى في يونس ( ولكل أمة
رسول ) و( وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ) أي الأمم الخالية .....الوجه السابع
بمعنى ( أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، المسلمون خاصة) وذلك في قوله
تعالى في آل عمران ( كنتم خير أمة أُخرجت للناس ) أي المسلمين خاصة
.......الوجه الثامن بمعنى ( الكفار من أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ) وذلك
في قوله تعالى في الرعد ( كذلك أرسلناك في أمة قد خلت من قبلها أمم ) أي الكفار منهم
5/ التوَفـّي / وتفسيرها على ثلاثة وجوه : الوجه الأول بمعنى ( قبض ذهن الإنسان
الذي يَعقل به الأشياء ويرى به الرؤيا بالذهن الذي ُقبض منه ) وذلك في قوله
تعالى في الأنعام ( وهو الذي يتوفاكم بالليل ) أي يُنيمكم فيقبض ذهن الإنسان الذي
تـُعقـل به الأشياء وتـُترك فيه الروح والحياة ، فهو يتقلب بالروح التي فيه ، ويرى
الرؤيا بالذهن الذي قـُبض منه وذلك في قوله تعالى ( الله يتوفى الأنفس حين موتها
) يعني سبحانه أن الإنسان له حياة وروح ونفـْس ، فإذا نام خرجت منه نفسُه التي
بها تعقِـل الأشياء ، فيرى الرؤيا بالنفس التي خرجت منه لأرض أخرى ، وتبقى
الحياة والروح في الجسد فيهما يتقلب ويتنفس ، فإذا حُرِّكَ عادت إليه النفس
بأسرع من طرفة عين ، وإذا أراد الله سبحانه أن يُميته في منامه أمسك النفس
الخارجة وقبض الروح فيموت في منامه والله أعلم ....الوجه الثاني بمعنى (
القبض إليه في السماء ) وذلك في قول عيسى عليه السلام ( فلما توفيتني كنت أنت
الرقيب عليهم )أي قبضتني إلى السماء وأنا حي ، وذلك أن النصارى تنصّروا بعد
رفع عيسى عليه السلام الى السماء وليس بعد موته ، إذ قال سبحانه ( اني متوفيك
) أي قابضك من بين بني إسرائيل ورافعك إلى السماء وليس مميتك ..... الوجه
الثالث بمعنى (قبض الأرواح وهو الموت ) وذلك في قوله تعالى في السجدة (
يتوفاكم ملك الموت ) أي يُميتكم.
..إلى اللقاء في جزء ثان ٍ ، مع أطيب المنى ، وصيام مقبول وإفطارشهي
ودمتم أحبة
رد مع الإقتباس